منقذ العلماء من سيوف المغول
الفيلسوف الاسلامي
الكبير العلامه نصير الدين الطوسي
( 1209 )
- )1284) م
محمد مهدي بيات
الفيلسوف نصير الدين الطوسي عاش في
بغداد في زمن هولاكوواستطاع بدهائه ان ينقذ العلماء من سيوف التتار وينشأ
مكتبة عظيمه ويبني مرصدا فلكيا ولقب بالخواجه بمعنى المعلم نسبة الى
تدريسه العلوم الفلسفيه والرياضيات و هوابو جعفر محمد بن محمد بن الحسن،
المكنى بنصير الدين الطوسي صاحب و مؤسس مرصد عالمي في مدينة مراغه( وهذه
المدينه من اقضية تبريز مركز اذربيجان الجنوبيه) وسمي بالطوسي نسبة الى
مسقط رأسه مدبنة طوس قرب " مشهد" بخراسان في 1209م من ابوين تركيين وهذه
المدينه تتكلم اللغه التركيه الى يومنا هذا وهي مدينة الامام ابو حامد
الغزالي صاحب المؤلفات العديده في العلوم الدينيه ابرزها كتاب احياء علوم
الدين وفيها قبره وقبر الشاعر الايراني الكبير الفردوسي صاحب كتاب
الشاهنامه يأتي الناس من كل حدب وصوب لزيارة قبرالشاعر العامر وقد زرنا
هذه المدينة الجميلة بمائها وهوائهاقبل اربعة اعوام ورايت قبر الامام
الغزالي فيها بدون ضريح وبشكل اعتيادي وعندما سالت عن سبب عدم وجود الضريح
قالوا انه يحرم بناء الضريح فوق القبور ونحن مشينا بفتواه وطبقناه على
نفسه
درس منذ صغره المقدمات من نحو وصرف وآداب و علوم القرآن الكريم ،
وبتوجيه من ابيه درس الرياضيات عند عالم متخصص اسمه محمّد كمال الدين
المعروف بالحاسب( واغلب الظن ان تسمية الجهاز باسم الحاسوب هي نسبة الى هذا
العالم ) فأتقن خلال هذه الفترة علوم الرياضيات ( الحساب - الهندسة -
الجبر ) وهو لا يزال في مطلع شبابه .
ثم درس الحديث والأخبار و الفقه
والحديث عند أبيه ، وتوسّع فيهما ، .
و بوصية من والده المواصلة في
طلب العلم ، هاجر إلى مدينة نيسابور القريبه من طوس وتسمى الان ب(نيشابور)
، و كانت هذه المدينة آنذاك مركزاً من المراكز العلميةالمهمه,( مدينة
العلماء والشعراء وفيها قبر الشاعر عمر الخيام ومزاره معروف الى يومنا هذا)
للتزود من العلم واصبح تلميذا عند علماءها امثال سراج الدين القمري ،
وقطب الدين السرخسي ، وفريد الدين الداماد ، وأبو السعادات الإصفهاني
وغيرهم من العلماء الاعلام . قال عنه الحاج خليفه صاحب كتاب كشف الظنون :
انه كان رأساً في علم الأوائل ، لاسيّما في الأرصاد والمجسطي واضاف
المستشرق الألماني كارل بروكلمان قائلا: نصير الدين الطوسي هو أشهر علماء
القرن السابع الهجري ، وأشهر مؤلّفيه إطلاقاً
قال صاحب كتاب مختصر
الدول : كان حكيماً عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة
قال الصفدي : نصير
الدين الطوسي من الرجال النفيسة والآثار العلمية، حتى غدت مكتبة علمية تحوي
أكثر من أربعمئة ألف الذين لم يصل أحد إلى رتبتهم في المجسطي الفلك
والرياضيات
ويعترف سارتون بأن ما وضعه الطوسي من انتقاد للمجسطي يدل
على عبقريته وطول باعه في علوم الفلك، واعتبر أن انتقاداته هي التي قدمت
للإصلاحات التي قام بها "كوبرنيكوس
.وقد اعتنق على يده الاسلام( تكودار
) ابن هولاكو، واعلن إسلامه وإسلام دولته المغولية معه ، وسمَّى نفسه
بـ( أحمد تكودار)
أمَّا الدافع في خدمتة لهولاكو ومرافقته إلى بغداد
وهو في موضع النقد إنما تعود، كما يشير بعض المؤرخين، إلى أن الطوسي تيقَّن
من استحالة النصر العسكري على المغول بسبب الانحلال التام للعالم
الإسلامي، نتيجةً لما لحق به من ضعف، وادرك أن الطامَّة الكبرى ستحلُّ
بالمسلمين إذا ما استطاع المغول الهيمنة فكرياً عليهم تمهيداً للقضاء على
الإسلام، فاستغل الطوسي حاجة هولاكو إليه لخبرته في علم النجوم (الرصد)
فأنقذ ما أمكن إنقاذه من التراث الإسلامي المهدَّد بالزوال و انصرف وهو في
بغداد إلى إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح الناس، وخاصة الفلاسفة والعلماء
والفلكيين، حيث تمكن أن ينتزع امرا من هولاكو يقضي: بأن يقف عند باب
الحلبة ويؤمِّن للناس الخروج من هذا الباب، فأخذ الناس يخرجون جماعات
كثيرة، هذا عدا عن تمكنه من إنقاذ الكتب مجلد وان من انتقده في خدمتة
لهولاكو خاصة ابن تيميه هو لسبب عقائدي لا اكثر ومما يروى ان الطوسي
عندمااحتل مكانة عظيمه عند هولاكو كثر حساده وارادوا الخلاص منه ووشوا به
عنده فلم يفد وعندما توفيت والدة هولاكو في بغداد استغلوا هذا الامر فذهب
الى هولاكو بعضهم قائلا نحن في بلد ا لاسلام وفي القبرياتي لوالدتك الملكان
للسؤال عن دينها وعن حياتها كيف صرفت وباللغة العربيه وان والدتك لا تجيد
اللغه العربيه فتضرب وتحرق قال ما الحيله؟ قالوا ادفنوا معه الشيخ الطوسي
وهو عليم بهذه الامور كي يساعدها في الجواب في القبر اقتنع هولاكو ففرحوا
به ثم استدعى هولاكو الطوسي واخبره بالامر فقال الطوسي ايها الخاقان ان ما
يقولونه صحيح ولكني وضعت نفسي لمساعدتك في القبر واني اعلم كل شيء عنك وان
امك انسان بسيط ضع هذا الشيخ الذي اخبرك به مع والدتك فانه يساعدها فاقتنع
الامير و امربدفن المخبر حيا مع والدته ولم يلبث الا قليلا اخبرالطوسي
للامير بان السؤال انتهى فطلب منه اخراجه من القبر واخرج وهو حي ربما هذه
الروايه مختلقه لان هولاكو لم يكن جاهلا الى هذا الحد
مؤلفاته :
ترك
الطوسي مؤلفات في كل أبواب المعرفة في عصره، كالهندسة والجبر والمثلثات
والفيزياء، وكتب في المنطق والأخلاق والتربية، وله كتب في العلوم الفلكية،
كالفلك والتنجيم والاختبارات والإسطرلاب، وكان للفلسفة عنده بموضوعاتها
المختلفة مكانة مهمة، بالإضافة إلى مؤلفاته في السياسة وعلم الكلام، كما
وضع كتباً في التاريخ والجغرافيا والطب، علاوةً على الشعر وفنّه، وكانت له
أيضاً أسرار مهمة في التصوف الفلسفي البحت
ما يقارب ( 184 ) كتاباً ،
في مختلف العلوم ، ونذكر منها :
(-1تحرير إقليدس ) في علم الرياضيات
. ( -2ديباجة الأخلاق الناصرية ) في علم الأخلاق .
( -3تفسير سورة
الإخلاص والمعوّذتين ) في علم التفسير .
( -4واقعة بغداد ) في علم
التاريخ .
( -5جواهر الفوائد ) في علم الفقه .
( -6الصبح الكاذب )
في علم الجغرافيا .
- ( -7تعليقة على قانون ابن سينا ) في علم الطب .
( -8آداب المتعلمين ) في علم التربية .
( -9أساس الاقتباس ) في علم
المنطق .
( -10شرح الإشارات ) في علم الفلسفة والحكمة .
(
-11تجريد الاعتقاد ) في علم الكلام .
ومن مؤلفاته كذلك "تحرير الكلام"،
وقال فيه:"إني مجيب إلى ما سئلت من تحرير مسائل الكلام وترتيبها على أبلغ
نظام، مشيراً إلى غرر فرائد الاعتقاد، نكت مسائل الاجتهاد مما قادني الدليل
إليه وقوى اعتقادي عليه".
وفي الرياضيات للطوسي إبداع مهم، ففي
المثلثات كان أول من وضع فيها بشكل مستقل عن الفلك، فأخرج كتاباً فريداً
اسمه "كتاب الشكل القطاع"، وهو وحيد في نوعه، ترجم إلى معظم اللغات الحية،
وبقي لمدة طويلة يُستقى منه في علم المثلثات، والطوسي هو أول من استعمل
الحالات الست للمثلث الكري القائم الزاوية، وفي الكتاب براهين مبتكرة
باعتراف الجميع.
أما في علم الفلك فله كتب عديدة وإنجازات مهمة، منها
الزيج الأيلخاني، وفي الزيج الأيلخاني تمكن الطوسي من إيجاد مبادرة
الاعتدالين وكان هذا الزيج من المصادر التي اعتمد عليها في عصر إحياء
العلوم في أوروبا.
وله "التذكرة"، حيث عرض لنظريات فلكية، صعب على
الكثيرين فهمها، ما اضطر العلماء إلى شرحها في رسائل وكتب، وفي هذا الكتاب
انتقد كتاب المجسطي واقترح نظاماً جديداً للكون أبسط من نظام بطليموس، ودرس
في هذا الكتاب أحجام بعض الكواكب وأبعادها.
"، وما إلى ذلك من المؤلفات
والرسائل وصلت أعدادها عند بعض الباحثين إلى حوالي 274مؤلفاً ورسالة في
مختلف فنون المعرفة
توفي الشيخ نصير الدين الطوسي في مدينة بغداد ،
سنة 672 هـ الموافق1284 م، ودفن في مقابر قريش بجوار مرقد الإمام الكاظم (
عليه السلام ) حسب وصيته ومزاره معروف الى يومنا هذا في داخل الحضره .عاش
خمس وسيعون عاما في فترة كلها حرب ودمار الا انه لم يترك العلم ودراسة
الفلسفه استطاع بعمره الزاخر بالحوادث ان ينقذ العلماء من سيوف التتار
ويبني مرصدا عالميا للنظر في اتجاه النجوم ما يعرف بيومنا هذا بعلم الفلك
ويبني مكتبة عظيمة زاخرة بانواع الكتب في جميع العلوم وقد نسب لهولاكو
اجحافا ( وانا لا ادافع عنه لان المغول ليسوا باتراك وفعله اكثر بكثيردمارا
ببلاد الترك ما فعل لبلاد العرب) انه القى جميع الكتب في بغداد الى نهر
دجله وهذا كذب وافتراء لو انه اراد باتلافها لامر باحراقها اهون عليه من
حملها ورميها الى ماء دجله
البريد الإلكتروني للمرسل: sajjadbayatli@yaho.com