نرجوا من الأخوة الذين يرغبون نقل المقالة لنشرها في أي مكان آخر أن يذكروا أنها مقتبسة من منتدى تركمان الجولان
إعداد الباحث هشام شعباني
أسطورة الخلق
ياراديليش دستانى
الشخصيات في الإسطورة
قره خان: الإله
أرليكك: أول إنسان كان صديق الإله ثم عصاه
دوغاناي: الإنسان الذي أكل من الشجرة المحرمة
أجه: زوجة دوغاناي والتي حرضته على أكل ثمار الشجرة المحرمة
گوك أوغلو: الروح الذي أصبح وسيطاً بين الإله قره خان والبشر
ئولو كيشي : أكثر الأرواح طاعةً للإله قره خان وأحبهم إلى قلبه
گون آشان: أحد الأرواح المسئولين عن الحماية على سطح الأرض
آغجا داغ: الروح المسئول عن حماية أرواح الأموات
ألما آتا: الروح المسئول عن حماية الشمس والقمر
قبل كل شيء كان الماء، لم تكن هنالك الأرض أو السماء ولم يكن القمر أو الشمس، وكان هنالك إلهاً يدعى (قره خان) ومعه إنسانٌ واحد فقط لا غير، وكانا كلاهما – الإله والإنسان – على شكل إوزتين سوداوين، وكانا يطيران على سطح الماء
لم يكن الإله قره خان يفكر وقتها بأي شيء، وقتها قام ذلك الإنسان بإيجاد الرياح مما أدى إلى ظهور ال على الماء، تلك التي بدأت تنثر الماء على وجه الإله قره خان، عندما رأى الإنسان ذلك اعتقد أنه يمتلك قوة أكبر من قوة الإله، فأراد أن يطير أعلى وأعلى
لكنه لم يستطع الطيران عالياً فوقع في الماء وبدء يغرق نحو العمق، كان على وشك الإختناق، بدء ينادي ويصيح للإله قره خان كي يساعده وينقذه
أمر الإله قره خان الماء، فطفا الإنسان على الماء قبل أن يختنق، بعدها أمر الإله قره خان فتكونت صخرة صلبة خرجت من أعماق المياه، فجلس الإله قره خان والإنسان على تلك الصخرة، ومن ثم أمر الإله قره خان الإنسان أن يغوص ليأته بحفنة تراب من قاع الماء، فنفذ الإنسان على الفور أمر الإله، وقدم حفنة التراب التي أتى بها من الأعماق للإله قره خان
نثر الإله قره خان التراب الذي أتى به الإنسان على سطح الماء قائلاً: (فلتكن أرضاً) فكانت الأرض، وهكذا تم خلق الأرض، وبعدها أمر الإله قره خان الإنسان مجدداً أن يغوص إلى القاع ويأته بحفنة ترابٍ أخرى، لكن الإنسان هذه المرة وأثناء غوصه إلى القاع فكر بأن يأخذ لنفسه أيضاً حفنةً من التراب، فقام بأخذ التراب بكلتا يديه، ولكي يخفي إحداهما عن الإله قره خان قام بوضع التراب في فمه، وكان هدفه من ذلك هو خلق أرض خاصة به
وهو مستغرق في التفكير بهذا قدّم للإله قره خان التراب الذي أتى به من القاع، فنثر الإله قره خان التراب فوق الماء وأمره بالتوسع، بدء التراب المنثور بالتوسع وبدء التراب الذي في فم الإنسان بذلك أيضاً، لقد خاف الإنسان الذي لم يكن يعتقد أن ذلك قد يكون، وبدأت أنفاسه تتقطع، وكان على وشك الموت، بدء بالركض، لكن أينما ركض فهو يركض داخل مُلكِ الإله قره خان وضمن وجوده، لذا لم يكن يستطيع الهروب منه، لكن وعندما فقد الأمل بدء بالاستغاثة للإله قره خان ليقوم بإنقاذه
سأل الإله قره خان الإنسان: لماذا خبئت التراب في فمك، فأجابه الإنسان (كي استطيع خلق أرض خاصةٍ بي) فأمره الإله قره خان أن يرمي التراب من فمه كي ينجو ففعل الإنسان ذلك، والتراب الذي خرج من فمه تناثر ليكوّن الهضاب على سطح الأرض، عندها قال الإله قره خان للإنسان: من اليوم فصاعداً أصبحت مذنباً، ورغم كل شيء عصيتني وفكرت بالسوء، وابتداءاً من هذا اليوم فالأشخاص الذين سيفعلون مثلما فعلت أنت ويفكرون مثلما فكرّت أنت، سيكون مآلهم وخيم، أما الذين سيعملون على طاعتي فسيكونون ذو فكرٍ سليمٍ راجح، وسيعيشون على ضوء الشمس، وابتداءاً من هذا اليوم أيضاً سيكون اسمك (أرليك) وسيكون رجالك أولائك الذين يقومون بإخفاء ذنوبهم عنّي، وسيكون رجالي أولائك الذين يخفون ذنوبهم عنك
في هذه الأثناء نمت على الأرض شجرةٌ لا تحمل أي أغصانٍ أو عُقَد، لقد سر الإله قره خان عندما رأى هذه الشجرة، لكنه قال: إن النظر إلى شجرة لا يوجد عليها أغصان ليس بالشيء الممتع، فليكن عليها تسعة أغصان، وقبل أن ينتهي كانت الأغصان التسعة قد تفرعت عن الشجرة، وعندما رأى الإله قره خان ذلك قال: فليخلق من كل غصن من تلك تسعة رجال، وليكونوا تسعة شعوب
عندما خلق الإله قره خان ذلك سمع أرليك ضوضاء شديدة، ما سبب تلك الضوضاء عجباً..؟، فكر أرليك بذلك ثم انطلق إلى الإله قره خان ليسأله، وعندما وصل قال له الإله قره خان: اسمع يا أرليك أنا ملك وأنت ملك، إن الضجيج الذي سمعته صادر عن البشر الذين خلقتهم أنا)، ترجى أرليك الإله قره خان كثيراً ليمنحه ما خلق من بشر، لكن الإله قره خان رفض ذلك بشدة وقال له، (انصرف إلى عملك) ففعل ما أمر
لكن أرليك ذهب وهو ممتعضٌ من الإله قره خان، وقال في نفسه أثناء الذهاب (فلأرى أولائك الناس الذين خلقهم الإله) وذهب نحوهم، كان إلى جانب البشر الذين خلقهم الإله الكثير من الحيوانات البرية والطيور ومخلوقات جميلة وكثيرة مما لا يعرفه أرليك، سأل أرليك نفسه: (عجباً كيف يا ترى خلق قره خان هذه المخلوقات؟ ماذا يأكلون هنا يا ترى وماذا يشربون؟) بدء يفكر بتلك الأسئلة، وهو واقفٌ يتأمل ويحاول أن يجد الأجوبة بدء الناس بأكل ثمار الشجر، أمعن أرليك النظر بهم فرآهم يأكلون ثمار الشجرة فقط من طرفٍ واحد تاركين القسم الآخر، ذهب نحو أولائك البشر ليعرف سبب ذلك فكان جوابهم على النحو التالي، (الرب قد منعنا من أكل هذا الجنب من ثمار الشجرة، ونحن لهذا السبب لا نقوم بأكل ثمار هذا الجنب، ولا نأكل إلا الثمار التي هي من جهة شروق الشمس، وذلك الكلب وتلك الأفعى الذين تراهما ها هنا يحرسون ذلك القسم كي لا نأكل منه قط)
لقد سر أرليك كثيراً بتلك المعلومات بدلاً من أن يمتعض، وقال لأحد الأشخاص الموجودين حول تلك الشجرة ويدعى دوغاناي (لقد كذب عليكم قره خان، يجب عليكم أن تأكلوا من الثمار التي منعكم أن تأكلوا منها، فتلك الثمار أطيب من تلك التي تأكلون، كلوا منها وسترون ذلك) وقام أرليك بالدخول إلى فم الأفعى التي كانت نائمة وطلب منها الصعود إلى الشجرة، وبالفعل صعدت الأفعى على الشجرة وأكلت من تلك الثمار التي كان الإله قره خان قد منعهم من أكلها، وتبعت الأفعى في الأكل زوجة دوغاناي وتدعى (أجه)، لقد أصر أرليك على دوغاناي كي يأكل من تلك الثمار، لكن دوغاناي ورغم اصرار أرليك عليه لم يأكل من تلك الثمار فيما لم تستطع زوجته أجه ان تقاوم، لقد كانت تلك الثمار لذيذة للغاية، فحملت أجه ثمرة ودهنتها على فم دوغاناي، وعندما تذوقها دوغاناي بدء الشعر يتساقط من على أجساد الناس الذين اكلوا من تلك الثمار، فبدؤوا ينظرون إلى بعضهم خجلين ثم ركضوا ليجد كل واحد منهم شجرة يختبئ خلفها
وقتها وصل الإله قره خان إلى ذلك المكان، كان الناس كلهم قد هربوا وكل واحدٍ منهم قد وجد لنفسه زاوية يختبئ فيها، بدء الإله قره خان يصيح وينادي .... دوغاناي .. دوغاناي .. أجه.. أجه.. أينكم
فأجاب كلٌ من دوغاناي وأجه: نحن خلف بين الأشجار، لكننا لا نستطيع أن نظهر إليك لأننا خجلين للغاية
وبدؤوا يقصّون عليه ما حدث، غضب الإله قره خان عندما سمع أحداث القصة التي هو عالمٌ بها وفرض عقوبة على كل واحد منهم، وقال لهم (وأنتم أيضاً أصبحتم منذ الساعة جزءاً من أرليك) وأول عقوبة كانت بحق الأفعى إذ قال لها الإله: منذ اليوم سيكون البشر أعداؤك، كلما رأوك فليضربوك وليميتوك
ثم أتى دور أجه فقال لها: لقد صدقتي ما قاله أرليك، وأكلت من تلك الثمرة التي منعتكم من أكلها، لذا ستنالين عقابك، سيكون عقابك أن تلدي الأطفال، وأثناء الولادة سترين أشكالاً وألواناً من الأذى والآلام، وفي النهاية ستموتين لتذوقين طعمة الموت