التشوفاش.. شعب من أصل تركي يحافظ على هويتهيعيش شعب التشوفاش، وهو أحد الشعوب العديدة في روسيا، على ضفاف نهر الفولغا في جمهورية تشوفاشيا الروسية المتميزة بتاريخها المجيد الذي يعود إلى حقبة مملكة بلقار الفولغا التي ذكرها الرحالة والعالم الإسلامي الشهير ابن فضلان في القرن العاشر الميلادي.
ويعود الشعب التشوفاشي في أصوله إلى قبائل الأتراك الرحل ، فأسلافه ينحدرون من مملكة بلقار الفولغا. لكن معظم أبناء التشوفاش خلافا للشعب التتري لم يعتنق دين الإسلام، والجزء الأكبر منهم دخل المسيحية. وبالرغم من ذلك فقد تركت الثقافة العربية الاسلامية أثرها الملموس في ثقافة الشوفاش إذ استخدم هذا الشعب خلال فترة طويلة الأبجدية العربية، وحتى الآن تحتوي اللغة التشوفاشية على 500 كلمة عربية كأخبار وهندسة وكرامة.. وغيرها، كما ويتبادل أبناء التشوفاش التحية بكلمة السلام.
وبهذا الصدد، قال المؤرخ نيكولاي يغوروف "في القرن العاشر زار العالم الإسلامي الشهير أحمد ابن فضلان ضمن سفارة الخليفة العباسي المقتدر من بغداد مملكة البلقار، التي كانت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية متينة مع العالم العربي. وترك ابن فضلان مذكرات تصف هذه المناطق".
وتحافظ الجدات في القرى التشوفاشية على الحرف والفنون التقليدية من التطريز والحياكة. وقد اشتهرت ماريا سيماكوفا بتطريزاتها الرائعة ليس فقط في وطنها تشوفاشيا، لكن في روسيا بأسرها.
وقد افتتح في إحدى القرى التشوفاشية ، بيت الضيافة وهو مشروع سياحي يشمل فندقا يتسع لأكثر من 30 شخصا ويقدم عروضا فلكلورية. وعبر متحف الثقافة التشوفاشية يمكن للجميع أن يتعرفوا على الحرف التقليدية والعادات المتميزة لهذا الشعب الأصيل.
ويمكنك في هذه القرى ايضا أن تشارك في إعداد المشروبات التقليدية من نبات حشائش الدينار الذي تشتهر به المنطقة، ومن بين هذه المشروبات البيرة دون كحول.
وتجدر الاشارة الى أن 80% من حشائش الدينار الروسية تزرع في تشوفاشيا بالذات. وان هذه الحشائش تستخدم في هذه الجمهورية ليس فقط لإعداد مشروب البيرة ولكن لصناعة مستحضرات التجميل والعقاقير، كما ويحضر التشوفاشيون منذ قرون مشروبا خاصا من هذا النبات لمعالجة الأرق وتهدئة الأعصاب لدى الأطفال.[/justify]
.[/justify]