منتدى تركمان الجولان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تركمان الجولان


 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وجدي
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ



نقاط : 5796
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية Empty
مُساهمةموضوع: ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية   ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية Emptyالأحد يناير 18, 2009 11:40 am

ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية
تعد معركة "ملاذكرد" من أيام الاتراك المسلمين الخالدة، مثلها مثل بدر، واليرموك،
والقادسية، وحطين، وغيرها من المعارك الكبرى التي غيّرت وجه التاريخ، وأثّرت في مسيرته، وكان انتصار الاتراك في ملاذكرد نقطة فاصلة؛ حيث قضت على سيطرة دولة الروم على أكثر مناطق آسيا الصغرى و اضعفت قوتها، ولم تعد كما كانت من قبل شوكة في حلق المسلمين، حتى سقطت في النهاية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
كما أنها مهدت للحروب الصليبية بعد ازدياد قوة السلاجقة التركمان وعجز دولة
الروم عن الوقوف في وجه الدولة الفتية، وترتب على ذلك أن الغرب الأوروبي لم
يعد يعتمد عليها في حراسة الباب الشرقي لأوروبا ضد هجمات الاتراك المسلمين، وبدأ يفكر
هو في الغزو بنفسه، وأثمر ذلك عن الحملة الصليبية الأولى.

ألب أرسلان
تولى ألب أرسلان حكم دولة السلاجقة سنة (455 هـ= 1063م) خلفًا لعمه طغرل بك
الذي أسس الدولة ومد سلطانها تحت بصره حتى غدت أكبر قوة في العالم الإسلامي،
وقضى ألب أرسلان السنوات الأولى من حكمه في المحافظة على ممتلكات دولته
وتوسيع رقعتها، وتأمين حدودها من غارات الروم.

ثم تطلع إلى ضم المناطق المسيحية المجاورة لدولته؛ فاتجه صوب الغرب لفتح بلاد
الأرمن وجورجيا والأجزاء المجاورة لها من بلاد الروم، وكان أهل هذه البلاد
يكثرون من الإغارة على إقليم أذربيجان حتى صاروا مصدر إزعاج وقلق لسكانه، وهو
ما دفع بالسلطان السلجوقي إلى ضرورة كبح جماح هؤلاء الغزاة.


وأزعج ذلك إمبراطور الروم رومانوس ديوجينس، وأدرك أن التوسع السلجوقي لا يقف
عند هذا الحد، وأن خطره سيهدد بلاده، فعزم على تحويل أنظار السلاجقة عن بلاده
بالإغارة على بلاد الشام الشمالية، فهاجم مدينة "منبج" ونهبها وقتل أهلها،
غير أن ذلك لم يكن كافيًا لدفع خطر السلاجقة على بلاده، فأعد جيشًا كبيرًا
لضرب السلاجقة، وتحجيم قوتها وإضعافها.

غرور القوة
جهّز الإمبراطور البيزنطي رومانوس جيشًا ضخمًا يتكون من مائتي ألف مقاتل من
الروم والفرنجة والروس والبلغاريين واليونانيين والفرنسيين وغيرهم، وتحرك بهم
من القسطنطينية عاصمة دولته، ممنيًا نفسه بنصر حاسم يقضي على خطر السلاجقة،
فقد أطمعته قواته الغفيرة وعتاده الكثيف بأن النصر آتٍ لا ريب فيه، واتجه إلى
ملاذكرد حيث يعسكر الجيش السلجوقي.

أدرك ألب أرسلان حرج موقفه؛ فهو أمام جيش بالغ الضخامة كثير العتاد، في حين
أن قواته لا تتجاوز أربعين ألفا من التركمان، فبادر بالهجوم على مقدمة جيش الروم، ونجح في تحقيق نصر خاطف يحقق له التفاوض العادل مع إمبراطور الروم؛ لأنه كان يدرك
صعوبة أن يدخل معركة ضد جيش الروم؛ فقواته الصغيرة لا قبل لها بمواجهة غير
مضمونة العواقب، فأرسل إلى الإمبراطور مبعوثًا من قبله ليعرض عليه الصلح
والهدنة؛ فأساء الإمبراطور استقبال المبعوث ورفض عرض السلطان، وأشاح بوجهه في
غطرسة وكبرياء مطمئنًا من الفوز والظفر، ولم ينتظر سماع كلام مبعوث السلطان،
وطالبه أن يبلغه بأن الصلح لن يتم إلا في مدينة الري عاصمة السلاجقة.

الاستعداد للقاء
أيقن السلطان ألا مفر من القتال بعد أن فشل الصلح والمهادنة في دفع شبح
الحرب؛ فعمد إلى جنوده يشعل في نفوسهم روح الجهاد وحب الاستشهاد، وأوقد في
قلوبهم جذوة الصبر والثبات، ووقف فقيه السلطان وإمامه أبو نصر محمد بن عبد
الملك البخاري يقول للسلطان مقويًا من عزمه: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره
وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح،
فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال، في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر،
فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة.

وحين دانت ساعة اللقاء في (آخر ذي القعدة 463 هـ= أغسطس 1071م) صلّى بهم
الإمام أبو نصر البخاري، وبكى السلطان فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعوا معه،
ولبس البياض وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني.

ساعة اللقاء في ملاذكرد
أحسن السلطان ألب أرسلان خطة المعركة، وأوقد الحماسة والحمية في نفوس جنوده،
حتى إذا بدأت المعركة أقدموا كالذئاب تفتك بما يقابلها، وهاجموا
أعداءهم في جرأة وشجاعة، وأمعنوا فيهم قتلا وتجريحًا، وما هي إلا ساعة من
نهار حتى تحقق النصر، وانقشع غبار المعركة عن جثث الروم تملأ ساحة القتال.

ووقع الإمبراطور البيزنطي أسيرًا في أيدي السلاجقة، وسيق إلى معسكر السلطان
ألب أرسلان الذي قال له: ما عزمت أن تفعل بي إن أسرتني، فقال: أفعل القبيح.
فقال له السلطان: فما تظن أنني أفعل بك، قال: إما أن تقتلني وإما أن تشهر بي
في بلاد الشام، والأخرى بعيدة وهي العفو وقبول الأموال واصطناعي نائبا عنك.
فقال السلطان: ما عزمت على غير هذا.

إطلاق سراح الإمبراطور
أطلق السلطان ألب أرسلان سراح الإمبراطور البيزنطي بعد أن تعهد بدفع فدية
كبيرة قدرها مليون ونصف دينار، وأن يطلق كل أسير مسلم في أرض الروم، وأن تعقد
معاهدة صلح مدتها خمسون عامًا، يلتزم الروم خلالها بدفع الجزية السنوية، وأن
يعترف الروم بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلادهم، وأن يتعهدوا
بعدم الاعتداء على ممتلكات السلاجقة.

ثم أعاد السلطان غريمه وأسيره الإمبراطور البيزنطي إلى بلاده، وخلع عليه خلعه
جليلة، وخصص له سرادقًا كبيرًا، وأعطاه قدرًا كبيرًا من المال لينفق منه في
سفره ثم أفرج عن عدد من ضباطه ليقوموا بخدمته، وأمر عددا من رجاله بصحبته حتى
يصل إلى دياره سالمًا.

ولم تكد تصل أخبار الهزيمة إلى القسطنطينية حتى أزال رعاياه "اسمه من سجلات
الملك"، وقالوا إنه سقط من عداد الملوك، وعُيِّن ميخائيل السابع إمبراطورا؛
فألقى القبض على رومانوس الرابع الإمبراطور السابق، وسمل عينيه.

نتائج معركة ملاذكرد
بعد انتصارالاتراك في هذه المعركة تغيّرت صورة الحياة والحضارة في هذه
المنطقة؛ فاصطبغت بالصبغة التركية بعد انحسار النفوذ البيزنطي تدريجيًا عن
هذه المنطقة، ودخول سكانها في الإسلام، والتزامهم به في حياتهم وسلوكهم.

وواصل الأتراك السلاجقة، غزوهم لمناطق أخرى بعد ملاذكرد، حتى توغلوا في قلب
آسيا الصغرى، ففتحوا قونية وآق، ووصلوا إلى كوتاهية، وأسسوا فرعًا لدولة
السلاجقة في هذه المنطقة عرف باسم سلاجقة الروم، ظل حكامه يتناوبون الحكم
أكثر من قرنين من الزمان بعد انتصار السلاجقة في ملاذكرد، وأصبحت هذه المنطقة
جزءًا من بلاد المسلمين إلى يومنا هذا.

وكان من ثمار دخول هذه المنطقة في حوزة السلاجقة انتشار الاتراك و اللغة التركية
وهو ما كان له أثره في مظاهر الحضارة منذ ذلك الوقت حتى يومنا
هذا، غير أن هزيمة الروم في موقعة ملاذكرد جعلتهم ينصرفون عن هذا الجزء من
آسيا الصغرى، ثم عجزوا عن الاحتفاظ ببقية الأجزاء الأخرى أمام غزوات المسلمين
الأتراك من السلاجقة والعثمانيين، وقد توالت هذه الغزوات في القرون الثلاثة
التالية لموقعة ملاذكرد، وانتهت بالإطاحة بدولة الروم، والاستيلاء على
القسطنطينية عاصمتها، واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية، وتسميتها بإسلامبول
أو إستانبول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
baturay avsar
عضو خبير
عضو خبير
baturay avsar


الجنس : ذكر نقاط : 5720
السٌّمعَة : -12
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
العمر : 47
الموقع : دمشق

ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية   ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 6:19 pm

Yazınızı ve yararlı bilgiler için teşekkürler
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أطفالنا في الطريق إلى استانبول
» قصة "ألب أرسلان" القائد المظفر بطل معركة ملاذكرد 3
» قصة "ألب أرسلان" القائد المظفر بطل معركة ملاذكرد 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تركمان الجولان :: القسم الثقافي :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى:  
©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع