صفات الناس والأشخاص آخر الزمان
وسنأتي على بعض المفردات التي وردت في نص الحديث لنتبين مدى التغير العام الذي سيصيب الجانب الإجتماعي والثقافي بالشكل الذي يعطي تصوراً عن مدى الفترة الزمنية التي قطعا التأريخ للتقرب من ذلك الزمن الذي أطلق عليه الرسول الكرم صلى الله عليه وآله وسلم بآخر الزمان ومنها ماأشار اليه الرسول من كثرة مايراه الناس من:
أولاً: سلطان جائر: ولابأس بتقييم الحالة في الزمن الذي نعيش فيه لنتبين نسبة الجور عند الحكام للتوصل الى حكم ظرفي يتناسب مع الحقائق العالمية ؟
ثانياً: أو غني بخيل: ولاضير من إلقاء نظرة إحصائية الى نسبة البخل بين الأغنياء، ودرجة حرصهم على الأموال وهل أن لهم إهتمامات تذكر بالفقراء.
ثالثاً: أو فقير كذاب: وفي جو يكون فيه الأغنياء بخلاء يكون الفقراء فيه كذبة، وبالخصوص عندما لاتتوفر في المجتمع حصانة دينية أو أخلاقية بل تسوده قيم المصالح والمنافع على حساب المبادئ والقانون والشريعة.
رابعاً: أو شيخ فاجر: وماأقبح أن يخرج الفجور من الشيوخ وهو تعبير عن دناءة النفوس وأهتزاز القيم الدينية والإجتماعية.
خامساً: أو صبي وقح: وعندما تهتز القيم العامة التي تسود المجتمعات ويفجر فيه الكبار ويتشاجر فيه الإخوان لابد أن يكون فيه الصبيان في وضع لايحسدون عليه مع تدني مستوى التعليم والثقافة.
سادساً: أو إمرأة رعناء: إن خروج النساء عن المألوف وتخطي حواجز الحياء لايؤدي إلاّ الى خراب المجتمع فالمرأة هي العنصر الأهم في التربية والتعليم، وهي حجر الأساس لصيانة المجتمع من الفساد.
وفي غيبة الطوسي
وفي هذا الجزء من الخطبة وهي تكملة للنص إجابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسمان جاء فيها:
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان إذا
قلت علماؤكم وذهبت قراؤكم وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم وعلت أصواتكم في مساجدكم وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقدامكم والكذب حديثكم والغيبة فاكهتكم والحرام غنيمتكم ولا يرحم كبيركم صغيركم ولا يوقر صغيركم كبيركم، فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين لفظا بألسنتكم، فإذا أوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل *(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون)( سورة الأنعام: 65) فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا: يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟
فمن أعمال الأمة آخر الزمان التي ورد ذكرها في هذا النص:
أولاً: إذا قلت علماؤكم: ونعتقد أن إشارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذه العلامة الى قلة النخبة الصالحة في صفوف الأمة في الوقت الذي تكون فيه الكثرة جاهلة.
ثانياً: وذهبت قراؤكم: ويحتمل أن يكون المقصود هنا هجران قراءة القرآن الكريم وضعف التفاعل مع أدب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الشريفة، وهجران العلوم المفيدة التي التي تقوّم الإنسان.
ثالثا: وقطعتم زكاتكم: ويظهر أن ذلك يكون بسبب الحرص على الدنيا وضعف الإرتباط بالله وبالدين.
رابعاً:وأظهرتم منكراتكم: وهي حالة متقدمة من الإنجراف في الفساد بحيث يكون فيها الشخص قد تجاوز حدود الحياء.
خامساً: وعلت أصواتكم في مساجدكم: وهو إشارة الى أن هذه الأصوات غير معبرة عن صدق الحالة العبادية التي يفترض أن يكون عليها الناس من التوجه الى الله دون أن يكون لهم منافع دنيوية.
سادساً: وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم: فعندما يتغير إتجاه البوصلة التي يتحرك بها الإنسان ويتجه الى حب الدنيا بنسيان الآخرة فإن ذلك يعد إنحرافاً واضحاً في أساسيات الحركة الإنسانية تجاه الله سبحانه وتعالى.
سابعاً: والعلم تحت أقدامكم: والإشارة في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما تشير الى العلوم النافعة في المجالات التي تخدم الإنسانية، وذلك بسبب إهتمامات الإنسان بالمجالات التي لاتنفع غير مصالحه وأهواءه وغرائزه.
ثامناً: والكذب حديثكم: إن من أرفع القيم والمبادئ في حياة الناس والإنسان هو الصدق فإذا أفتقدت المجتمعات تلك الموازين ساد الكذب الجانب الأكبر من حياتها وشكل العامل الأكبر في أنتشار الفساد.
تاسعاً:والغيبة فاكهتكم: وعندما ينسى ذكر الله ويبتعدون عن الإسلام والقيم الأخلاقية على وجه العموم عند ذاك لن يفكر الإنسان في آخرته ولن يتوانى عن إرتكاب المعاصي، ومن أعظمها خوضه في أعراض الناس.
عاشراً: والحرام غنيمتكم: إن الثقافة التي يكون عليها المجتمع آخر الزمان هي على العكس تماماً عن الصورة التي حملها الناس عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل وحتى بعد عدة قرون من ذلك العصر فحين كان الناس ينظرون الى الحرام خط أحمر يعاقب عليه الإنسان لكن مايحدثنا عنه النبي هو إنقلاب الصورة بحيث يصبح الحرام غنيمة بعد أن كان جريمة.
أحد عشر: ولا يرحم كبيركم صغيركم ولا يوقر صغيركم كبيركم:
ويعني ذلك أنه لاتوجد قيم إجتماعية سليمة، فالمجتمعات ستكون مفككة ليس فيها إنسجام، لا في داخل الأسرة ولاحتى بين الناس عموماً.. فبعد أن تعارف الناس على إهتمام الكبير بالصغير ورعايته، وإحترام الصغير للكبير فإننا سوف لانرى من ذلك شئ نتيجة لتدخل الحكام في شؤون المجتمع وتغيير طريقة نمط الحياة الإجتماعية بالشكل الذي تفرض فيها قوانين تؤدي بالنتيجة إلى تغيير جذري في حياة الناس وعلاقتهم ببعض