دكتور مظفر عضو جديد
الجنس : نقاط : 5770 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/04/2009
| موضوع: بوادر الضعف فى تركستان2 الثلاثاء أبريل 21, 2009 2:18 am | |
| الغاء إمارة قوقند و فى تلك الأثناء قام الأتراك بثورة عنيفة على الأمير خدايارخان أمير قوقند لقبوله حماية الروس و هزموا جيوشه و أسروا ولده ناصر الدين ثم دخلوا مدينة « ميرغينان » و الزموا مراد بك أخا الأمير بالانضمام إليهم فخرج الأمير بنفسه لمحاربتهم و معه سفير الروسيا و جنوده من القوزاق. و لما اقترب من الثائرين انضم جيشه إليهم فلجأ إلى الفرار تحت حماية عساكر القوزاق إلى طاشكند فأقام الثوار ولده ناصر الدين أميرا مكانه و لكن الروس هاجموا بقضهم و قضيضهم و انتصروا عليهم فى 12 اغسطس سنة 1875م، و استولوا بعد ذلك على خوقند نفسها و مدينة « مرغينان ». و فى 22 سبتمبر سنة 1875م امضى الجنرال « كاوفمان » مع الأمير ناصر الدين خان معاهدة تنازل بمقتضاها للروسيا عن جميع البلاد الواقعة على الشاطئ الايمن لنهر سيحون و بقى ناصر الدين حاكما على ما بقى من ولايته على الشاطئ الأيسر، لكن لم يمهله الروس إلا بضعة اشهر ثم غزلوه فى شهر يناير سنة 1876م و نفى هو و والده خدايار خان إلى الروسيا بعيدا عن كل علاقة مع بلاده العزيزة، ثم الغوا إمارة خوقند و جعلوها ولاية روسية. إمارة خيوة ثم اتجهوا للاستيلاء على إمارة خيوة ( خوارزم ) و لكن ستمائة فارس من فرسان الأتراك هاجموهم فى حوالى « قزيل صو » و انقضوا عليهم كصاعقة من السماء و لم يستطع الروس أن يفروا و قتل كثير منهم و أسر قائدهم « اسكوبلوف » و لكنه نجا فيما بعد. ثم تقدم الروس مرة أخرى سنة 1876م إلى قزيل صو إلا أن هذه الهزائم كلها لم تعقد همة الروس بل أرسلوا إليها جيشا آخر مؤلفا من ستين اورطة من المشاة و 26 من السوارى و 56 مدفعا فقسمها إلى ثلاث فرق سافرت احداها من مدينة « اورنبورغ » قاصدة خيوة من جهة الشمال الغربى و الثانية من بلاد القوقاز، اجتازت بحر الخزر و سارت شرقا إلى خيوة مخترقة صحارى « قاراقوم » و اتت الثالثة على مدينة « جيزاق » بين سمرقند و طاشكند متجهة إلى الشمال الغربى. و لقد قاسمت هذه الفرق الثلاث فى سيرها من آلام التعب و العطش، ما كاد يذهب بحياتها و تركت اغلب مهماتها فى الرمال بسبب موت الجمال و باقى دواب الحمل إلا انها استمرت فى طريقها رغما من هذه الصعوبات و ما لاقته أيضا من مناوشات التركستانيين من أبناء قبائل تركمان حتى وصلت إلى أسوار مدينة خيوة نفسها. و فى 28 مايو اطلقت عليها المدافع من كل صوب حتى اذعن أميرها إلى التسليم بعد أن فقد معظم جيوشه و يئس من الخلاص فأرسل إلى الجنرال « كاوفمان » القائد العام يطلب الصلح. و بعد مداولات تم الصلح بينهما على كيفية تجعل هذه الإمارة روسية يحكمها أميرها الاصلى بناء على نصائح أو اوامر الحاكم الروسى العام المقيم فى طاشكند. سقوط تركمانستان و بعد هذه الحروب عزم الروس على إنشاء طريق حديدى بين بحر قزوين، و الإمارات المفتحة حديثا، و على اخضاع البقية الباقية من تركستان فتقدم إلى مقاطعه « تركمنستان » سنة 1877م و كان فيها رئيس مستقل لكل قبيلة و اتحدوا فيما بينهم، و انتخبوا « نور و بردى خان » رئيسا لهم، و استقر الأمر على أن يدافعوا عن بلادهم و استحكموا فى « دنكيل تبه » و كانت الجنود الروسية مؤلفة من عشرة فرق من المشاة و أربعة عشر مفرزة من الفرسان و ستة عشر من المدفعية و من عدة قطعات فنية أخرى و من غيرها. و بدأ الحرب على أشدها فى 28 اغسطس سنة 1878م، و قتل الأتراك ثلث جنود الروس فى مدة نصف ساعة، و تشتت الروس و تفرق شملهم و ذهب ريحهم، و لكن التركستانيين لم يشعروا بهزيمة الروس و لم يستمروا فى هجومهم لإصابة قائدهم « بيردى مراد خان » و هروب الروس فى ظلمة الليل تاركين جريحهم و بعض اشيائهم كحمر مستنفرة فرت من قسورة، و تعقبهم الأتراك حتى النساء و الأطفال، و كان المتقدمون من الروس الفارين يضربون إخوانهم المتأخرين عنهم فى الفرار و يرمون النار إليهم ظنا منهم انهم من جنود الأتراك الذين يتبعونهم. و أحدث هذا النصر المبين روحا جديدا فى قلوب الأتراك و اشتهر فيما بينهم هذا النصر العزيز و ثار بعض البلدان و تحرر من نيرش، و بدأو يغيرون على بلدان محتلة اخرى، و لقد وقع الروس فى هزيمة منكرة زجت بها ارجاء البلاد و كان القضاء على الولاة الروسيين محققا و طردهم من البلاد امرا محتوما لو لم يستطيعو إلى تلك المقاطعات، فعلى هذا استعد الروس ثلاثة سنوات و شمروا و حشدوا المهامت الحربية و الزاد و العتاد مدة ستة شهور فى قصبة « بامى » التى تبلغ مسافة 270 كيلو مترا من « قيزيل صو » و انشأوا عدة قلاع و استحكامات بين قيزيل صو و بامى و جمعوا فيها المهمات الحربية و انشأوا سكة الحديد من قيزيل صو، وصار الجنرال « غوروديكوف » رئيسا لأركان الحربية الروسية و التحق الجنرال « قوراباتكين » مارا بصحراء خيوة مع 900 جندى إلى الجنرال « سكوبلوف » مع سبعة آلاف جندى فى « ايكه ن باطر قلعه » بعد اشغالها. و كان الأتراك مستعدين للحرب و انتخبوا « تيقما سردار » رئيسا بعد وفاة رئيسهم « نور ويردى خان »، و كان الرئيس الجديد قائدا باسلا و قد اشترك فى الحرب حين كان عمره ثلاثة عشر سنة، و نجا بعد أن أسر مرة فى أيدي الإيرانيين. و استعد البطل الرئيس الجديد و استحكم فى « دنكيل تيه » و كان محاطا بسور يبلغ ارتفاعه أربعة امتار و خنادق عميقة، و كان فيها مدافع من النحاس و ثلاث مدافع قديمة غيره، و ثلاثين الف جندى، و لكن لم يكن معه سوى خمسة آلاف بندقية أكثرها قديم العهد. و مع هذا كان الروس يخافون منهم جدا، و دربوا عساكرهم تدريبا فنيا، و أخيرا بدأوا بمحاصرة « دنكيل تيه » و شتت الأتراك بقيادة محافظة القلعة « كول باتير » فرقة الجنرال « تير سه ويج » الذى أراد أن يحاصر قلعة صغيرة كان خارج « دنكيل تيه » و قتلوا قائدهم الروسى « تير سه ويج ». و كانت الجنود الروسية تحارب بالمدافع و الأتراك يهاجمون فى الليل و يشمرون و يحاربون بالسيوف و لا يستعملون البنادق، و اشترك الصبيان و النساء و الحرب أظهروا شجاعة وافرة لا ينساها التاريخ. و أغار القائد « تيقما سردار » مع 4000 جندى تركى على الجنود الروسية التى كانت تحت قيادة « قورا باتكين » و غنم الأتراك فى هذه الأعارة علم الفرقة الرابعة و ثمانية مدافع، و تقدموا إلى معسكر الجنرال « اسكوبلوف » و غنموا كثيرا من المهمات الحربية، و كذلك نجحوا فى كل أعارتهم و غنموا، لكنهم كانوا أكثر تضحية. و لم ينجح الروس فى تدمير القلعة بالمدافع و لم يصلوا إلى نتيجة لأن الأتراك كانوا يرمون ما تهدم من الحصن، و كان العلاج الوحيد للروس لتهديم الحصن دفن الالغام قريبا من الحصن تحت الارض، و بهذه الوسيلة امكنهم فتح ثغرات عديدة فى الحصن ( 12 يناير 1881) و دخل الروس إلى الحصن بقيادة قوادهم « قورا باتكين » و « كازيلوف » و « غايداروف » و دافع الأتراك عن الحصن شبرا بشبر دفاع الأبطال، و لكنهم اضطروا أخيرا إلى الانسحاب مع قوادهم « تيقما سردار » و «مخدوم قلى خان » و مراد خان » إلى حوضة « تيجان » و فى مدارس من تلك السنة استولى الروس على مدينة « عشق آباد » و جعلوها قاعدة حربية، و فى فبراير سنة 1884م استولوا على مدينة مرو بقيادة الجنرال « كوماروف » و فى شهر ابريل من تلك السنة احتلوا مدينة سرخس و بذلك تم للروس فتح تركستان بعد حروب متواصلة دامت ثلاثة قرون و أكثر 1581 – 1884م. | |
|