جولاننا بوابة السلام..
ظواهر فريدة تجعلك تعيش الفصول الأربعة في القنيطرةلو كان السيد (غينس) ما زال على قيد الحياة وشاءت الأقدار وزار محافظة القنيطرة ومعه موسوعته الشهيرة للأرقام القياسية.. لبصم بالعشرة على ضمها وإدراجها في المقدمة.. بل رشحها أيضا إلى عجائب الدنيا السبع!!
نعم عزيزي القارىء القنيطرة تمثل 1% من مساحة سورية، وتعيش الفصول الأربعة بساعة واحدة وفي أي شهر تريده، ويمكنك أن تتزلج على الثلج في أعلى قمة بسورية ممثلة بجبل الشيخ شمالا 2888م وبنفس الوقت تسبح في اخفض نقطة بالقطر جنوبا في الحمة ومياهها المعدنية 214م تحت سطح البحر.. مروراً بأكثر المواقع الأثرية في المنطقة 250 موقعا ومن تحتك اكبر خزان مائي بالشرق الأوسط ولا يمكن ان ننسى ان اكبر نسبة معمرين والبالغة 1% هي بالقنيطرة مع أطول رجل وأقدم مختار قرية واقامة اكبر صحن تبولة في العالم قبل عدة ايام وغيرها.. ألا تستحق هذه المحافظة ان تدخل في الموسوعة المذكورة.
الجولان ظاهرة فريدة:العم والمربي ياسين ركاب موجه تربوي سابق في القنيطرة حدثنا عن تضاريس وجغرافية المحافظة والتي تشكل ظاهرة فريدة في العالم فقال: تضم محافظة القنيطرة الصغيرة أعلى قمة في سورية، وأخفض نقطة أيضاً، فمن الجبال الشامخة شمالاً والمتمثلة بسلسلة جبال الشيخ والتي ترتفع إلى /2882/ متراً إلى منخفضات الحمة وبحيرة طبرية جنوباً /212/ متراً تحت سطح البحر، مروراً بالهضاب المتوسطة كتل علي أبو الندى والسهول الواسعة والمترامية كسهل الرقاد والبطيحة.
إن التدرج في تضاريس الجولان من الشمال الشاهق إلى الجنوب الشرقي المنخفض بطول 67 كم صاغ المقومات السياحية الفريدة للمنطقة. والمناخ المتقلب الذي يمكن تسميته بالمناخ الجولاني الذي تتنوع فيه الظواهر المناخية ودرجات الحرارة، فمن 14 درجة تحت الصفر في كانون الثاني بجبل الشيخ إلى 20 درجة فوق الصفر في اليوم نفسه ببلدة الحمة المحتلة؛ ومن زراعة الأشجار المثمرة مثل التفا حيات والكرمة والزيتون ببلدة مجدل شمس المحتلة وحضر شمالاً إلى زراعة الحمضيات والموز والخضراوات بأنواعها في أغوار الحمة ومدرجات طبرية جنوباً..
وأشار الأستاذ ركاب إلى توفر مقومات السياحة بالمحافظة إلا ان ظروف الاحتلال أعاقت بل أنهت هذه الظاهرة فقال شتوية الدافئة في المناطق الجنوبية حيث تكثر الينابيع المعدنية ومنها ينابيع الحمة الشهيرة والمقلي والبلسم والريح وعين يونس والسبع عيون والتي تقع تحت الأسر الصهيوني.
رجم الهري الأثري..!!:
تناقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية والخارجية ان باحثين سوريين من أبناء الجولان السوري سيرشحوا رجم الهري الواقع في الجزء المحتل من أراضي الجولان للمشاركة في مسابقة عجائب الدنيا السبع، وبالتأكيد لم يأت هذا الترشيح من فراغ حيث استند الباحثون في طلب ترشيحهم إلى ان ما يتمع به جم الهري من مواصفات تجعله «من أعظم وأغرب وأكثر المواقع الأثرية غموضاً في العالم».
يقول الباحث عز الدين سطاس: إن رجم الهري يتكون من خمس حلقات حجرية قطر أكبرها 156 متراً وعرض الجدران نحو ثلاثة أمتار وارتفاعها ما بين المترين والثلاثة أمتار ويبلغ وزن الحجارة التي استخدمت في بنائه 42 ألف طن واحتاج بناؤه إلى ست سنوات متواصلة من العمل إذ قام ببنائه مئتا عامل لمدة 18 ساعة في اليوم.
وفي الموقع مبنى مركزي عملاق يرتفع أكثر من ثمانية أمتار وهناك بوابتان عملاقتان مصممتان بطريقة «تثير الدهشة».
ويضيف الباحث "سطاس" إن الموقع تنطبق عليه كل مواصفات المواقع العجائبية، فهو إضافة لضخامته يعتبر تقويماً فلكياً تنطبق معطياته الرياضية على محور الشمس قبل أكثر من 3 آلاف سنة. ورجح "سطاس" أن يكون الموقع تقويماً زراعياً لعموم منطقة بلاد الشام تحول فيما بعد إلى مركز للاحتفالات الدينية والعشتارية، وهذا الموقع يمكن أن يضيء جانباً من مستوى التطور لإنسان العصر البرونزي المبكر.
خزان كبير للمياه الجوفية:أما السيد محمد شادي مرعي فقد أشار إلى إن القنيطرة وهي صغيرة المساحة تضم اكبر خزان للمياه الجوفية بالمنطقة ومن هذا المنطلق تم اغتصابها من قبل الكيان الصهيوني الطامع بأراضينا ومياهنا وأضاف:
إن الأطماع الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل قديمة منذ بدايات العدوان الصهيوني الاستيطاني لفلسطين، وتبدأ هذه الأطماع من الرغبة في إدامة السيطرة على منابع المياه التي تستنزف إسرائيل منها سنوياً ما يقارب 800 مليون متر مكعب، إلى مجاورة المواضع الاستراتيجية فيها. القطاع الشرقي لجنوب لبنان، إضافة إلى مناطق ريف دمشق في وادي الحرير ووادي العجم.. وتهطل الأمطار عليه سنوياً بمعدل وسطي في مختلف مناطقه المتباينة الارتفاع بمعدل 1400 ملم، وينبع منه عشرة أنهار منهم الحاصباني وبانياس واليرموك
واختتم السيد مرعي مبينا وجود أقدم سينما في المنطقة وبالتحديد بالمدينة المحررة فقال: تعد سينما الأندلس، والتي تتوسط مدينة القنيطرة وتحيطها اليوم وعلى بعد عدة امتار اسلاك الاحتلال، من أقدم دور السينما بالشرق الأوسط حيث تم بناؤها منتصف القرن العشرين من قبل مجموعة من أبناء المحافظة.
ونظرا لموقعها على الطريق التجاري الذي كان يربط لبنان بفلسطين، فضلا عن ربط العمق السوري بفلسطين مرورا إلى مصر الشقيقة والدول الأفريقية ووصل عدد الأفلام المعروضة فيها قبل عدوان حزيران الى 700 فيلم تقريبا.
تعرضت سينما الأندلس للدمار الهمجي من قبل آليات الغدر الصهيونية عام 1967 بعد عدوان حزيران حيث عبث فيها جنود الاحتلال وخربوها أثناء إقامتهم فيها لغاية تحرير القنيطرة عام 1974 بقيادة الرئيس الخالد حافظ الأسد.
ظواهر اجتماعية فريدة:ان أعمال المسح السابقة التي أجريت بمديرية الثقافة بالتعاون مع المديريات المعنية أشارت إلى ارتفاع عدد المعمرين بالقنيطرة ونسبتهم 1% تقريباً من عدد السكان البالغ 500 ألف نسمة، والقول للسيد فيصل المفلح ظروفهم الصحية وبيئتهم العائلية "الأولاد والأحفاد وأولاد الأحفاد" وتوثيق ما يذكرونه عن محافظتهم وبلدهم مطلع القرن الماضي من أحداث مختلفة.
كما نوه المفلح إلى وجود أقدم مختار في القطر فقال ان أعمال المسح والتوثيق في المديرية أثبتت ان الحاج هلال فرج الكريان مواليد 1930 أقدم مختار في محافظة القنيطرة والقطر وعمل مختاراً لقريته السويسة بالقطاع الجنوبي للمحافظة منذ العام 1958 وبالتحديد شهر إعلان الوحدة بين مصر وسورية وحتى يومنا هذا و للمختار "128" ولداً وحفيداً ولديه زوجتان.. ويعتمد في طعامه على السمن العربي والبرغل واللحم البلدي الطازج ولا يتناول العشاء منذ سنين طويلة. بالإضافة إلى أن أطول رجل بالقطر والمنطقة هو من أبناء المحافظة وهو الشيخ ماجد كمال محمود من منطقة مجدل شمس المحتلة حيث بلغ طوله 222 سم. ويعمل الشيخ ماجد في قطف التفاح وبأجر مميز يعادل ضعف أجر العامل العادي لوصوله دون عناء للأغصان العالية، عمله اليومي استغنى فيه عن الدرج الخشبي في الوصول للجدران والأسقف ويبلغ العملاق ماجد من العمر 39 عاماً. وهو متزوج منذ عقدين من الزمن، وطول زوجته 178 سم ولا يوجد أحد من العائلة والأقارب تجاوز طوله 195 سم باستثناء شقيقته الصغرى، وكان قد رفض عروضاً مغرية مع الأندية الرياضية بكرة السلة في الجولان وفلسطين المحتلة. نفذت عشرات الأمهات ومئات من الشابات والشبان وبتنظيم من (مجموعة رؤيا الشبابية) في مجدل شمس المحتلة يوم عيد الام أكبر صحن تبولة في العالم، حيث بلغ وزنه 5.2176 كغ واستغرق العمل فيه أكثر من 16 ساعة متواصلة. عملية إنجاز صحن التبولة تمت في أجواء احتفالية مميزة في عيد الام شارك فيها أكثر من ألف شخص من أبناء الجولان نوب لبنان وبلغ وزنه 1500 كغ، ليتجاوزه الصحن الجولاني بأكثر من 676 ونصف كلغ.
بقي أن نقول...
أكثر من 200 طفل كانوا ضحية الألغام الصهيونية المنتشرة على مسافة قريبة من خط وقف إطلاق النار ومعهم 17 طفلا من قرانا المحتلة، مع 325 طفلاً ومسناً تضرروا من مخلفات الألغام وفقدوا احد أطرافهم أو بصرهم..وهذا حافز لدخول الاحتلال مزبلة التاريخ والأرشيف الإجرامي الدولي.
أكثر من 170 عروسا عبرت من والى أرضها في جولاننا الصامد في وقت رفضت قوات الاحتلال السماح لها فقط بزيارة وطنها لإلقاء نظرة الوداع على احد أقاربها في حال الاتراح. ورحيل الشابة مي شعلان مؤخرا وحرمان ذويها من المشاركة في تشييعها مثال صارخ على السجل الحافل للصهاينة بموسوعة الإرهاب المنظم.
وأخيرا:
رغم النداءات الدولية لا تزال قوات الاحتلال تستخدم أسرانا الشجعان كحقول تجارب لطواقم الهندسة الوراثية وترفض إطلاق سراحهم ومنهم من أمضى 23 عاما خلف القضبان.. كنا نأمل ان تلحظ موسوعة غينس للأرقام القياسية ملحقا لممتهني الإرهاب والإجرام كي تتفرد إسرائيل وبدون منازع بهذا الملحق الذي لاينافسها فيه سوى جوقة الطرب في اوركسترا الإدارة البوشية بدءاً برايس وانتهاء بسيد البيت الأبيض ورفاقه.
علي الأعور
المصدر: تشرين
الخميس مارس 05, 2009 11:07 pm
