فقدت المكتبة الوطنية في العراق -دار الكتب والوثائق- إبان الفوضى التي رافقت سقوط النظام السابق باجتياح القوات الأميركية بغداد في مارس/آذار 2003 مخطوطات ووثائق نادرة بعضها سرق علي أيدي متخصصين بهدف إضاعة التراث العريق للعراق، وبعضها وقع بأيد لا تعرف قيمته إضافة إلى ضياع آلاف من كتب السير والتأريخ النادرة.
وقال المدير العام لدار الكتب والوثائق في العراق سعد بشيؤ إسكندر للجزيرة إن المكتبة العراقية فقدت كميات هائلة من الملفات والسجلات من بينها وثائق عثمانية نادرة وصور وخرائط نادرة، بعضها تعرض للسرقة وبعضها للحرق.
ويقسم إسكندر الجماعات التي هاجمت المكتبة إلى صنفين، هم "سماسرة محترفون" و"لصوص عاديون" لايعرفون قيمة المسروق، مشيرا إلى أن عددا من العراقيين، تبرع بجمع ما أمكن جمعه من أيدي اللصوص وأعاده للمكتبة" أما الوثائق النادرة والغريبة، فيبدو أنها سقطت بأيدي محترفين يعرفون قيمتها.
ولكن رغم كل الدمار الذي لحق بالمكتبة العراقية، فإن إدارة الكتب والوثائق لم تأل جهدا في ترميم ما يمكن ترميمه، وهي لغاية الآن تمكنت من ترميم نحو 90% من الكتب التي تعرضت للحرق، أو التي مزق بعض منها.
قلة الرواد
ورغم أن المكتبة عادت نوعا ما إلى عملها، فإن الظرف الأمني وموقع المكتبة في منطقة ساخنة، يبدو أنه أثر على رواد المكتبة، الذين يبدو أنهم أصبحوا محصورين بطلبة الدراسات العليا وبعض المهتمين من المثقفين.
وفي سبيل مواكبة التطور، وحماية موجوداتها فإن إدارة المكتبة تقوم حاليا بتصوير جميع المقالات والمقالات الخاصة بمدينة بغداد ثم تحفظها على الشبكة الدولية بهدف تسهيل وصول الباحثين إليها وكذلك إعداد موسوعة شاملة عن مدينة بغداد بمشاركة باحثين ومتخصصين.
ويوفر قسم متخصص في المكتبة الوطنية -وفقا للمدير العام إسكندر- "خدمات للباحثين من خارج وداخل العراق للتعرف على مجموعات المكتبة والأرشيف عن طريق موقع الدار على الشبكة الدولية حيث نستطيع أن نضع أمام الباحثين خلاصة بالأرشيف الوطني لمدينة بغداد وما يتضمنه من تسجيل نواحيها الثقافية والتأريخية والإدارية والسكانية والجغرافية.
[b]