بدايةً كل الشكر على موضوعك الرائع أخي العزيز تورك دونياسي وأستميحك عذراً فلم أنتبه إلى الموضوع أثناء دخولي إلى المنتدى لذلك لم أقم بالرد عليه رغم أهميته البالغة
حقيقةً كما ذكرت أنت تماماً فعندما تأتي سنة محل على الجولان كان الشباب التركمان يطوفون القرى التركمانية (أو بعضها) طارقين الأبواب ليقوم أصحاب الدور بإعطائهم البرغل أو العدس أو ما شابه وذلك كنوع من أنواع التعاون والمشاركة الإجتماعية بين التركمان في تلك السنة العصيبة لتوزيعها فيما بعد على الفقراء والمحتاجين وإن لم يقم صاحب البيت بإعطائهم شيئاً من بيته كانوا يقولون
(Hodük hodü, vermeyenin evi ko'tü)
فيما كان يقوم الرجال بالصعود إلى تل الإمام علي والذي يسمونه الأخوة العرب تل أبو الندى مصطحبين معهم بقرة داعين إلى الله أن يقوم بإغاثتهم بالمطر ويقومون بذبح البقرة وتقديم لحمها للفقراء وقد سمعت عن كثيرين وهم من المسنين ومن أهل الثقة أنه وريثما يقوم التركمان بالانتهاء من ذبح البقرة يكون الله قد أرسل الغيث، حتى أن بعض القرى القريبة من التركمان كانوا في سنوات المحل والقحط يطلبون من التركمان بالصعود إلى تل الإمام علي ليرسل الله المطر
والغريب في الموضوع أن هذه العادة كانت موجودة لدى التركمان قبل الإسلام أيضاً ووجود هذه العادة لدى التركمان فقط في الجولان هو ما يؤكد ذلك، فبحسب كتاب ديوان لغات الترك للشيخ واللغوي التركي الكبير محمود بن الحسين الكاشغري والمكتوب سنة 466 هـ في العصر العباسي ببغداد أن التركمان كانوا وقبل دخولهم إلى الإسلام إذا أتت سنة محل صعدوا إلى جبل أو مكانٍ مرتفع وقاموا بالدعاء إلى (گو? تنگری) أي رب السماء، وما أن ينتهوا من الدعاء إلا وينزل الله عليهم الغيث، وأرى أن أن تلك العادة هي ما كان قد بقي للتركمان من معتقدات قديمة هذا والله أعلم
مع شكري لك أخي تورك دونياسي وكلي أملٌ أن تتابع بهذه المواضيع وجمعها وأنا جاهز للمساعدة عله يكون بعد فترة كتابٌ يحمل اسم عادات وتقاليد تركمان الجولان أو ما شابه وأنا جاهز لأقدم لك كتب تتكلم عن العادات والتقاليد للشعب التركي قبل الاسلام وبعده