رحلة إلى الجولان المحرر
كان لابد أن نعرج على وزارة الإعلام في دمشق حيث قادنا سائقنا أسامة لنصطحب مرافقنا في الرحلة المسمى تمام.
لم يكن تمام كثير التحدث إلا أنه أخبرنا أنه درس الفارسية في إيران وأنه يتحدر من الساحل السوري.
حين وصلنا إلى نقطة التفتيش في خان أرنبة رافقنا شرطي مرور على دراجته النارية حيث أطلق المنبه وأضواء التحذير حتى وصولنا إلى القنيطرة، ربما كان تشريفا لصحيفة دانماركية وربما لاعلام السكان بأن الجولان مازال يثير انتباه العالم الخارجي كما فعلت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في 2001.
في القنيطرة وبعد أن تخطينا مسافة من الطريق الذي تنتشر فيه الأعلام السورية وصور الرئيس الراحل حافظ الأسد والحالي بشار الأسد، كان ينتظرنا مدير مركز الزيارات محمد علي إلى جانب موظفين آخرين.. قدمت لنا القهوة العربية في قاعة مدرسية، ثم رحب بنا السيد محمد علي الذي قدم لنا عرضا عن القسم المحرر من الجولان بعد حرب 1973 وعن الجزء المحتل منذ 1967 حيث شرح لنا التالي:
- إن إسرائيل ما تزال تحتل الجولان لاستغلال خيراته وذلك لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. (وهو ما ينافي الفكرة القائلة: إن العرب استفزوا إسرائيل قبل حرب 67).
- الحفريات وعمليات التنقيب لم تثبت وجود اليهود ولا مرورهم من هذه المنطقة. (على الرغم من أن كتب التاريخ الغربية تخبرنا عن أن عمليات التنقيب عن الاثار أثبتت وجود بقايا كنس يهودية في الجولان في المرحلة التي سبقت الفتح الإسلامي في عام 636).
- العرب الذين بقوا في الجولان المحتل يعانون بشكل غير إنساني من برامج إسرائيل لمحو عروبتهم ومن الاعتقال والترهيب. (وبعيدا عن حالة الرفاهية التي هي أكبر في الجولان المحتل فإن هؤلاء يستمرون في التظاهر ورفع العلم السوري وصور رئيسهم).
بعد ذلك قُدم لنا عرض جغرافي بألوان رائعة تحدد المناطق الجغرافية للجولان وأسماء الأماكن ( ولا واحدة منها إسرائيلية) وبعد ذلك خرجنا في رحلة داخل القنيطرة حيث معظم المباني والبيوت مدمرة ومسواة بالأرض.
من الذي دمر المدينة؟
المصادر السورية وتقرير الأمم المتحدة وجمعيتها العامة في عام 1974 تؤكد كلها أنه جرى تدمير إسرائيلي منهجي ومنظم للمدينة وذلك قبل الانسحاب من المدينة الجولانية الكبيرة.
دائما ما أنكرت إسرائيل تلك الادعاءات، وتدعي في المقابل بأن القصف السوري للقنيطرة بين 67 و73 هو الذي دمر القنيطرة.
المدير محمد علي اختار لنا محطات توقف حيث رأينا بقايا مشفى مدمر وتدل اللافتات المكتوبة بلغة انكليزية على أنها دمرت من قبل الصهاينة وجعلتها هدفا لنيرانها. ثم رأينا بقايا كنيسة للروم الأرثوذكس ليثار انتباهنا إلى بقايا ملصقات وعبارات بالعبرية وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اثناء وجودها.
إلى جانب وجودنا ذلك الصباح كانت هناك حافلات تحمل تلاميذ مدارس من مناطق سورية أخرى، وقد علق مضيفنا محمد علي بأنه من المهم أن يشعر السوريون بارتباطهم بالجولان باعتباره جزءاً من الوطن الأم وبأنه سيعود ثانية.
لكن لماذا تبقى القنيطرة مدمرة بعد مرور 33 سنة على تحريرها؟
على ذلك أجابنا السيد علي بأنها بقيت كذلك لتكون شاهدا على الإجرام الإسرائيلي وبأنها ستبنى من جديد حين تتحرر بقية أراضي الجولان، وذلك قبل أن يقودنا شرطي المرور إلى خارج المدينة لنغادرها.
حقائق عن الجولان السوري:
المساحة الكلية 1860 كيلومتراً مربعاً
عدد السوريين في الجولان قبل 67 /153/ ألف نسمة
عدد السوريين في الجولان المحتل 25-30 ألف نسمة
النازحون من الجولان وأتباعهم 410 آلاف
السوريون في المناطق المحررة 60 ألفا
عدد المدن والقرى التي دمرتها إسرائيل 242
القنيطرة-توماس هاينه- صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية
من موقع الجولان الالكتروني