التسمية التركمانية لها (دوزخورماتو) وتعني مدينة (دوز) الملح و(خورما) البلح و(تو) التوت, تقع هذه المدينة على الطريق العام الذي يربط كركوك مع بغداد وتبعد عن كركوك 75 كلم الى الجنوب. وهي قضاء كان تابعا إداريا محافظة كركوك ولكنه وفي التقسيم الإداري الذي حصل للمنطقة الشمالية في 29/1/1976م تم فصله عن كركوك وإلحاقه بمحافظة صلاح الدين (تكريت) حسب المرسومين الجمهوريين رقم (41) و(42) الصادر في التاريخ أعلاه.
وغالبية سكان هذه المدينة من الشيعة التركمان مع وجود عدد من العوائل الكردية فيها, وتعتبر طوزخورماتو من المدن التركمانية ذات الكثافة السكانية الكبيرة إلى جانب كركوك وتلعفر.
والطابع العام للمدينة خدماتي وزراعي يساعدها على ذلك موقعها الجغرافي حيث تنتشر على طول الطريق العام بغداد _كركوك المطاعم والمقاهي التي يستريح فيها المسافرون, كما إنها زراعية بما تملك من ماء ومشروع (كركوك)1 العظيم , وأهالي هذه المدينة يزاولون الزراعة ويقصدها سكان القرى المجاورة الكثير للتسوق وتصليح أدواتهم ومكانهم الزراعية وبيع منتجاتهم , تمتاز مدينة طوزخورماتو بصنع الأواني الفخارية وفيها مقالع الحجر ومعامل الحصى والجص . ويمر من جانب المدينة الجنوبي نهر (آق صو)2 الموسمي .
وطوز خورماتو تحمل بطاقات فنية وثقافية وأدبية ولها إنتاج واضح في هذا المجال , وفيها عدة مقامات ومزارات شريفة منها مقام (السيد أحمد)3 ومقام (مرسى علي)4 ويعني مرتضى علي ومقام (شيخ محسن)5, بالإضافة عدة مساجد وحسينيات وتكايا للسادة التي يقيم فيها التركمان شعائرهم الإسلامية .
وشهدت مدينة طوز خورماتو صحوة إسلامية عارمة وتصاعد الوعي الإسلامي في السبعينات , مما جعل
النظام يحسب لها حسابا خاصا وهكذا شنت الأجهزة القمعية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب بين عامي 1980_1981م وأسفر عن إعدام مجموعة من خيرة شباب وطاقات هذه المدينة المجاهدة وقد جاوز المائة شهيد ولكن ذلك لم يؤثر على موقف أبناءها الإبطال والمعارضين للنظام والرافضين لنهجه الدموي , وهكذا عندما ثار الشعب العراقي بوجه النظام وقواته الغاشمة في الانتفاظة الجماهيرية الواسعة في آذار /15شعبان 1991م وثارت طوزخورماتو الى جانب بقية المدن في شمال والجنوب , وبقيت محررة لمدة تزيد عن عشرة أيام و وقد استخدم النظام القنابل الفسفورية والنابالم في الهجوم على المدينة وانتزاعها من أيدي الثوار والمجاهدين و وتعرضت المدينة بعد دخول القوات الصدامية الى نهب والسرقة من قبل مرتزقة النظام من بعض القرى المجاورة .
في 9/4/2003م بعد يوم من سقوط بغداد سقطت هذه المدينة وأصبحت حرة أبية , وكان للإسلاميين التركمان دور بارز في تحرير هذه المدينة , لهذه المدينة مواقف بارزة ومهمة منها :
ـ معالم التآخي والإخوة بارزة في مجتمع طوز فمجلس البلدي لهذه المدينة يتشكل من 7 تركماني و7 كردي و7 عربي .
ـ هناك تعصب إسلامي ومذهبي عند التركمان وللزائر لهذه المدينة يكشف وبسهولة التعلق الديني والمذهبي القوي لأهالي هذه المدينة لمذهب اهل البيت (ع)
ـ تعيش في هذه المدينة طبقة مثقفة وواعية , فعدد الأطباء والمهندسين يفوق المائة , وعدد الكوادر العلمية ( التدريس والتوظيف )الأخرى يفوق الخمسمائة رغم المضايقات التي شملت هذه المدينة أبان الحكم الديكتاتوري , إنها مدينة مكتظة بالكوادر العلمية فان أكثر نشطاء الإسلاميون والقوميون من هذه المدينة .
ـ أحداث هدم مقام مرسى علي في أوائل أيام سقوط النظام والذي فجره الإرهابيون وأدت الى سقوط خمسة شهداء في المدينة دفاعا عن هذا التراث العظيم .
ـ رغم التفجيرات التي أصابت في المدارس التي أقيمت فيها الانتخابات شارك أهالي هذه المنطقة بقوة وبكثافة في الانتخابات الأخيرة .
ـ أحداث يوم الخميس 31/3/2005 يوم اربعينة الإمام الحسين (ع) , فلولا لطف الله ورحمته على هذه المدينة لكان عدد الشهداء أكثر من مائة , لان المجرم الإرهابي الذي استهدف موكب أربعينية الإمام الحسين (ع) قد وصل على شٌرف مقام السيد احمد في الساعة الثامنة صباحا ولكن برحمة الله تعالى قد استقر سيطرة الحرس الوطني بدقائق قبل الثمانية ليقطع الطريق عليه ليصل الى المقام الشريف ثم توجه الى نقطة حراسة أخرى في الفرع الثاني القريب جهدا منه للوصول الى المقام بطريق ثاني ولكن الحرس أثناء انسحابه شك به وطلبوا منه الوقوف وعندما أحس المجرم بأنه وقع في الفريسة فجر نفسه بين السيطرتين وبين الأهالي داخل المدينة , وكان من الحرس الوطني أربعة شهداء وعشرة جرحى ومن عامة الناس شهيدين احديهما دون العشرة من عمره , فرحم الله شهداءنا وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ومدينة طوزخورماتو بجهاد وتضحيات شبابها وموقفها البطولية تعد صفحة مشرقة في تاريخ التركمان وعنوانا بارزا في نضال وجهاد الشعب العراقي من اجل الحرية وللكرامة والعدالة . 6
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يمر من طوز خورماتو مشروع ماء كركوك العظيم والذي عرضه 25متر وطوله يبدأ من الزاب وينتهي في العظيم , ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الاستراتجية في المنطقة وانه يروي أكثر من 6000كيلومتر مربع من سهل كركوك _طوز
(2) طوز مشهور بهذا النهر وكلمة (آق صو) كلمة تركمانية معناها الماء الأبيض رغم إن هذا النهر موسمي يعتمد على هبوط الأمطار , ولكن هذا النهر ينبع من عيون الماء الأبيض من جبال قره داغ شرق المدينة
(3) مقام السيد احمد وهو من أبناء الامام موسى الكاظم (ع) يقع هذا المقام في غرب المدينة ويعتبر من المعالم الأثرية لهذه المدينة ولهذا المقام رواد وزوار في جميع فصول السنة وخاصة ليالي الجمعة والأعياد والمناسبات .
(4) مقام مرسى علي مقتبس من اسم مولانا الإمام علي بن ابي طالب (ع) يقع هذا المقام على قمة سلسة جبال في شرق المدينة .
(5) مقام شيخ محسن يقع هذا المقام في وسط المدينة ويقال انه شيخ من شيوخ الصوفية وصدر منه بعض المعاجز يزوره الناس في المناسبات.
(6) مقتطفات من كتاب شهداء التركمان.