منتدى تركمان الجولان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تركمان الجولان


 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 تابع السلطان عبد الحميد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بلال حمو
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ



الجنس : ذكر نقاط : 5615
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
العمر : 45
الموقع : مدينة البعث

تابع السلطان عبد الحميد Empty
مُساهمةموضوع: تابع السلطان عبد الحميد   تابع السلطان عبد الحميد Emptyالأربعاء يناير 07, 2009 1:42 am

اليهود في الدولة العثمانية :

وقد عاش اليهود تحت الحكم العثماني بسلام لكنهم كانوا يلاقون دوماً في اوروبا الشرقية تمييزاً وكراهية قوية كانت تتفاقم من وقت لآخر لتنتهي بالمذابح (18) .

كما يؤكد (المؤلف نفسه ) ذلك في ص(23) .

ولم يواجه المهاجرون اليهود أي عقبة سياسية لان زعماء المسلمين لم يرفضوا في أي فترة السماح لليهود القادمين من البلدان الاجنبية بدخول فلسطين والاستيطان فيها . ولم يمنح هذا السماح للمسيحيين الغربيين ، وبعد وصول اول فوج من المستوطنين الصهيونيين من رومانيا عام 1882م اصدر السلطان عبد الحميد لاول مرة في التاريخ ، عام 1885م ، امراً يسمح بدخول اليهود كحجاج فقط لا كمستوطنين. على ان القانون لم ينفذ ابداً بصرامة ، ولكن هذا القانون وما تلاه من قوانين تقيد الهجرة كانت تنطبق فقط على اليهود الاجانب ، اما مئات الآلاف من المواطنين اليهود في البلدان المحيطة بفلسطين والخاضعة للامبراطورية العثمانية فقد كان باستطاعتهم دوماً الاستيطان في فلسطين . ويقدر عدد اليهود الذين كانوا في فلسطين عام 1814 م بحوالي 10.000 يهودي فقط ، وفي عام 1914م مجرد 35.000 يهودي من بين 12.000.000 يهودي يرددون في صلواتهم ثلاث مرات في اليوم ان لن ينسوا اورشليم والعودة الى ارض الميعاد ، والبرهان القاطع هو انه "رغم ما كتب عن المكانة التي تشغلها فلسطين في قلب الشعب اليهودي " ، الا انها كأرض للعيش عليها لم يكن لها الا تأثير ضئيل على الفرد اليهودي ، واشار داعية صهيوني الى التوبيخ الذي يحس به لان اليهود هم اقل طائفة من بين الطوائف الاخرى تقصد الى فلسطين (19) .

كما ينقل الدكتور اميل توما في كتابه " جذور القضية الفلسطينية " (ص12) عن كتاب جون برونغ ( تقرير حول سوريا ) وصف الاخير احوال اليهود في ظل الاسلام :

ان التجار اليهود الاجانب في دمشق هم الفئة الاغنى بين التجار وذكر عائلتين تملك كل منهما مليون ونصف مليون جنيه ، وهذه ثروة ضخمة في ذلك الحين ، واضاف ان اكثر البيوتات التجارية تتجار مع بريطانيا (20).

ولقد كانت صلة اليهود بفلسطين عبر التاريخ وقبل وجود الصهيونية الاستعمارية ، مجرد صلة دينية عاطفية ولم يكن لهم اية مطامع سياسية ، وكان هذا الامر قبل السبي البابلي ، الذي قام به نوخذ نصر ، اذ انه من الثابت تاريخياً ان اليهود كانوا موزعين في العالم العربي ، وغير العربي ، في ذلك الوقت ، ولم يكونوا مجتمعين فقط في فلسطين ، بل كانوا مواطنين في كثير من الدول .

كانت صلة اليهود بفلسطين مجرد صلة دينية عاطفية ورغبة لدى بعض الفئات اليهودية المتدينة في الاقامة قرب الاماكن المقدسة للتعبد وممارسة الطقوس الدينية لقضاء ايامهم الاخيرة في المدن الاربعة المقدسة ( القدس ، صفقد ، طبرية ، الخليل ) ناهيك عن ان اليهود المتدينيين كانوا يؤمنون بكفرة بعث الدولة اليهودية في فلسطين بحدوث معجزة الهية يظهر معها المسيح المنتظر الذي سيعيد بناء "هيكل سليمان " ويقود العالم نحو الخير والسلام (21 ) .

ولما ابتدع الفكر الاستعمراي ـ غير اليهودي ـ الصهيونية السياسية ، التي كان يتطلع من ورائها الى تنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري باقامة دولة يهودية في فلسطين ، بدأ الساسة المستعمرون ومن يعمل معهم من المبشرين باطلاق المزاعم عن (العودة الى ارض الميعاد ) . (وتحقيق نبوءة المسيح ) والاستشهاد بنصوص التوراة التي اطلقوها وفسروها لتخدم المشروع الصهيوني . ومن الطبيعي ان تلاقي هذه المقولة اذاناً صاغية واستحساناً لدى المجتمعات الغربية المسيحية التي ارادت ان تتخلص من اقلياتها اليهودية (فاشفقت) عليهم لما حل بهم من ويلات ومآسي ابان العصور الغابرة من محاكم التفتيش في اسبانيا في القرن الخامس عشر الى البوغروم في روسيا في القرن التاسع عشر ( وهي ملاحقات واعتقالات واجراءات اضطهادية حدثت في روسيا على يد القيصر الروسي في "1881 ـ 1882 م" الى افران الغاز في المانيا النازية في النصف الاول من هذا القرن (22) .

وفي الوقت الذي كانت فيه مذابح اليهود كثيرة الوقوع في روسيا وبولونيا ، كانت هناك حركات في فرنسا وغيرها من اعرق امم اوروبا حضارة ترمي الى ما يشبه القضاء على اليهود ، حتى كادت قضية دريفوس ان تشعل نار الثورة في فرنسا ، وكان اليهود يجدون في البلاد الاسلامية اطيب معاملة ، ويعتبرونها الملجأ الآمن لهم وكانت هذه البلاد الاسلامية ترى واجباً عليها حماية اللاجئين اليها منهم والمساواة بينهم وبين المسلمين في المعاملة (23) .

ويجدر بنا ونحن بصدد الحديث عن الدولة العثمانية ان نبين كيف كانت تلك الدولة تعامل اليهود قبل ظهور الفكرة الصهيونية السياسية التي لم يكن لها أي علاقة باليهود او بالدين اليهودي ، الا من ناحية واحة ، وهي استعمال الدين اليهودي كغطاء لتنفيذ المشروع الصهيوني ، واستعمال اليهود كمادة لاستغلالها من اجل اقامة الدولة اليهودية التي كان الاستعمار يرمي من وراء اقامتها تأسيس قاعدة استعمارية لتأمين مصالحه في العالم الاسلامي .

لقد عمل اليهود في الامبراطورية العثمانية في كل فروع التجارة والعمل والصناعة والعلم ، ووصل بعضهم الى مراكز هامة ، وتمتع اليهود ـ كسائر الاقليات داخل الامبراطورية بقدر كبير من الاستقلال الذاتي والاداري والطائفي ، فكان الحاخام باشي أو الحاخام الاكبر هو ممثل اليهود في كل امر امام الحكومة ، كما سمح لأفراد الطائفة بحرية اختيار رؤسائهم الروحيين ، وفرض الضرائب ، وحل الخلافات فيما بينهم وكانت المحكمة اليهودية تحكم بينهم حسب الشريعة اليهودةي ، كما لم يحدث ادنى تدخل بالاموال التي تجمع لمؤسساتهم الخيرية او التعليمية ، وتمتعت مدارسهم الطائفية باستقلال ثقافي ذاتي (24) .

وبعد خضوع فلسطين للحكم العثماني في اوائل القرن السادس عشر ، بدأ يهود اوروبا يهاجرون اليها واقاموا في الاماكن المقدسة ، القدس ، طبريا ، صفد ، الخليل . وفي منتصف القرن الثامن عشر هاجر عدد من يهود بولندا وروسيا الى فلسطين بسبب اضطهادهم هناك ، واستقر معظمهم في صفد وطبريا حيث لاقوا تحت حكم ضاهر العمر الحماية والامن .

كما لاقوا من مختلف السلاطين العثمانين المعاملة الحسنة ، وتعتبر الدولة العثمانية هي الدولة الوحيدة التي لم يحصل فيها اضطهاد . وقد بلغ عدد اليهود في فلسطين عندما غزا نابليون البلاد عام 1799م خمسة الاف فحسب، ثم ازداد عددهم في اوائل القرن التاسع عشر بعد ان ازداد تدفقهم من اسبانيا بسبب مظالم فرديناند الكاثوليكي وفيليب الثاني . ويسمى هؤلاء اليهود بالسفارديم أي اهل الكتاب والظاهر ان عددهم ارتفع الى حوالي ستة آلاف في عام 1839 م مقابل ما يقرب ن 300.000 عربي أي ان اليهود لم تتعد نسبتهم 2% بالمائة من مجموع سكان فلسطين .بينما يذكر ماندل بان عد اليهود عام 1880 م لم يتعد 22 الف يهودي موزعين في المدن الاربع (25) .

تمتع اليهود في فلسطين ابان الحكم العثماني بقسط كاف من الحرية الدينية ، لم تكن من نصيبهم في أي بلد اوروبي ، فخلال الحكم العثماني لم تتخذ اية اجراءات رسمية ، تستحق الذكر تناهض اليهود ، او تميز بينهم وبين باقي السكان ، كذلك تعزز مركز اليهود ومركز باقي الطوائف الاخرى غير الاسلامية بمنحهم امتيازات كثيرة تتعلق بالمحافظة على حقوقهم الدينية ومنحهم حكماً ذاتياً في هذا المجال ، وتوسع نظام الحماية كذلك بحيث اصبح الكثيرون من هد والمسيحيين بمثابة مواطنين للدول الاجنبية التي تتولى حمايتهم بواسطة قناصلها (26) .

وحين وافق السلطان سليمان عام 1562م على تحويل مدينة طبريا الى مدينة يهودية عارض المسيحيون ، وتدخل البابا مع الصدر الاعظم لافساد المشروع ورفض العمال العرب ان يعملوا ولكن والي دمشق ساعد على اتمام بناء السور الا ان التطور توقف بموت السلطان سليم سنة 1574 (27) .

ومن المعروف تاريخياً ان الصليبيين، عندما احتلوا بيت المقدس ، جمعوا يهود المدينة في الكنيس ، ثم احروقوهم فيه احياء (28) . بينما نجد عكس هذه المعاملة تماماً لليهود في ظل المسلمين ، وفي جميع بلدان العالم الاسلامي ويكفي ان نورد ما كتبته (الموسوعة اليهودية ) بهذاالصدد لنعرف ما لاقاه اليهود من معاملة حسنة :

تؤكد ( الموسوعة اليهودية ) بان السلطان عبد الحميد الثاني عامل يهود الدولة العثمانية معاملة طيبة ، ويشهد بذلك بعض المقربين اليه من اليهود امثال "ارمينيوس فامبري " الصديق الشخصي للسلطان الذي صرح : انه من خلال الصداقة المستمرة التي تربطني بالسلطان منذ سنوات طويلة كانت لي الفرصة للتعرف على معاملته الطيبة لليهود . وكان اول حاكم تركي يعطيهم المساواة امام القانون مع رعاياه المسلمين ، وعندما استلم الحكم امر باعطاء رواتب شهرية لحاخام تركيا الاكبر وبمعنى آخر عامل الحاخام كما يعامل كبار موظفي الدولة واتخذ تقليداً بان يرسل سنوياً في عيد الفصح الى حاخام القسطنطينية ثمانية آلاف فرنك لتوزع على فقراء اليهود في العاصمة التركية ، وعندما منعت حكومة كريت المحلية في عام 1881م مشاركة اليهود في الانتخابات البلدية الغى عبد الحميد هذه الانتخابات ووبخ السلطات لتعديها على حقوق اليهود ، وفي عام 1882م ونتيجة للحريق الذي شب في الحي اليهودي "حسكني " ، تشردت ستة آلاف عائلة يهودية في القسطنطينية ، فبذل السلطان عبد الحميد ما باستطاعته لتخفيف هذه الكارثة عن اليهود (29) .

ولا اظن ان هذا السلطان وبهذه الاخلاق التي تعبر عن عقيدته الاسلامية يستحق من الصهيانة اليهود ذلك التآمر الذي قاموا به ضده بتنفيذ المؤامرات لصالح الاستعمار الغربي اوالذي ادى اخيراً الى الاطاحة به .

وهكذا نجد ان المعاملة الطيبة ، التي لا مثيل لها في أي بلد آخر ، التي لاقاها اليهود في العالم الاسلامي لم تتغير الا بعد نشوء الصهيونية التي ابتركها ورعاها ، وخطط لها ونفذ لها المستعمرون غير اليهود اولاً ثم حفنة من عملائهم اليهود الصهاينة بعد ذلك .

في الماضي كان يباح للاجنبي الاتجار مع البلاد العثمانية والمكوث فيها دون ان يملك اقل قطعة من الارض ، لان الشرع الاسلامي لا يبيح له خول البلاد الاسلامية الا اذا قبل احد امرين الجزية او الاسلام، واذا دخلها فلا يقيم بها الا لاجل معين الى ان تغير ذلك في 7 صفر 1284هـ (1856م) بصدور الخط الهمايوني الذي يساوي بين حق الاجنبي وحق العثماني في الامتلاك العقاري بالبلاد العثمانية . ولكن الاوامر الجدية كانت تستثنى اليهود الاجانب من التملك في فلسطين (30) .

وقد اشارت جريدة المؤيد في 5/11/1891م بان الدولة العلية كانت قد رحبت بالمهاجرين من يهود روسيا فكانت بذلك اعرف الدول بحقوق الانسانية ولكنها رأت بعد ذلك انهم يفدون الى البلاد التي يقصدونها زمراً وجماعات بحيث يضيق عنهم قضاء تلك البلدان ، وسينشأ عن ذلك حدوث امراض معدية وحميات مضرة ، فلما تدبر الباب العالي في المضار التي تلحق الرعايا العثمانية من وفودهم بهذه الصفة اضطرت ان تمنع دخولهم الاراضي العثمانية (31) .

ولقد كان عرب فلسطين (بصفتهم مواطنين عثمانيين ) يتمتعون بحق المواطنين في الدولة العثمانية ويمارسون حقوقهم شأنهم شأن اخوانهم المواطنين الآخرين ، وذلك قبل نشوء الحركات القومية التي ادت الى تفجير الامبراطورية العثمانية .

كان عرب فلسطين ـ شأنهم شأن سائرالشعوب التي كانت تتألف منها الامبراطورية العثمانية يتمتعون بحق انتخاب ممثليهم في البرلمان العثماني وانتخاب مجالس الادارة والبلديات ، وتولى العرب معظم مراكز الادارة الرئيسية في فلسطين وكان من ابنائهم من تولى مراكز ادارية عالية في عاصمة الدولة العثمانية وسائر انحاء الامبراطورية ، كما شغل عدد من ابناء الامة العربية مناصب في الوزارات العثمانية المتوالية ، بينما تولى رئاسة الوزارة العثمانية رجل عربي ( محمود شوكت العراقي ) في سنة 1908م فماذا كان مصير تلك الحقوق التي كان يتمتع بها عرب فلسطين في العهد العثماني . وسائر حقوقهم الطبيعية والمكتسبة من عهود الانجليزووعود الحلفاء وميثاق عصبة الامم ومبادئها (32).

اما بعد ان بدأ السلاطين يلتفتون الى ملاذهم الشخصية ويتخلون عن واجباتهم تجاه الشعوب التي تتألف منها دولتهم ، اختلف الحال ، واصبح المواطنون جميعاً بما فيهم الاتراك العثمانيين انفسهم يتذمرون ويتململون للتخلص من الظلم ، والفساد الذي بدأ ينفذ في كل ركن من اركان تلك الدولة التي شاخت واصبحت تسمى (الرجل المريض ) .

ولقد كان وصول المهاجرين اليهود الى اراضي الدولة العثمانية ـ ومنها فلسطين ـ يستقبل بعدم المبالاة ، وينظر اليه نظرة انسانية ، خاصة ان هؤلاء المهاجرين كانوا يأتون للاقامة من اجل العباة ، ويهربون من المذابح التي يلاقونها في بلاد اخرى ليست من العالم الاسلامي .

ولا يعقل ان يخطر ببال المهاجرين الاساءة الى العرب في قطرهم وهم الذين رحبوا بهم وافسحوا لهم صدرهم الآن وعلى مدى عصور التاريخ (33) .

ويقول الفرد ليلينتال الكاتب والمؤلف اليهودي غير الصهيوني في نفس كتابه السابق الذكر (ص314) :

ولقد عبر هاورد سميث في اوائل عام 1956م وكان في عمان عن هذا المعنى نفسه في اذاعة له فقال :

لقد استيقظ ضميرنا على معاملة هتلر لليهود ، لقد شعرنا في وضوح بالحاجة الى خلق وطن يستطيع اولئك المضطهدون اليهود ان يلجأوا اليه . اما الحقيقة التي اغفلناها فهي هذه : اننا اخترنا لهم منزل شخص آخر ان معذبي اليهود كانوا غربيين : الجرمان واللاسامية توجد في امريكا وفي بريطانيا ، كما توجد في كثير من البلدان الغربية ولكنها لم توجد في البلدان العربية قط ، ان العرب ساميون ايضاً وهكذا فلكي ندفع دين ضميرنا نكره العرب ـ الذين لم ينزلوا باليهود أي اذى على تسديد الكمبيالة (34) .

كما يقول في نفس الكتاب (ص296 ـ 297) :

"وزادت الصحف الامريكية الوضع سوءاً بالانباء المبالغ فيها وبالاكثار من اطلاق تهمة "العداء للسامية" ، ولكن الواقع ان مصر لم تكن لا سامية تجاه اليهود في ارضها ، في حين كانت إسرائيل هي "اللاسامية" تجاه العرب ، يدلك على ذلك ان روحاً يهودية واحدة لم تزهق في مصر . بينما قتل 386 عربياً في حادثين رئيسيين وقعا في قطاع غزة ، في خان يونس ورفح وقتل 66 اخرون في حوادث اخرى ، كما صرع 48 عربياً في قرية كفر قاسم الواقعة داخل إسرائيل نفسها (35) .

والغريب العجيب ان يقف اليهود من العرب هذا الموقف العدائي الوحشي وهم الذين نعموا في ظل الدولة العربية الاسلامية بالسلام والرخاء ، بينما يتعرضون في اوروبا لضروب الاضطهاد : لقد منهم الاسلام الحرية واعتبرهم "اهل الكتاب " واتاح لهم الفرصة للوصول الى المراتب العليا في الدولة وشجع وأكرم من نبغ منهم من الشعراء ، والفلاسفة ، والعلماء ، والاطباء ، والمؤرخين .. وفي هذا الوقت بالذات كانوا يعتبرون في اوروبا "قتلة الرب " و "جلادي المسيح " وكانوا متكتلين في جماعات مغلقة على ذاتها ، وبسب هذه العزلة عانوا الواناً من الزراية والاضطهاد وكثيراً ما اخذوا بجريرة آثار لم يرتكبوها (36) .

ويبين الصحفي الاسرائيلي شموئيل سيجف في كتابه "المثلث الايراني " (ص180) احوال اليهود في بلد اسلامي مثل ايران.

من بين 80 الف يهودي كانوا يعيشون في ايران في عام 1978 نسبة 10% بالمائة اثرياء جداً و 80% بالمائة من الاثرياء العاديين او من الطبقة المتوسطة و 10% بالمائة فقط كانوا فقراء يحتاجون الى مساعدة الجالية اليهودية ، كما ظهر التحسن الذي طرأ على وضع اليهود في ايران في مجال التعليم ، حيث اصبح منهم الطلبة الجامعيون والبروفسورات والمحاضرون في الجامعات ، وكان اكثر من نصف اولاد اليهود يدرسون في مدارس عبرية (37) .

وحتى قيام دولة إسرائيل عام 1948م لم تسيطر الصهيونية على اليهود الشرقيين لانهم لم يعانوا من اللاسامية في البلدان التي اقاموا فيها (38) .

ولكن انقلب بعد ذلك كلشيء ، بفضل مخططات الاستعمار الغربي الذي بدأ بالتعاون مع عملائه الصهاينة ـ بافتعال القتل والحرق والدمار ضد المواطنين اليهود في البلاد الاسلامية والعربية خاصة ، مما ادى وعن سابق تخطيط الى تهجير مئات الآلوف من اليهود العرب الى إسرائيل ليشاركوا في بناء الدولة الاسرائيلية التي ستكون قاعجة عسكرية للاستعمار الغربي ـ والامبريالية الامريكية .

وهكذا نجد انه ليس هناك من مبرر اطلاقاً ، للاعتداء على أي قطر من اقطار العالم الاسلامي ، (بسبباضطهاد اليهود ) ، او (بسبب اللاسامية) ، أو ( بسبب المسألة اليهودية ) التي لم يكن قد وقع عليهم بسببها أي اذى في العالم الاسلامي .

فلم يكن هناك اضطهاد ، ولا مذابح ، بفضل سماحة الاسلام والمسلمين .

ولم يكن هناك لا سامية في العالم الاسلامي ، خاصة في العالم العربي لان العرب هم اساس العرق السامي .

ولم يكن هناك مشكلة يهودية في أي قطر عربي او اسلامي لانهم كانوا يعاملون احسن معاملة يلقاها اخوانهم في الدين في أي بلد في العالم.

وكان من الاولى ان تحل مشكلتهم عند من اوجدوها . عند اولئك الذين اوقعوا فيهم المذابح والاضطهادات ، وعند الذين اخترعوا اللاسامية ومارسوها ، وعند اولئك الذين اوجدوا المشكلة اليهودية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع السلطان عبد الحميد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع السلطان عبد الحميد
» تابع السلطان عبد الحميد
» تابع السلطان عبد الحميد
» تابع السلطان عبد الحميد
» تابع السلطان عبد الحميد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تركمان الجولان :: القسم الاسلامي :: المواضيع العامة-
انتقل الى:  
©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع