الأمانات المقدسة في قصر التوب كابي

أول ما يرد إلى الأذهان حين نتكلم عن الامانات المقدسة خان مصر الذي فتحه السلطلن ياوز سليم في عام 1517 , متحف التوب كابي , الحجرة السعدية الموجودة في داخلها الأمانات المقدسة التي محفوظ في داخلها تلك الأمانات منذ مئات السنين,الأمانات الخاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة بالإضافة إلى الأمانات الموجودة لبقية الأنبياء عليهم صلوات الله .

بعض تلك الأمانات التي سلمت في عهد السلطان ياوز سليم القرآن الكريم الذي وضع في متحف التوب كابي ثم نقل إلى الغرفة الخاصة بالأمانات المقدسة في عهد مراد الثاني وإن وجود تلك الأمانات المقدسة في عام (1595-1574 ) في إستانبول جعل منها مركزا دينيا وساسيا يقصده الكثير من السواح الأجانب المسلمين وغير المسلمين وإن بذلته وتبذله إستانبول للمحافظة على تلك الامانات جعلها تكسب مركزا يقصده السواح من كل مكان .

لم يقتصر إحضار الأمانات المقدسة إلى إستانبول على عهد السلطان سليم ما بين (1520-1574) فقط وإنما وجود تلك الأمانات المقدسة أكسب الدولة العثمانية قبل سقوطها إحترام جميع الشعوب ولقد جمعت تلك الأمانات منذ نهاية العصر السادس عشر وحتى أوائل العصر العشرين في متحف التوب كابي ولهذا السبب أدى ذلك إلى إنتشار الوهابية في المملكة العربية السعودية وكان يظن الوهابيين بأن هذه الأمانات قد تم سرقتها من السعودية إلى إستانبول لذلك فقد قاموا بسرقة بعض هذه الأمانات من قصر التوب كابي ليعيدوها إلى المملكة العربية السعودية فقام عبدالله بن سعود وأصدقائه بسرقة الروضة المطهرة ( قبر سيدنا رسول الله )

وبعض الأمانات المقدسة مما أضطر بالحراس القائمين على حراسة الأمانات المقدسة إلى القبض عليهم وسجنهم وبعد ذلك حكم عليهم بالإعدام .

في الحرب العالمية الأولى تم إتخاذ القرار بأن تنقل الأمانات المقدسة إلى قصر التوب كابي ساراي للمحافظة عليها وإلا أثناء هذه الحرب كان من الممكن أن تقع هذه الأمانات المقدسة بأيدي أشخاص اخرين وقام بتبليغ هذا القرار القائد فخر الدين باشا في الثاني من مارس من علم 1917 وبعد اللقاء مع شيخ الحرم زيفر علم فخر الدين باشا بأن نقل هذه الأمانات للفاظ عليها ليس محرما فأمر بنقلها إلى قصر التوب كابي إلى إستانبول وهذه الأمانات مؤلفة من 84 قطعة تضم المجوهرات الكبيرة والشمعدانات والثريات والقناديل والرسائل التاريخية بالإضافة إلى القرآن الكريم والخرقة الشريفة التي تم الحفاظ عليها إلى يومنا هذا .

مع وجود السلطان ياوز سليم أصبح لقصر التوب كابي معنى لها فبعد فتح مصر في عام (1517) وفي كل اخر خمسة عشر يوما من رمضان كان قصر التوب كابي يعج بحركة غريبة والجميع كان ينتظر هذا اليوم الوزراء والشيوخ والعلماء أما الحركة التي كانت تحصل للحجرة الموجودة فيها الخرقة الشريفة فقد كان لها معنى اخر الصندوق الموجود فيه الخرقة الشريفة كان ينقل إلى غرفة أخرى حتى يتم تنظيف الحجرة الشريفة ويتم غسل الجدران بماء الورد ثم تعطيرها باالمسك وبعد ذلك يتم تلميع العمدان الموجودة ثم يقومون بقراءة الصلوات الشريفة خمسة عشر مرة والتبارك بالخرقة الشريفة ثم إعادتها إلى الحجرة الشريفة .

وفي اليوم الأخير من رمضان يتجمع أركان الدولة والعلماء والمشايخ والوزراء منتظرين الصدر الأعظم في باب السعادة أمام قصر التوب كابي ليقوم بتأدية صلاة الظهر وبعد تأدية صلاة الظهر يقوم الجميع بالدخول إلى الحجرة الشريفة ويقومون بفتح الصندوق الذي بداخله الخرقة الشريفة الملفوفة بالحرير الأخضر سبع مرات ويقومون بإخراج الخرقة الشريفة ويقرأوون القرآن الكريم ثم يقوم السلطان بتقبيل الخرقة الشريفة ويدعو الله عز وجل وبعد ذلك شيخ الإسلام والصدر الأعظم وبقية العلماء يقومون بتقبيل الخرقة الشريفة والدعاء ويقومون بقراءة القرآن الكريم الذي مازال يقرأحتى يومنا هذا ليلا نهارا وفي عصر السلطان ياوز سليم عندما فتحت مصرقام بتسليم المفاتيح والأمانات المقدسة إلى الدولة العثمانية حيث تم نقل بعضها إلى إستانبول ولابعض الآخر بقي قي مكة المكرمة .

وفي عام 1808 في عهد السلطان محمود الثاني والسلطان محمد الفاتح تم ضم دار السلطان إلى الحجرة الموجودة فيها الخرقة الشريفة للمحافظة بشكل جيد عليها وفي عهد السلطان محمد الفاتح عام (1451-1481) تم ضم الحجرة إلى الغرفة الخاصة بالسلطان وفي عهد مراد الخامس تم المحافظة على الخرقة الشريفة في الغرفة التي هي من أسر محمد الزللي والتي في وقتنا الحالي موجود فيها سيفي وقوس سيدنا رسول رسول الله صلى الله عبيه وسلم .

وبعد إتمام الغرفة العلوية في عام 1997 وهي الغرفة الخاصة بالسلاطين العثمانيين والأشخاص أصحاب النفوذ في الدولة وأبناء السلاطين حيث يوجد نسختين من القرآن الكريم لسورتي التكاثر والهمزة التين كتبتا من قبل كÙ‘تاب الوحي وكذلك نسخ من الرسائل التي أرسلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألى مسيلمة الكذاب ووالي الأقصى وكذلك القرآن الكريم الذي كان يقرأ فيه سيدنا عثمان رضي الله عنه عندما أستشهد بالإضافة إلى عصا سيدنا موسى عليه السلام وإناء سيدنا إبراهيم المصنوع من الحجر وسيف سيدنا داوود عليه السلام .

وكذلك القالب الذهبي للحجر الأسود الذي نقل في عهد السلطان أندر وكذلك الرسالة التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زعيم الأقباط مقاوقس وآثار أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم والخاتم وكذلك تراب من قبره الشريف وشعرة من لحيته الشريفة .

ومع ولادة الجمهورية التركية في عام 1934 تم فتح قصر التوب كابي على أنه متحف ولكن لم يتم عرض الأمانات المقدسة على الزائرين حتى أغسطس من عام 1962 .