مشاهد وظروف
متشابهة تعيشها معظم الأسر مع اقتراب
موعد الامتحانات، فلا يكاد يخلو بيت
من طالب سيمتحن قريباً ومازالت كلمة
امتحان تثير القلق والتوتر النفسي
والرهبة عند كل طالب ولدى جميع أفراد
أسرته فتسود حالة من الطوارئ وتتحول
البيوت الى مايشبه السجون بالنسبة
للأبناء ويصبح الكتاب سيفاً يسلط على
رقبته وليس وسيلة من وسائل المعرفة
أو نافذة من نوافذ العلم.
ولعل المبالغة في هذه الأجواء
من التوتر والرهبة تنعكس سلباً على
الأداء الدراسي للطالب والأهم من بين
هذه الامتحانات هو امتحان الباكالوريا
باعتباره الحد الفاصل لمستقبل الطالب
وتحديد مساره في الحياة.. إذاً كل شيء
تغير في نظام وعادات العائلة وتسود
حلة الهدوء التام والامتناع عن مشاهدة
التلفاز والاعتذار عن استقبال الضيوف
وتزيد فترات المراجعة وتكثر الأحاديث
الهاتفية للتشاور حول المواد التي من
المكن أن تدرج في الامتحانات.
أيام معدودة وتبدأ الامتحانات، قلق
وسهر ومواظبة متواصلة على الدراسة
كأنها سلة الحصاد التي ستحتضن ثمار
عام دراسي بأكمله..
حول هذا الموضوع كان لنا التحقيق
التالي: آثار أحمد عقاد بكالوريا آدبي
تقول: أصبحت شهادة الباكالوريا
بالنسبة لجميع الطلاب شيئاً مرعباً
لأنها تحدد مصير كل طالب ومستقبله
حسب محصلته النهائية لأنها هي المبدأ
الأساسي المعتمد في القبول الجامعي
دون الأخذ بعين الاعتبار رغبات وميول
كل طالب. وقالت سماح: نلاحظ كل عام
ارتفاع معدلات القبول الجامعي وهذا
يخلق لدينا شعوراً باليأس والخيبة
وأتمنى أن تكون المعايير المعتمدة
لهذه السنة ليست الدرجات فقط حتى
نستطيع تحقيق أحلامنا في دخول
الجامعة ولئلا يكون مصيرنا القبوع في
البيت. أماالطالبة منار موعد بكالوريا
آداب فقد قالت: أشعر بالتوتر والخوف
قبل الامتحان لكن هذا الشعور يزيدني
حماسة وإصراراً على النجاح وتزداد
معه قدرتي على الدراسة المتواصلة
لتحقيق أعلى الدرجات وأتمكن من
دخول الجامعة النظامية بدلاً من الاتجاه
الى التعليم المفتوح أو التسجيل في
الجامعات الخاصة لأنها ترهق الأهل
بتكاليفها ومصاريفها الباهظة. ويقول مجد أحمد: في فترة
التحضير للامتحان تعترضني مشكلة قد
تعوق تفوقي واجتهادي على الرغم من
تنظيمي للوقت ومتابعتي للدروس من
بداية العام هي مشكلة نسيان المعلومات،
حتى أنني أحياناً أصاب بالاحباط وهذا
لاحظته مع أغلب زملائي. ويختم قوله
معللا: لاأعرف ان كانت الحالة طبيعية
وتزول بالتفاعل مع الامتحان وعند
الاجابة على الأسئلة.
وذكرت الدكتورة اسمهان جعفر أن من
وسائل تكييف البيئة الاجتماعية للتعلم
هو قوة الارادة بأن يشعر الطالب أنه
قادر على التعلم والحفظ، ولاينظر الى
الامتحان بمنظار ”الغول“ ويبتعد عن
الايحاءات السلبية وألا يخشى الفشل
بل يعتبره مجرد حديث يستغله ليكون
معبراً للنجاح. وعن دور الأهل في
مساعدة الأبناء في فترة الامتحانات
لمحت الى ان الكثير من الآباء يمارسون
ضغوطاً متزايدة على الأبناء ، فالطالب
يعاني ليس من قلق الامتحان فقط بل
مما يتوقعه الأهل من الحصيلة النهائية
العالية للابن، لذلك على الأهل الابتعاد عن
التوترات النفسية وعدم التذكير الدائم
بأنهم فشلوا مرة حتى لايكون مدعاة
للقلق ومفسداً لذاكرتهم وتحصيلهم.
كما اكدت الاستاذة جعفر علي دور
الأسرة في غرس روح الجد والابتعاد
عن الترهيب وحث الطالب على الدراسة
وأن ينظر الأهل إلى تقدم الأبناء على
المدى البعيد بدلاً من الانشغال بالنجاح
على المدى القصير فالكثير من الأبناء
يبدعون في حقول علمية أو أدبية في
سنوات لاحقة من حياتهم عندما تتوفر
الظروف والمجالات التي يرغبون بها.
في بيتنا امتحانات!
حالة طوارئ يعيشها الأبناء والآباء مع كل موسم
السبت أكتوبر 10, 2009 6:03 am
