الكوك بورو".. رياضة الشباب في آسيا الوسطى
(2010/6/17) علاء فاروق : بقلم
تتميز منطقة آسيا الوسطى بتنوع الأنشطة الرياضية بها، ويتميز سكانها بولعهم الشديد بممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، ومن أشهر الرياضات هناك كرة القدم، والتي يحضر مبارياتها الآلاف من الشباب والكبار، ما يدل على شدة حبهم لهذه الرياضة.
ومن الرياضات الشهيرة أيضًا هناك: رياضة "الكوك بورو"، وتتكون من مقطعين: “كوك" وتعني: الأزرق، و"بورو" وتعني: الذئب، وهي رياضة تركية الأصل، وتلعب من فوق ظهور الخيل.
وهذه التسمية "الكوك بورو" شائعة بين الأوزبك والتتار والقازاق، أما القيرغيز فيطلقون عليه اسم أولاك تارتِش، وتعرف هذه الرياضة لدى الشعوب الناطقة بالفارسية “التاجيك والأفغان” باسم "بزكَشي"، وانتقلت هذه الرياضة إلى الشعوب الفارسية مع الغزو المغولي بقيادة جنگيز خان.
طبيعة اللعبة:
وطبيعة اللعبة أن يتنافس فريقان يتكونان من 5:3 لاعبين، وهدف اللعبة هو أن يسجل كل فريق أكبر عدد من النقاط بحمل جثة الشاة، ووضعها في الهدف، وطول الشوط الواحد ١٥ دقيقة، ويبدأ الشوط بتحية كل قائد فريق للقائد الآخر، وبعد إشارة البدء يلتقط الشاة أحد القادة، ويدخل بقية أفراد الفريق إلى ميدان اللعب.
وعرض ميدان اللعب يتراوح ما بين ١٠٠-١٥٠ مترًا، وطوله ما بين ٢٠٠-٤٠٠ متر، وعادة ما يكون موقعه في أعالى الجبال في مساحة مفتوحة خضراء.
ويسمح للاعب أن يلتقط الشاة من أي مكان في الميدان، أو يخطفها من منافسه، أو أن يمررها لزميله، كما يمكن له أن يحملها بقدمه، أو على أحد جنبيه، كما أن له أن يساعد زميله في التقاطها ورميها في الهدف، وفي حالة سقوط أحد اللاعبين من فرسه يجب أن يتوقف اللعب حتى يعود إلى صهوة جواده، وفي حال خروج اللاعب من الميدان، فهو يعتبر “خارجًا”، ويستكمل اللعب بعد إعادة الشاة إلى منتصف الميدان.
لا يحق لأحد اللاعبين أن يستخدم جواده للهجوم، أو الاصطدام بجواد منافسه، ويمنع من أن يشد يد منافسه، أو أحد أعضاء جسمه أو ملابسه: كالحزام أو سرج الفرس، ويمنع أيضًا ركل الخصم أو فرسه، وفي حال خرق أحد هذه القوانين يتم استبدال اللاعب المخالف بلاعب آخر.
أما عن تاريخ هذه اللعبة، فيجب الرجوع إلى التسمية؛ ففي الأيام الماضية حينما كان أبناء آسيا الوسطى يشتغلون في الرعي كانت تهجم عليهم الذئاب، فينبري لطردها عدة رعاة على ظهور الأحصنة حتى يهلكوا الذئب من التعب، وبعد القضاء عليه ضربًا بالعصي يحاول كل واحد منهم التقاطه، وتبدأ المنافسة فيما بينهم، وبعد ذلك تم استبدال الذئاب بشياه بعد قطع رءوسها، ولإبقاء جسم الشاة متينًا بعد ذبحها يتم وضعها في الماء البارد الجاري لمدة ليلة، وبذلك يظل جسم الشاة محافظًا على تماسكه كما لو كانت الشاة على قيد الحياة، وعادة ما تزن الشاة ما بين ٣٠-٤٠ كيلو جرامًا.
منقول عن موقع اسيا الوسطى