كل شيء في نظر النظام الديكتاتوري هو نتاج مؤامرة. والامر لا يقتصر على مطالب الحرية، أو التظاهرات التي تندد بالطغيان، أو الدعوات لاسقاط
النظام.
فالفقر هو الآخر مؤامرة، والبطالة مؤامرة، بل وحتى الفساد الذي يرتع في نعيمه كبار المسؤولين هو أيضا مؤامرة. وبطبيعة الحال، ووفقا لثقافة
النظام، فان الإمبريالية هي التي تقف وراء هذه المؤامرة.؟؟؟!!!!!
ولكن ماذا بشأن أعمال التعذيب والانتهاكات التي تمارس في السجون؟
هل هذه هي مؤامرة أيضا؟ هل تقف الامبريالية وراء استخدام اجهزة تعذيب مثل تلك التي تسمى: دولاب وبساط الريح وفروج؟
ويقال أن مهنة الطب هي مهنة أخلاقيات إنسانية عالية، حتى أن الطبيب لا يستطيع أن يتنكر لعدوه إذا جاءه جريحا.
ولكن، إذا كانت هذه هي الحال، أفليس من المخجل، بالنسبة لطبيب أن يمارس أعمال التعذيب؟
وإذا كانت هذه الأعمال شائعة ومعلومة على نطاق واسع، فسؤالي هو: كيف ضبطت معك؟ وبأي أخلاقيات المهنة تحكم يا هذا ؟ أم أن مهنة الطغيان أوفى لك؟
وأكاد أشعر أنه، احتراما للمريول الأبيض، كان يجب على الطبيب الشاب أن يقول ل....: "سامحونا، ليس من أخلاقياتي ولا من كرامة مهنتي، أن
أشارك في انتهاكات كهذا، ولا أن أقعد في مؤسسة وحشية كهذه".
ولكنه لم يفعل. .................. لأنه طبيب من دون ضمير.