منتدى تركمان الجولان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تركمان الجولان


 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سحاب
مشرف عام
مشرف عام
سحاب


الجنس : ذكر نقاط : 5368
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
الموقع : دمشق

تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Empty
مُساهمةموضوع: تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم   تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 4:10 pm

.
تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها



محمد قاسم أمين

هذه نص المحاضرة التي ألقاها المؤرخ والأديب الأستاذ محمد قاسم أمين تركستاني في نادى مكة الثقافي الأدبي في 1 / 2 / 1414 ـ هـ

الحمد لله نحمده و نستعينه . نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له وانه القائل إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وأصلي و أسلم على خاتم أنبيائه وجميع رسله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ومن دعا بدعوته والذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

سيدي معالي الدكتور راشد بن راجح مدير جامعة أم القرى ورئيس نادي مكة الثقافي وسعادة مدير النادي وأساتذتي الدكاترة واخوتي الحضور . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يا معالي الدكتور راشد والدكاترة والأخوات الحضور لعلي لا أقف أمامكم وعلى هذا المنبر الأكاديمي المضيف ولا أستحقه إلا من كريم فضائلكم وجميل تواضعكم وسماحتكم الكريمة ، واستسمحكم عذرا إذا قلت خطأ أو غلطت أو نسيت. حيث أن الإنسان لا يسلم من خطأ والكمال لله وحده . والله من وراء القصد ، موضوعنا اليوم تحت عنوان ( تركستان الكبرى ماضيها و حاضرها ).

تركستان كلمة تناقلتها الصحف وتناولتها الإذاعات وألف فيها مئات الكتب والدواوين بلغات شتى منذ عهد النهضة الحديثة منذ ما يقرب من مائتي سنة وفي عهد التلفاز عرضت علينا كثير من المحطات التليفزيونية في الشرق و الغرب موقع هذا البلد المعطاء المسلم عبر أحداثها ومحنهاوتراثها وثقافتها ومن بها وما عليها وما علينا لها . من حقوق و واجبات . وقد عرض تليفزيون المملكة يوم الثلاثاء الفائت برنامج ( الفروسية والزمن ) عن مظاهر الحيات القومية في تاجكستان من إخراج وتقديم الدكتور محي الدين مندور وأنا في هذا المنبر أشكر لمقام وزارة الإعلام السعودي ولوزيرنا الملهم الأستاذ علي الشاعر وقبله معالي الدكتور محمد عبده يماني في تقديم تركستان ككل أرضا وشعبا علما وحضارة وثقافة وتاريخيا . وبالتالي أشكر الأستاذة أصحاب الفكر والقلم رؤساء الصحف والمجلات والنشرات في سائر مناطق المملكة حيث كثفت وتكثف البحوث والمقالات حيال تركستان الكبرى التي مل تحظى بلد قط بمثل ما حظيت به تركستان أمةذات حضارةوتاريخ مجيد .وقد أخذت تركستان من مآثر الإسلام الكثير الكثير وخدمت تركستان أو قدمت تركستان خدمات جليلة للإسلام والمسلمين على سائر أقطار الأرض ونحن إذ نقول : تركستان نعني بلدا عريقا ذو حضارة و نماء في تاريخ البشرية كلها عبر آلاف السنين بل نعنى بالتركستان بلدا ذو مساحة واسعة شاسعة الأطراف إذ تبلغ مساحتها الإجمالية من شرقها إلى غربها ما يقارب ستة ملايين كيلومترا مربعا من الأراضي الخصبة المعطاءة تحفها الجبال والرماد والوديان ومنخفضات جهلت الإنسانية عن كنهها حتى الآن . وبها صحارى قاحلة لا حدود لها وبرارى ذات آكام من رمال متحركة وجنان وارفة الظلال و واحات تمتد إلى المئات من الكيلومترات طولا وعرضا في مناطق متعددة وإذا تكلم شخص ما عن تقليص الواحات في الصين و روسيا فهي في تركستان الكبرى ولها خصائص فطرية وحضارية لم يحض بلد بمثلها قط من قبل طريق الحرير وكهوف ألف منزل ومنزل وسراديب أرضية تجري فيها الأنهار من آبار ارتوازية تسقى بلدانا ومناطق زراعية شاسعة في منطقة تورفان ، بجانب آثار ثقافية قديمة من بقايا مدن بأكملها مثل حاضرة إديقوت بالقرب من منطقة لوب نور .. ولم ترو بلد من البلدان بمياه وأنهار تفوق الخيال مثل تركستان حيث أن منطقة تركستان الكبرى بجبالها الراسيات مستودعات الثلوج مخازن الماء العذب لقارة آسياالشرق كله .

ونحن إذ نقول ترك أو تورك بالراء بعد التاء نعنى بذلك الأقوام المميزة عرقا وسلالة من سائر الشعوب الناطقة في قارة آسيا وكلمة ترك أو تورك هي الأصح اسم لهم يشمل لأقوام الهون قديما ومغول وأويغور وتتار وتاجيك وقازاق وقيرغز وأزبك وغيرهم شعوبا وقبائل تنتمي عرقا وسلالة ولغة لعائلة آلتاي تنتسب إلى سام بن نوح عليه الصلاة والسلام وكلمة ترك لغة تقابل ( العماد ) في اللغة العربية ، ولعل أول من أقسم بالترك أحد أبناء ملوك الهون قبل التاريخ وأن منطقة آلتاي منطقة جبلية تمتد من سهول ومرتفعات سيبيريا غربا إلى سواحل الهر الأصفر شرقا وهي مهد الأتراك منذ الأزل حيث لم تذكر كتب التاريخ قديما وحديثا عن وجود أقوام في المنطقة قبل الأتراك إطلاقا (1) وإذا راجعنا لمراجع موثوقة للقرن الحادي عشر الميلادي نرى العلامة محمود الكاشغري اللغوي يقول في كتابه القيم المسمى بـ ( ديوان لغات الترك ) (2) إن تركستان الكبرى يحدها غربا البحر الأسود وشرقا النهر الأصفر وشمالا سهول ومرتفعات سيبيريا وجنوبا شبه جزيرة الهند ويشمل خراسان وبلاد الأفغان ووادي كشمير وجبال بامير وسهل بدخشان وهي من منابع عامودريا ( السيحون ) قديما وتسمى روافدها العليا بـ زرفشان في جمهورية تاجكستان الآن وتضم قسما منها جمهورية أفغانستان الإسلامية .

وذهب العلامة محمد أمين بوغرا إلى أبعد من ذلك مستقاة أقواله من مصادر وصفها بالثقة والاعتماد (3) ونحن في هذه العجالة نكتفي بما قلناه آنفا من حيث اتساع منطقة تركستان الكبرى . بل نرجع القهقرى إلى الحدود الدولية المعروفة الآن ولو أن هناك ما يثير الانتباه من حيث توسع العمدي من قبل بعض جاراتنا سابقا ، على غرار زيد أخو عمرو لو ضرب أو ضرب وتركستان الكبرى منا والينا جميعا .

وكان أتراك الهون والمغول والأويغوريون والأخيرة بكل فصائلها وقبائلها يعيشون عيشة بدائية مثلهم مثل أهل البوادي في الجزيرة العربية منذ أمد بعيد ولكنهم عاشوا حسب تطور البيئة في أنماط الحياة البشرية قسمها علم التاريخ إلى قسمين أساسيين الأول عهود ما قبل التاريخ والثانية عهود ما بعد التاريخ وأما الأولى قسمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي العهد الحجري البدائي والعهد الحجري المنحوت ثم العهد المعدني أو كما اصطلح به علماء التاريخ وأنتم أعلم الناس بذلك . وقد عثر علماء الآثار على مكامنة أثرية في أكثر من منطقة في أراضي تركستان الكبرى شرقا وغربا .

وعلى حسب تقديرهم أعمار تلكم الآثار قالوا إن عمر بعضها يرجع إلى 9000 سنة قبل التاريخ ( المصدر السابق للسيد محمد أمين بوغرا ) .

ويقول الفقيه العلامة المجاهد السيد محمد أمين بوغرا في وصف مختلف المناطق الأهلة بالسكان في عموم تركستان الكبرى وخاصة في حوض تاريم وجونجار في منطقة تركستان الشرقية إن هذه المنخفضات تاريم وجونجار كانت بحارا كسائر الأحواض الموجودة حتى الآن في أطراف و وسط منطقة آسيا الوسطى وكانت سواحلها مدنا ذات حضارة وذلك قيل عشرة آلاف سنة تقريبا وعلى تخمين علماء الجيولوجيا الأجانب ، ولم تكن الكهوف والمنازل المحفورة أو المنحوتة إلا قصورا وأماكن اصطياف للملوك والسلاطين (4) وأكثر الآثار المستخرجة حتى الآن نتيجة حفريات الجيولوجيين في المنطقة المصنوعات الخزفية من أوان وأدوات الزينة والخواتم وخلاخل كانت تستعملها النساء وازيار ومواعين الزيت والحبوب يرجع تاريخها إلى أكثر من عشرة آلاف سنة قبل الميلاد (5) .

ويقول الأستاذ محمد أمين بوغرا في كتابه القيم في باب تركستان والتركستانيون في عهد المعادن . إن صحراء جوبى وتكلماكان وقزوين قوم وقراقوم من الأماكن التي لا يمكن الحياة فيها لكائن حي إطلاقا في الوقت الحاضر بينما كانت تلك المناطق في العهود القديمة آهلة بالسكان ذات مدنية وحضارة حيث أن الأرضلوكيين من مختلف الجنسيات من الغرب اكتشفوا الآثار القيمة التي تنبئ بوجود حضارة متقدمة وذلك عندما اكتشفوا بقايا قصور منيعة وقلاع حصينة وأدوات الزراعة والرى وبلدان مطمورة وقرى مهدمة وجداول الماء ومجارى الأنهار المصطفة وقد قننوا الرى والصرف وبنوا أحواضا لحفظ الماء العذب وكذلك وجدوا في منطقة آسيا الوسطى أدوات مصنوعة من الفخار والحديد والبرونز والنحاس وحديد الزهر يعود تاريخها 9000 سنة قبل الميلاد (6) .

ويقول العلامة القطب السيد محمد أمين بوغرا في كتابه آنف الذكر أيضا أن بعثة أرضلوكية عملت حفريات عديدة في المناطق الواقعة شرقا من بحر قزوين إلى مشارف مدينة عشق آباد ومروا بحثا عن الآثار القديمة ثم حصلت في منطقة آجو آثارا ذو حضارة عريقة جدا وذو قيمة علمية يرجع تاريخها إلى أحدى عشر ألف سنة قبل التاريخ ولكن العلامة السيد محمد أمين بوغرا لم يذكر تاريخ هذه البعثة بينما قال يرأسها مستر pompeluy لعل الأستاذ يفرض فومنى عبد الفتاح إيراني الأصل مؤلف تاريخ جيلان 1517 ـ 1627 ويقول ثم عرضت هذه الآثار لعالم أثري أمريكي قال فيها أن منطقة آسيا الوسطى سبقت بعهد المعادن قبل الآخرين بألف عام تقريبا (7) .

ونحن إذا تتبعنا آراء المؤرخين والمستشرقين والارضلوكيين نجد منطقة آسيا الوسطى هي العمود الفقري لقارة آسيا كلها بما فيها منطقة اوربا التي هي جزء من آسيا وإنما سميت قارة على اصطلاح الجغرافيين ونجدها مهد الآراميين من ولد سام بن نوح حيث يكاد يجمع المؤرخون وعلماء علم الأجناس بأن منطقة آلتاي مهد الترك أولا ثم إنها المهد لحضارة سادت ثم بارت منذ آلاف السنين . وباعتبار أنها مهد الترك قديما وحديثا نرى أنماطا مشابهة لسمات عائلة آلتاي العرقية يعيش أقوام منهم على سواحل بحر الصين جنوب شرق آسيا وغربها على ألوف الجزر في جاوا وبلاد الفلبين بسماتهم المعروفة عرقا وشكلا وهي الوجوه المستديرة وأنوف أقرب إلى الفطس ذو مناكب عريضة وعضلات مفتولة تميل إلى البياض أكثر من السمرة وفي نبرات صوتهم الخشونة وترى الصمود في إرادتهم وكذلك ترى قسمات وجوه النساء منهم أقرب إلى رجالهن يحملون أسماء تركية حتى الآن .

لم تكن حضارة تلكم الأقطار النائية منذ ظهورها على الملا قاصرة على جانب أو اثنين من التطور البيئي البطيء أو المطرد وإنما هي شملت مختلف أوجه الحياة الفطرية والمكتسبة التي تحتاج إلى عقل وأفكار وائتلاف بعضهم ببعض بقصد النيل لعيش ميسور وغد أفضل من أسس بعمل دؤوب وشموخ إرادة وأحكام التصميم . نرى فى قراهم ومنازلهم القديمة آثار مدنية شاملة من صيد وزراعة وصناعة وتعدين حيث ترى من الجبال بيوتا نحتوها وكهوفا تحت الأرض زينوها وأراضي مستصلحة زرعوها وأخاديد في الأرض شقوها بحثا عن المعادن فيها الحديد والذهب والفضة والنحاس والرصاص والفحم الحجري العائدى وقد شقوا باطن الأرض أميالا وجعلوها وهادا ككهوف واسعة الأطراف وإنما هي سراديب ضخمة هائلة : هنا وهناك وقد أفرغت محتوياتها من المعادن منذ أقدم الأزمنة والمغابر من الأيام الخالية .

ومنذ أن اكتشف الإنسان النار فتحت له آفاق واسعة حيث عرف الإنسان استخدام النار بوسائل شتى ومعارب لا حصر لها . ويقول بعض علماء علم الأجناس أن أقوام المغول أو الهون قديما المنتمية إلى عائلة آلتاي العرقية هم الذين اكتشفوا النار في العهد الحجري المنحوت حيث استبرقت شرارة من جراء ضرب الحجر بحجر فقننوها ومن هذا المنطلق منطلق اكتشاف النار وانفتاح الآفاق أمامهم من مادة النار صاروا يعظمونها بل عبدوها دون غيرها من الأجسام والأجرام وبالتالي عظموا الموقد أيا كانت حتى اصطلحوا باستعمال كلمة موقد لمجمع عرقهم وسلالتهم ولغتهم ولأنسابهم ولتواريخهم بمثلما استعملت العرب المنازل والحنين لها وعليها وقد تغنى العرب للمنازل وموارد الماء وعظموها أبا عن جد حتى يومنا هذا (Cool. بينما كانت الشعوب البدائية في العالم آنذاك يعيشون في الكهوف والغارات وتحت الأشجار والأخاديد الأرضية وداخل جذوع الأشجار في الغابات النائية كانت الأتراك قد تمدنوا وبنوالهم بيوتهم من اللبن والحجارة ومن جذوع الأشجار ولم يذكر التاريخ أن الترك كانوا يسكنون الكهوف والغارات مثل غيرهم من الشعوب إلا أن أقواما من قبائل قرغيز وقازاق كانت لهم مخيمات وعلى طراز مميز وهي إحدى معالمهم التاريخية والثقافية ونزعتهم القومية المتفاخرة بها حتى الآن حيث تكلف الخيمة الواحدة منها بألوف الدنانير ولا يمتلكها فى الوقت الحاضر إلا النبلاء وسلالات الأشراف منهم وقد تكونت عندهم مايشبه الحكم أوالامارة فى الاسرة ثم فى الجماعة الواحدة ثم فى مججوعات ولهم نظمهم وعاداتهم وتقاليدهم وبرغم ذلك كانت البداءة تغلب طباعهم يستحوزون وديانا وسهولا ذات ماء وعشب يرعوا فيها مواشيهم وكانوا ويسمحون لمن يستجيرهم بالرعى والسقيا ويحتفظون حقوق القنص والغنم فى الغزوات لانفسهم دون المستجير إلا اذا تصاهروا معهم وخاضوا المعارك لسلب ونهب حيث أن اكثر اقوام الترك فى اسيا الوسطى ومنغوليا ومرتفعات سيبريا كانوا يعيشون عيشة البدو الرحل حيث العشب والكلأ وكانت سواحل الأنهار ومساقط المياه في سائر الوديان والسهول مزدحمة بالسكان فأنشأوا هناك خانات وإمارات تعاون بعضهم بعضا وتغير بعضهم على بعض لاتفه الأسباب ولأجل هذا تكونت بل تفرقت قبائل الترك إلى أكثر من ثلاثين قبيلة . ذكر العلامة محمود حسين الكاشغري في كتابه ( ديوان لغات الترك ) عشرين قبيلة بأسمائها . ونتيجة بحث واستقصاء حصلنا على أسماء جميع القبائل المتعارف عليها منذ أمد بعيد (9).

وأما القبائل التي تسموا بـ اويغور أو اوغوز أو توقوز اوغوز تعنى الإيلاف كإيلاف قريش من قبائل وفصائل متباينة في عهد نضر بن كنانة الجد العاشر للنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل في عهد فهر بن مالك . قال بن إسحاق إنما سميت قريش قريشا لتجمعها بعد تفرقها (10) . ويقول علامة السيد محمد أمين بوغرا أن أتراك آسيا تعرضوا بعدة صراعات دموية فيما بينهم وكذلك الهون قديما والمغول منهم . تعرضوا في حوالي الألف التاسع قبل الميلاد للجفاف من جراء انحسار بعض الأنهار وذوبان الثلوج المخزونة وهدر بعضها في غير موسم الزراعة وانحسار بعض الأحواض الكبيرة حيث أن بلاد الترك تشتمل على العشرات من البحيرات البرية مثل بحيرة بايقال في الشرق من منغوليا بحيرة بالقاش في قازاقستان وبحيرة باغراش في حوض تاريم بالقرب من مدينة كورلا وبحيرة سايرام في ولاية ايلى وبحر آرال وبحر قزوين وأصغر هذه البحار بحيرة اسق كول في قرغزستان وبحيرة بوغدا على الشرق من مدينة ارومجى العاصمة للتركستان الشرقية الآن . فبحيرة اسق كول تعني الحوض الساخن وهي الأصغر حجما بعد بحيرة بوغدا . إذ تبلغ مساحة اسق كول في مائتين وسبعين كيلوا مترا طولا وثمانين كيلوا مترا في العرض في الوقت الحاضر ولم تزل تنحسر مياه هذه البحيرات سنة بعد أخرى وقس على ذلك منخفض تاريم وجونجار وقد جفت منذ آلاف السنين ومساحة كل منهما تزيد عن خمسمائة كيلوا مترا مربعا وقد علت على حوض تاريم كثبان الرمال العاتية وانقلبت إلى صحراء قاحلة جرداء وتعلوا بعض الكثبان الرملية المتحركة إلى أربعين مترا تعوق غشيان أي كائن حي إليها ولو كانت شاحنات عملاقة مما إنتجتها التكنلوجيا الحديثة وقد أسهبنا في وصفها في مقالى سابق سوف تنشر أو نشرته إحدى جرائدنا المحلية في المملكة في هذا الشهر .

ومن جراء تقلبات الجو والأعاصير المدمرة والسيول الجارفة والفيضانات أحيانا ونقص الحاصلات الزراعية ونقف الأغنام والمواشي وزحف التربة إلى الوهاد العميقة والشتاء القارس والصيف اللاهب قد صعب العيش فيها حينا من الدهر في الألف التاسع قبل الميلاد وبسبب ذلك ظهر في الأوساط المحلية في السكان السلب والنهب وسادت فيها شريعة الغاب فاندثرت عقود المجمعات البيئية وأصبح العيش للغالب منهم وللضعيف الهلاك والدمار فقامت جماعات وأفواج من الأويغور إلى الهجرة إلى مناطق أخرى من العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فاصطدمت الجموع المهاجرة بأقوام غربية عنها في عقر دارهم واستولوا عليها أو استباحوا حلا لهم أو استجاروا عليهم ليعيشوا معهم لما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات فوصلوا إلى بلاد قفجان في بلاد الأفغان وإلى إيران الفرس وإلى الهند وأوربا وإلى الصين وكشمير وبلادا كثيرة غيرها . ومن هذا الأفواج المهاجرة الأوار الذين استوطنوا في بلاد الرافدين ولعل الأوار ـ أجداد أمة الأكراد في الوقت الحاضر والتتار منهم حيث عاشوا على مرتفعات وسهول جبال أورال . وللتركستان الكبرى بحيرة كبيرة في أذبكستان باسم أورال تصف فيها كل من نهر جيحون وسيحون وفي تركستان الشرقية الآن أكثر من عشر بحيرات مالحة تعتبر إحدى روافد الدخل القومي لوفرة أنواع مختلفة من فصائل السمك اللاحمة .

ونحن تكلمنا سابقا عن الهجرة الجماعية من سهول آسيا شرقا وغربا من جموع الترك العرقية الفضائل إلا أن بعضهم بالرغم من المهلكات وبوار الممتلكات وصعوبة الحياة لم يبرحوا منازلهم وصبروا عليها صبر المستميت وبعد تهدئة الحال بعد المئات من السنين تحسنت أحوالهم فتكونت هناك حكومات ودولا عرفت بأسماءها المختلفة وعلى وحدات القبائل العرقية والقومية والدينية ردها من الزمان . حيث غزتها مختلف الديانات الوضعية بخرافاتها وهمجيتها أو انحلالها منها الشامانية والمانوية والبوذية والأخيرة تغلغلت إلى أبعد الحدود والسدود من سهول ووديان آسيا بما فيها الصين شرقا ومنطقة بخارى وخراسان غربا وإن أكثرية الإبنية القديمة ذات هندسة برجوازية حالمة ترجع انتماآتها إلى الديانة البوذية في بخارى وقيل إن اسم بخارى مأخوذة من اسم إحدى تلكم الدور التعبدية للديانة البوذية كانت شهيرة بـ ( بخارا ) بالألف وبخارى بالياء لغة ـ ولكنها عديمة المعنى من الأسماء الجامدة (11) .

نأتى إلىكلمة أويغور ثانية فنقول إنها كلمة جامعة واسم سياسي تشتمل على معظم القبائل التركية . منهم فصائل أزبك وكذلك كلمة ارفوز تعني الأبناء تقابلها باللغة العربية كلمة ابن فلان فيقول أتراك الشرق لبعض تجمعاتهم توقوز أغوز تعني اتحاد تسعة من قبائل الترك . فعلى هذا تكونت هناك عدة دويلات في الشرق والغرب (12) .

وقد اتصفت بعضهم أو عرفت بالألوان حيث تقول ( سريق أويغورلار ) و ( قارا أويغورلار ) و ( آق أويغورلار ) تعني أويغور الأصفر والأبيض والأسود وإن أكثر سكان منشوريا من أصل أويغورى وخليط من فصائل الهون والمغول . والصين ولكن نسبة الصينيين أقل بالنسبة للآخرين منهم سلالة مان آخر ملوك الصين التي حكمت لأكثر من أربعة قرون والتي انقرضت بقيام نظام الجمهورية في الصين سنة 1911 م .

وكانت دول وخاقان الأويغور معرضة لهجوم جيرانها من الشرق والغرب من هم الصينيون والفرس وأقوام الهون قبل وبعد التاريخ وقد انضوت مرارا وتكرارا تحت مظلة الهون واتحدت معها . بالرغم من وجود دول بأكملها في سهول آسيا الوسطى ومنخفض تاريم وجونجار وقد انكسر ومل تقم أنذاك قائمة لسلالة المغول (13) .

وبهذه المناسبة نذكر بعض حكومات ودول الأيغور الترك في آسيا الوسطى للمثال لا الحصر.

أولا : قامت هناك دولتان أويغوريتان قسمت احديها (آل ابلتر) والثانية (كول أركن) وإن مختلف الروايات الفارسية والصينية تقول أنهما قامتا بعناصر قبائل باسميل العرقية حيث كانت هذه السلالة متقدمة على غيرها من حيث لياقتها للحكم والإدارة ملمة بأمور الراعي والرعية ونظم التجارة والمال والاقتصاد ثم اتحدتا في دولة واحدة وكانت الأولى تكونت عن تجمع عشرة من القبائل العرقية والثانية بتسعة منها فأصبحت الدولة الموحدة تشمل في سلطانها تسعة عشر من قبائل الترك العرقية ولكن هذا الاتحاد كان بصفة كونفدرالية تحكم نفسها بنفسها متساويتان في الحقوق والواجبات وكانت الولاية ارثا لأبناء الأسرة المالكة دون الأثاث . وأما بالنسبة للشؤون العسكرية والحرب والاتفاقات الدولية والصلح أو التفاوض وقرارات الحرب والسلم والشؤون الخارجية تحسم وتقرر بمعية الطرفين كوحدة متماسكة (14) .

غير أن هذه الوحدة لم تدم طويلا وانفرطت عقدها لأسباب لا نعلمها ولم يذكرها المؤرخون وبالتالي لم يحددوا تاريخ هذا الاتحاد والانفصال وما حكمها وما هي أسبابها ولكن المؤكد تاريخيا بأن مدينة كاشغر كانت عاصمة هذه الدولة المتحدة وتسمى ملكها بـ ( قاراخان ) وكان الأويغوريون أتراك الشرق يحبون اللون الأسود ويعظمونه مثلهم مثل العباسيين الذين ليسوا الأسود أو تعموا بالسواد فكلمة قارا أسود وخان الملك غير أن دولة القاراخانيين كوحدة متماسكة أو كونفدرالية عاشت قرونا عدة بعد أن هزمها أقوام الهون الترك قديما وتوغلوا إلى وديان وادي تاريم وجونجار وسهول آسيا حيث استغلوها كمصدر رزق بالمحصولات الزراعية وكاستراحات موسمية لجنودهم ومشتى ومصيفا لملوكهم وجنرالاتهم وقوادهم وكمرعى لخيولهم . وساحات قنص وتدريب للكوادر منهم ردها من الزمن (15) . حتى قامت قائمة القاراخانيين مرة أخرى في أواخر القرن الثامن الميلادي بعد انقراض دولة الساسانيين المشترك بين الأويغور أتراك الشرق وبين الفرس (16) ومن ملوكهما أفراسياف الذي بنا مدينتي بخارى وكاشغر واتخذ خراسان عاصمة لملكه وذلك في القرن الخامس الميلادي وإن غزوة مهلب بن أبى صفرة سنة 86 هجري الموافق 605 م كانت في عهد كولتكن خان وهو الذي كان يقاوم غزاة العرب المسلمين في بلاد ما وراء النهر أنذاك وقد انقرضت دولة الساسانيين بنهاية انوشروان . ومن دول وحكومات الأيغور الترك ( كوكترك لار ) ومن ملكها بوقا خان وقبلهما دولة يفتل ومن ملوكها جوجان خان . وفي فترة ما انقسمت دولة ( كوكترك لار ) إلى قسمين أو إلى دولتين توركش وقوتلوق . ثم انقسمت الدولتان إلى خمس دويلات صغيرة ومن ملوكهم كولتكن خان ، إيلش خان ، تركش خان ، اوج الة خان , باناتورخان .



أقوام الهون والصين

لم تكن لكليهما دولة موحدة متماسكة حتى القرن الخامس قبل الميلاد بينما كانت للهون شكيمة ومنعة في سهول سيبيريا وبلاد المغول حتى سواحل البحر ومنشوريا . كانت الصين منقسمة على نفسها لم تجمعهم جامعة وكان بها العشرات من الحكومات المحلية مستضعفة بعضها لبعض وقد عرف الهونيون الترك أن السهل الصيني في الجنوب من النهر الأصفر أخصب أرضا وأكثر نماء وفي منخفضاتها الخير وفي أهاليها الذل والفقر والاستكانة . فاقبلوا إليها بخلاف مصطلح الجغرافيين الآن من على مرتفعات سيبيريا من الشمال إلى الجنوب فيقول قائلهم ليمينه وهو المشرق شمالا أو يسارا وإلى الغرب يمينا ولدولة الهون آنذاك قبل التاريخ بمائتي عام قلب وجناحان فيقول لجناح الشرق سول بيلكة خان . والجناح الغربي اونك بيلكة خان ومن أبرز ملوكهم أوغوزخان تذكره الحوليات الصينية بـ مته خان ولأوغوز هذا جولات مدمرة هالكة في غزواته لسهول الصين وأراضيها الخصبة ففكرت إحدى حكومات الصين في بناء سد يمنع الهون الترك من هجماتها على الصين وذلك قبل خمسة مائة عام قبل التاريخ على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف وخمسة مائة كيلو مترا من الشرق إلى الغرب ولكن هذا المشروع العملاق يتطلب مبالغ هائلة جدا فاختصرتها ببناء نقاط حساسة على الوديان السالكة والتقاء مشارف الجبال فلم تتمها متصلة متماسكة غير أن هذا البناء المتقطع لم يف بالغرض ولم تسلم الصين من هجمات الهون الترك حتى سنة 216 قبل الميلاد وعندها قد توحدت في الصين دويلات وحكومات تحت قيادة أسرة خه ن . فأعادت بناء السد متصلة متماسكة استغرق بنائه خمسة عشر عاما بعد أن سخرت فيه أكثر من مليون وخمسة مائة ألف عامل وعاملة يجلبون إليه التراب المتماسكها من على ضفاف النهر الأصفر مثل تربة الأجور الأحمر في المملكة ـ بلاد الشرق ـ وكانوا يكبسون جثث موتاهم في البناء نفسه كحقنة من التراب . يطول ذكر تفاصيلها في هذه العجالة وقد شاهدتم أفلاما ترون السد وقد أصبح من أعظم عجائب الدنيا طولا وضخامة .
انسحبت سلالة القاراخانيين إلى مرتفعات سيبيريا عندما داهمت جحافل الهون البلاد . فاتخذت تلال جبال أورال الجنوبية مقرا لبلاطهم وسموها بـ ( التون أوردا ) البلاط الذهبي كحكومة المنفى وكانت محظوظة الأسرة الدولية .
الهون وأباطرتهم التاريخية
ولدى سقوط دويلات تركش واخوتها استعادت هيبتها ونجحت حتى قامت لها القائمة فىالقرن تاسع الميلادى . إن اباطرة الهون كثيرة وتعددة ولكن التاريخ أبرز ثلاث شخصيات منهم وأولهم أوغوزخان ،ثم آتيلا.ثم آفراسباب .وأما اوغوزخان نجح فى تأسيس إمبراطورية عظيمة في الشرق وبقيت الصين تحت تأثيرها ردها من الزمن وكانت تعتبر الصينيين عبيدا يجب أن يكونوا تحت سلطانها مهما كلفها الأمر . وفى كثير من معاركه الفاصلة داهمت جيوش الهون إلى عقر دار الصين حتى وصلت إلى ضفاف نهر جنجيانج العظيم وشريان الحياة كلها والعامود الفقري لكل الحضارات البائدة والسائدة في الصين والجدير بالذكر أن روافد النهرين العظيمين في الصين ومنابعهما في أرض الأتراك وجبالهم الراسيات مثل مرتفعات وسلسلة كيونلون وبامير وخانتنري وجبال آلتاي وتبلغ امتداد مجرى النهرين الأصفر وجنجيانج لأكثر من تسعة آلاف كيلومترا وكلاهما يصلح فيه الملاحة المحلية والدولية إلى عمق ألفين وخمسمائة ميل بحرى وقد كثرت مداهمات الهون على سهول الصين الخصبة بالرغم من وجود حائط الصين الفاصل بينهم وبينها وأبرمت بينهما عدة معاهدات رسمية وجرى تبادل السفراء لتأمين حسن الجوار وعدم الاعتداء على بعضهم البعض ( ودفع الرهان ) وهو أن يرهن طرف إلى الطرف الآخر أعز شخصية في بلاط وقد يكون أميرا من أمراء البلاط ضمانا للمرتهن على الراهن وكان أوغوزخان … أحد هؤلاء الأمراء من بلاط الهون إلى بلاط الصين ولكنه ركب حصان ملك الصين وهرب إلى بلاط أبيه في بلاد الهون منغوليا الآن وصادف أن جرده أبوه من ولاية العهد إلى أخيه من أم أخرى فغضب ودبر ثورة عارمة على بلاط أبيه وقتل من فيها وأعلن نفسه ملكا لإمبراطورية الهون وذلك سنة 216 قبل الميلاد . ويطول تفصيل ذلك (17) .


أغوزخان وشعار الذئب الرمز

ولكل أمة رموزها في القومية تتخذ هذا الرمز من بناية أثرية أو قلعة ذات تاريخ أو شجرة تندر وجودها عند قوم آخرين أو حيوانا أو نسرا أو عقابا أو الأسد . اتخذ الهون الترك الذئب رموا أو شعرا ولا مد غير قصير ولم يزل بعض الأتراك في الشرق يتخذونه رمزا أو سمة مميزة وله قصة بأن أوغوزخان مته هذا بعد انتصاراته العظيمة على الصين وما جاورها من البلدان وتوحد مع مماليك الأويغور في آسيا الوسطى ومنخفض تاريم وجونجار اتجه نحو الشمال الغربي من سهول آسيا مارا بمرتفعات سيبيريا من القسم الغربي وكان معه أكثر من أربعة مائة ألف من جيوشه وأتباعه بعشيرتهم وعوائلهم وقعوا في تيه لايجدى به السير من أي اتجاه يتجهون . وهم في حيرتهم هذه يواجهون الموت والفناء رأوا ذئبا أزرق اللون يتجه إليهم وعندما وصل الذئب إلى مشارف مخيمهم قفل راجعا فكأنه أشارة بدت منه ليتبعوه فتبعوه وما هي إلا ساعة أو بعض ساعة اهتدوا إلى طريقهم الذي يقصدونه فاتخذ أوغوزخان قراره بأن يكون الذئب شعارا لهم وسمة مميزة لدولتهم (18) ويقول التاريخ إن أغوزخان في توغله هذا وصل إلى سواحل البحر الأسود ولهذا قال العلامة اللغوي الأديب المؤرخ محمود بن حسين الكاشغرى إن حدود تركستان الكبرى غربا البحر الأسود (19) وقد كتب بعضهم في أوغوزخان أساطير وحكايات أغرب من الخيال في ولادته ومهدر صباه وتكوين ملكه العريض وهو غلام .


آتيلا ملك الهون وقاهر أوربا

وأما الشخصية الثانية من أباطرة الهون . آتيلا قاهر أوربا وإن آتيلا هذا عاش ومات في القرن الخامس الميلادي ونقل سلطته إلى أوربا وفرض عليها من مائة سنة 432 إلى سنة 553 حيث توفى في إيطاليا و ورى جثمانه تحت مياه الدانوب بموجب وصيته حيث قتل مسموما من قبل بعض محظياته الأوربيات أو قتل على يد عروسه من الأميرات وبعد وفاته انقسم ملكه إلى أكثر من عشرين دولة بسمات وشرائع الهون التي فرضت على أوربا كلها وأقصى الحد الذي وصل إليه آتيلا مدينة بينا (20) . (أنظر الإيضاح من الأصل)



آفراسياف و بخارى وكاشغر

والشخصية الثالثة من أباطرة الهون آفراسياف الذي تولى ولاية آسيا الوسطى ومنطقتي حوض تاريم وجنجار ( التركستان الشرقية الآن ) وكانت له عاصمتان وهما مدينة كاشغر وسمرقند في سهل فرغانة وامتدت سلطانه إلى أبعد من بخارى وخوارزم وخراسان وهدد ملك فارس وجدد بناء مدينة بخارى وكاشغر واستعمل في تزيين سور الأخيرة الكيشاني وسماها كاشغر وكانت تسمى أوردا كنت في عهد القاراخانيين الأول وكانت مدينة بالاساغون بالقرب من اسسيق كول مصيفا لكل الخواقين والملوك عبر مئات السنين وكذلك في عهد كل تكين خان في أواخر القرن السادس الميلادي .



قيام الدولة الساسانية بين الأويغور الترك والفرس

قبل آفراسياف عرض سلالة الفرس وعلى رأسها شابور الثاني والد كسرى أنوسترداتة . ولعل آفراسياف تولى الجانب العسكري وضبط الثغور وأما إدارة الدولة كانت في يد شابور ثم كسرى في شروان ـ فآفراسياف صنو زميله آتيلا في القهر وسعة الملك وكان كريما بالرعية . وسبق أن تكالبت عليه الأعداء من خوارزم والبوذيين التبت والصين وفارس ولكنه تغلب عليهم جميعا . وعند وفاته بكى عليه كل من في رعيته ورعايته شيبا وشبانا ولم يزل قبره مطمورا خوفا من الاعتداء على جثته .



الإسلام دخل خراسان وماوراء النهر بعد معركة نهاوند

ثم مرت سنون عجاب على أمة الترك في آسيا وتمزقت أوصال دولة الهون الغربية على مماليك وحكام وملوك الطوائف المتنافرة حتى استعادت بلاط القاراخايين الحكم في البلاد ولكن بشكل بطيء جدا حيث لم تسلم الملوك والخواقانيين من الفتوحات الإسلامية فهناك مهلب بن أبي صفرة ثم ابنه يزيد بن مهلب بن أبي صفرة وبعج أخوه الفضل ولكنهم اندهروا في حياة والدهم إلى الغرب من نهر جيحون عامودريا إلى مدينة مروة وبلخ وكانت في حوزتهم وذلك في عهد الخليفة العباسي عبد الملك بن مروان وكان حجاج بن يوسف الثقفي واليا على العراق ويهلب أبنائه كانوا من أشجع القواد المسلمين العرب الأوائل الذين داهموا بلاد أتراك الشرق في عقر دارهم وفتحوا مدينة بايكند بالقرب من بخارى ولكن اسليك خان سمرقند قاومهم واستنجد بـ كلتكين خان من مدينة كاشغر فقدم إلى سمرقند بجيوش لا حصر لها حتى أن مهلب بن أبي صفرة انسحب من بايكند مفتاح مدينة بخارى ، إلى مروة وكان جنود العرب المسلمين الفاتحين الأوائل يتمركزون في مدينة بلخ في الجنوب من خراسان .

ثم قدم قتيبة بن مسلم الباهلي وعبر النهر إلى الشرق ودهر جيوش الخاقان الترك وفتح سمرقند . وبنا مسجدا بها ثم جلب إليها المهاجرين العرب للاستيطان بها لكي لا تقوم فيها ثورة ضد الإسلام والمسلمين وسرى نور الإسلام وكلمة التوحيد سريان الدم في العروق نحو الشرق وأسلم خلق كثير بالإسلام في ولاية كاشغر وما حولها سرا حتى وصل شروق العقيدة النورانية إلى مشارف الصين .

ومن المؤكد بأن نصف سكان منخفض تاريم اقبلوا إلى الإسلام دينا عقيدة دونما علم لدى السلطات المحلية ومن هذه المناطق ياركند وآقسو وتورفان وقاراشهر وكوجار , غير أن العلامة المؤرخ المجاهد الفقيه محمد أمين بوغرا يقول أن الإسلام دخل إلى وادى تاريم في عهد ستوق بوغراخان عبد الكريم سنة 332 هـ ولوا إن الإسلام دخل إلى ديارنا قبل هذا التاريخ كنا فخورين به (21) .

نقول إن بعض المؤرخين أمثال الخطيب البغدادي وابن أثير في كتابه الكامل يقول إن فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي وصلت إلى مدينة كاشغر وقتا من الزمن وهؤلاء المؤرخون من الثقاة ولا سبيل في الشك في أقوالهم ثم إن هناك دلائل محسوسة لدخول عقيدة الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وبالقران دستورا رحمة لنا او علينا إلى أمة الترك قي بلاد حوض تاريم ومنها ولاية كاشغر وهي أي الدلائل إذا سلمنا جدلا بدخول الإسلام إلى وادي تاريم في القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي لما أنجبت تلكم البلاد في أوائل القرن الحادي عشر أمثال العلامة يوسف خاص حاجب صاحب كتاب ( قوتاتغو بيليك ) واللغوي المؤرخ الأديب محمود بن حسين الكاشغري صاحب كتاب ( ديوان لغات الترك ) في أقل من قرن واحد من دخول الإسلام حيث أن علومهم العربية وعقيدتهم الراسخة وتفانيهم في خدمة الإسلام والمسلمين لم يتحقق في هذه الفترة الوجيزة بهذا الرسوخ والشموخ والشمول بالمعرفة والعلم والعقيدة والأدب واللغة العربية حيث أن العلامة محمود بن حسين الكاشغري ألف ديوانه باللغة العربية كأي عربي ضليع للغة قوية في الوقت الذي لم يأت كتاب بهذا المستوى والحجم على الساحة العربية من قطر نائي مثل تركستان الشرقية .

ويقول أيضا النتيجة إن الإسلام عقيدة وعبادة قد دخل إلى وادي تاريم أثر فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي في أواخر القرن الأول الهجري بدون علم السلطات المحلية ثم أتم الله شرعه ومنها جاء أسلوب حياة وشريعة وحكما وسلطة مباركة في عهد ستوق بوغرا خان عبد الكريم سنة 332 هـ الموافق سنة 943 م لعلي فات على العلامة تحليلنا هذا . وربما في مخيلة العلامة علوما ودراية لم ننل شئوها وعلى غرار قوا الشاعر العربي

وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم والله الملهم للصواب



قوتلوق وتركش من أقوى الدول الآسيوية الترك قبيل البعثة والصدر الأول للإسلام
ونحن إذ ننفى تأخير دخول الإسلام إلى تركستان الشرقية نحاول أن نثبت أن الإسلام قد توغل في سائر القبائل التركية في عرض البلاد وطولها . فهناك دول تأسست على الوثنية والبوذية والشامانبة وفي فترة مابسط أهل التبت سلطتهم علينا ثم تراجعت وكانت هناك دولتا قوتلوق وتركش في الشرق من آسيا الوسطى وإقليم تركستان الشرقية الأولى فيما بين سنة 60 ـ 135 هـ ، والثانية من سنة 71 ـ 123 ـ هـ حيث دخلتا في اتحاد كونفدرالي وتخلصتا من هجمات الصين الشرسة على ممتلكاتهم (22) ويقول علامة السيد محمد أمين بوغرا في تاريخه أن الدولة التركية التي تصادمت بل قاومت غزو فاتحين العرب بقيادة أحنف بن قيس . هي دولة قوتلوق ومن ملوكها كلتكن خان.



الإسلام في تركستان الكبرى

دخل الإسلام إلى تركستان الكبرى منذ سنة 86 من الهجر النبوية وكانت أول قدم وطيء أرضها قدم القائد الإسلامي المظفر لصنف بن قيس اعتقد هو أزدي وكان على يده فتح مروة وبلخ من بلاد خراسان التي هي أغنى وأغلا جزء غربي من بلاد تركستان . وقد شع نور الإسلام إلى ما بعد ما وراء النهر منذ فجر انتصار المسلمين في معركة نهاوند الفاصلة سنة 22 هجري الموافق 642 م بقيادة نعمان بن مقرن الذي قتل في المعركة وتولى أمر الجيش حذيفة بن يمان رضي الله عنهم وأرضاهم .

أخوة الإيمان لولا الإسلام لما كنا شيئا يذكر في هذه الدنيا الفانية فوق أي أديم وتحت كل سماء . ونحن إذ نتباهي بالإسلام دينا وعقيدة وعملا وأسلوب حياة ومنهج مميز وسراج أمة لا نقول إلا الحق ولا ننتمي إلا للقران ولا نهتدي إلا بهدى الله ورسوله وقد شرفنا الله برسالته والخواتيم من دينه وشريعته الثابت في أرضه وفوق سمائه إذ يقول سبحانه وتعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وقال في أية أخرى كنتم حير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .



أعلام أنجبتهم التركستان

إن تركستان الكبرى في خراسان ومرو وترمذ وبخارى وسمرقند وسرخس ونيسابور ومرغينان وطراذ وأترار وكاشغر وبالاساغون وفاراب وبيرق وغيرها أنجبت نجوما زاخرة فى الحديث والفقه فى العقيدة والفتيا والطب والملك وجغرافيا والادب واللغة والفلسفة والصرف والنحو وعلم البيان والتاريخ وعلم الاجتماع واصبح كتاب بعد القران لمحمد بن اسماعيل البخاري والخمس الباقون مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ابو داود السبستانى أصبحوا أساطين علم الحديث في الشرق والغرب وهناك الزمخشري والطبري وابن سينا وإمام الحرمين الجويني وأبو حامد الغزالي حجة الإسلام صاحب إحياء علوم الدين ثم العلامة محمود الكاشغري والبيروني والفارابي نديم سيف الدولة الحمداني (23) والسكاكي وإن القرون الخمسة الأولى من الهجرة أفرزت أكثر من سبعة آلاف عالم في مختلف العلوم والفنون والرياضيات ولكن مع الأسف القلة القليلة منهم أدرجت أسمائهم وتأليفهم في أمهات الكتب المتداولة وقد رأيت المئات من مخطوطاتهم حتى الآن في مكتبات قطرنا العربي الإسلامي لم يزل طي مخازن الكتب وضمن المخطوطات بالألوف المؤلفة وإلى اليوم نرى بعضا من مشايخنا يشار إليه بالبنان وبالأمس توفي الشيخ العلامة عبد الكريم المولوي بمكة المكرمة وكان ضليعا بعلم الميراث والفرائض وقد علم به بعض طلاب جامعة أم القرى بكلية التربية وعلوم الدين وأتوا إليه في المسجد الحرام وأخذوا عنه . وقد ضمن الأستاذ عمر عبد الجبار بعض علماء تركستان من المهاجرين في كتابه ( من أعلام مكة ) وقبله الأستاذ عبد القدوس الأنصاري رحمهما الله أخرج تراجم بعضهم ونشرها في المنهل وأخرجت تراجم بعضهم في كتابي ( الأعلام لبعض رجالات تركستان ) وعندما استقيت تراجم أكثر من سبعمائة شخصية من علماء تركستان من كتبهم القديمة والتراجم والمعاجم وكتب التاريخ ومن ذيل بعض مؤلفاتهم ومن منجد الأعلام . انقطع علي حبل الوصل والمواصلة لما بعد القرن السابع الهجري لأواخر الثاني عشر فلا تدري كم من علمائنا الأفاضل ولدوا وعاشوا وخدموا كثيرا وألفوا خلال خمسة قرون من الزمن أو أن هذه الفترة تصادف عصر الانحطاط 656 ـ 1212 هـ الموافق 1258 ـ 1798 م ربما خمدت معييثهم أو جرفتهم رياح الانحطاط العاتية الحاملة إلى متاهات الدنيا الفانية نحو بريق السراب الزايل ولا أظن لأني أتوسم بهم الخير .. ولدينا الآن صورة فوتوغرافية تجمع أكثر من سبعين عالما من مدينة كاشغر أخذت الصورة في العقد الثالث من هذا القرن بدار السفارة البريطانية في مدينة كاشغر كانوا يومها في ضيافة السفير لعلماء البلدة وإذا كان هذا الجمع من أكابر العلماء في مدينة واحدة فكم تقدر علماء الإسلام عبر مدن وقرى وأرياف تركستان المترامية الأطراف عبر قرون عدة ..

أخوة الإيمان أن تركستان الكبرى بجانب إنجابها الفطاحل من العلماء الأعلام أنجبت نجباء ونقباء والأشاوش من الفرسان والفاتحين الكرام الغيورين لدينه وعقيدته وقرانه وشريعته وسنة نبيه أمثال محمود الغزنوي والسيد ألب أرسلان السلجوقي وأرتوغرول العثماني منهم محمد الفتح العثماني وتيمور لنك وظهير الدين بابور مؤسسة إمبراطورية مغول الهند ومن النساء شجرة الدر ام المماليك التي تربيت في الأسرة الأيوبية والأيوبيون من أصول تركية لأن الأكراد هم بقايا ….. التي هاجر منهم جموع غفيرة منذ فجر التاريخ إلى بلاد الرافدين وأنجبت الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي .



الخلافة العباسية وأتراك الشرق

وعندما قامت الخلافة العباسية على أكتاف الخراسانيين بقيادة أبي مسلم الخراساني وأعلن السفاح قيام الخلافة العباسية في مدينة كوفة سنة 142 هجري الموافق سنة 759 م ثم قتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني غيلة وقد إذدحمت الكوفة والبصرة بخليط من الأجناس المسلمين غير العرب تمخضت الخليفة الجيدة والخميرة الطازج من عناصر أتراك الشرق وكان أكثرهم أسرى الحرب التي جرت بينهم أي بين أتراك الشرق والفاتحين العرب والغزاة من المسلمين الأتراك وكثرة كاثرة منهم جلبوا إلى بصرة وكوفة وبلاد الرافدين كعبيد ولم يكن في خلدهم أن يوما ينتظرهم ليكونا قادة وملوكا وأمراء الجيش وأمناء سر الخلافة العباسية وكانت بينهم صلة وتعارف من أصول الأكراد من الأيوبيون فيما بعد وقد مالت الخلافة إلى أسرة (24) البرمكي تجنبا من التعامل بالعناصر العربية الأصيلة مثل ما عاملت الخلافة الأموية بالهاشميين ومن أهل الجزيرة العربية تخوم دعاة الإسلام ومهبط الوحي ونزول القران .

وقد دانت دولة البرامكة حينا من الوقت ثم بانت وأخذ مكانهم أتراك الشرق بالتدريج وكان جل مهامهم في القطاع العسكري والشرطة والحرس ومرابطة الثغور في القيادة وأمراء الجيش وكانت تشاطرهم بالعمل فئات من أمثال الأكراد وعندما نخر سوس الضعف والاستكانة في جمع الخلافة العباسية تولى هذه الفئات بعض القيادات والحكم في مناطق كانوا عاملين فيها فتمخضت منها نخبة ممتازة سميت فيما بعد بالأيوبيين نسبة إلى الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي وكانت في حوزتهم شجرة الدر انتقلت بهم إلى دمشق وحلب ثم فلسطين فالقاهرة المعز لدين الله .. وعند وفات زوجها توران شاه سنة 648 هـ سنة 1250 م في الإسكندرية في تصديه على الحملة الصليبية تولت أمر البلاد والعباد حتى تزوجت من قائد زوجها أيبك المملوك التركماني فتأسست دولة المماليك (25) وقد مدحها المقريزي في السلوك ج ـ 1 ـ 367 وأبو المحاسن في النجوم الزاهرة ج ـ 6 ـ 373 حيث يقول برهنت على حسن سيرتها وغزير عقلها وجودت تدبيرها . إلى أخره وها هي أخت لكم من بنات تركستان من أتراك الشرق .
.


اعزائي اعضاء المنتدى : كل ماورد في تلك المقالة تمثل وجهة نظر صاحبها وعلينا الاطلاع وأخذ المفيد والبحث عن ما هو مشكوك فيه


عدل سابقا من قبل سحاب في السبت نوفمبر 20, 2010 4:40 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سحاب
مشرف عام
مشرف عام
سحاب


الجنس : ذكر نقاط : 5368
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
الموقع : دمشق

تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم   تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 4:38 pm

طريق الحرير هي تركستان الشرقية

وقد عاشت تركستان عهدا ذهبيا ولعبت دولة القاراخانيين دورا مهما في تجارة الحرير ولها مصلحة من عائداتها الاقتصادية بشكل ضرائب وإتاوات ولم تكن تجارة طريق الحرير قاصرة بالحرير فقط وإنما كانت القوافل التجارية تحمل معها مختلف المصنوعات اليدوية النفيسة والأسلحة وبهارات وأعشاب تلك البراري التي تعتبر حينذاك من أنفع الأدوية إذا استعملت على توجيه طبيب عارف بخصائصها علما وتجربة . وكانت كل مسارات طريق الحرير من الشرق إلى الغرب تلتقي في مدينتي كوجار وكاشغر ومن الأولى تتجه القوافل التجارية إلى الغرب عن طريق سمرقند فوادي فرغانة ثم إلى خراسان فإيران فالإمبراطورية الرومانية القسطنطنية إسطنبول الآن ومن ملتقى مدينة كاشغر ( بالاساغون ) إلى مرتفعات جبال بامير ( باكستان ) فبلاد الأفغان والسند ثم الخليج العربي والبحر الأحمر ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط حتى جنوه في إيطاليا . علما بان منطقة تركستان غنية وكانت بلادالرافدين سوقا رائجة لاقوام الترك الاويغور ومنبع الحرير وموطنه الأصلي هو تركستان الشرقية وليست الصين كما يذكر بعض المؤرخين حيث أن الحرير أكتشف ولأول مرة فىمناطق أودون ، ختن ، فهناك كانت غابات مليئة بأشجار التوت حول عديد من المستنقعات وتولدت دودة القز منها ونستطيع أن نقول إن دودة القز هي التوت وبالعكس . ولم يذكر علماء علم النباتات وجود شجرة التوت في البر الصيني حتى أوائل عصر التاريخ وفي سنة 1983 م عثرت في أوربا قطعة من قماش الحرير يرجع تاريخها لسبعة آلاف سنة قبل التاريخ صنعت في أودون ـ ختن ـ نشرت الخبر جريدة الشرق الأوسط العربية الدولية ولدينا قصاصتها وأثبتناها في كتابنا ( الأعلام لبعض رجالات تركستان ) في باب الخصائص النظرية للتركستان الشرقية ولنظرية الحرير عملت أفلام عديدة عملتها وزارة الثقافة والعلوم اليابانية في أواخر السبعينات وترجمت إلى لغات شتى وعرضت في أكثر من عشرين دولة في أنحاء الأرض شرقا وغربا كما عملتها إدارة الشؤون الثقافية للعالم القديم في أمريكا بجانب الأفلام الوثائقية التاريخية لمنطقة منشوريا والحياة في سيبيريا قديما وحديثا ولدينا منها ما يشفى الغليل .

القاراخانيين الترك والإسلام

تقول كتب التاريخ الإسلامي والمؤرخون الثقات منهم الخطيب أحمد البغدادي وابن الأثير والعلامة المؤرخ القطب محمد أمين بوغرا في كتبهم التي نعتمد عليها كما اعتمد عليها كثير من الخلف منهم الإمام أبو الحسن علي الحسيني الندوي وكارل بروكلمان المتوفى سنة 1956 م في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية ومعاصره ونظيره التركي التتاري الأصل البروفسور ذكي وليدي طوغان المتوفى سنة 1970 م في كتابه الترك وتركستان ما ملخصه أن القاراخانيين كانوا في الذروة في بسط نفوذهم على كل تلكم البلاد الواسعة وشاسعة الأطراف في وسط آسيا كلها ولهم أمليك خانيات على نظام فدرالي بالتعيين الحديث منها أمليك خانية سمرقند تتبعها بخارى وأمليك خانية أترار وفاراب وأمليك خانية أويغوت المتاخمة إلى الصين شرقا منهم الحياطلمة وأمليك خانية بامير تتبعها بدخشان ووادي كشمير كانت عاصمة هذه الإمبراطورية مدينة كاشغر وعندما تقدم إلى تلكم البلاد بلاد الأتراك الفاتح أصف بن قيس وفاتح مدينتي مرو وبلخ في الجنوب من سهل خراسان سنة 22 هـ ـ العقد الرابع من القرن السابع الميلادي تصدت له جيوش إيليك خانية سمرقند ودحرته ـ وعندما تقدم إليها مهلب بن أبي صفرة وأبنائه زيد وفضل ودك حصون بايكند مدينة بالقرب من بخارى استنجدت إيليك خانية سمرقند من إيليك خان العظيم الرئيس الأعلى كول تكين خان من عاصمته كاشغر فتقدم الأخير إلى سمرقند وتصدى على مهلب بن أبي صفرة و أبنائه وأعادهم إلى بلخ ثم جاء قتيبة بن مسلم الباهلي وانهزم خاقان الترك وفتح قتيبة سمرقند وقبلها بخارى . وفي بعثة إسلامية إلى خانية أترار وفاراب وهي قازاقستان الآن قابلت البعثة خان الترك وعرض عليه الإسلام بالمبادئ الأساسية فرد عليه الخان إذا قبلنا الإسلام بهذه الشروط والمبادئ كيف يعيش أمتي وليس فيهم أسكافي واحد أو صاحب حرفة وأنهم يعيشون على السلب والنهب وعاش أتراك الشرق على سجيتهم ردها من الزمن طال حتى انقضت ثلاثة قرون بأكملها بينما انبعثت ثمار الإسلام في آسيا الوسطى في مقاطعة أمليك خانية سمرقند وتسرب الدين الإسلامي خفية إلى وادي تاريم المنطقة الجنوبية من تركستان الشرقية الآن حتى أن قدم إليها أي إلى وادي تاريم الفقيه الشيخ جمال الدين هنا أنقل حرفيا ما كتبه الإمام أبو الحسن علي الحسيني الندوي في رسالته الموجه إلى العالم الإسلامي بمناسبة القرن الخامس العشر الهجري الجديد في ضوء التاريخ والواقع . يقول والمأثرة التاريخية الثانية هي الشيخ جمال الدين وقد انتشر الإسلام بفضل إخلاصه وورعه في أحد فروع التتار الكبيرة (26) الذي عرف بفرع جغتاي . الذي كان يحكم البلاد المتوسطة . وكان مركزها كاشغر وأسلمت الفصيلة بأكملها وكان من خبره أن الشيخ جمال الدين كان متجها مع جماعة إلى جهة وكان التتار يكرهون الإيرانيين ويحتقرونهم . وكان الشيخ إيرانيا وصادف ذلك اليوم يوم القنص للأمير تغليتسير خان ولي العهد الأسرة الجغتائية وقد كانت مناسبة تتويجه قريبة ومعلوم أن الهائمين بالقنص لهم أوهام وتشاؤمات لاسيما الأمراء وأبناء الملوك فلم تزل لهم أوهام وخرافات يؤمنون بها فلما رأى الأمير أن الشيخ جمال الدين قد دخل في الحي الذي كان قد خصصه لنفسه أمران توثق أيديهم وأرجلهم وتمثلوا بين يديه لأنه تشاؤم به وتنغص من أجلهم أو سألهم في غضب كيف جرؤا على دخول هذه الأرض ، قالوا إننا أجانب وما علمنا أنها أرض ممنوعة ومحمية للصيد فتورطنا في الدخول إليها ومعذرة : ولما علم أنهم إيرانيون قال للشيخ وأشار إلى كلبه وقال أيكما أشرف أنت أم كلبي أجابه الشيخ بهدوء وقال إنه لا يمكن أن نحكم الآن في هذا فسأله الأمير متى يمكن ذلك فقال إن ذلك يتوقف على خاتمتي إذا كانت على الإيمان أنا أشرف وأسعد من الكلب ، أما إذا لم أسعد بحسن خاتمتى فلا شك ان الكلب هو احسن منى لأن أصل هذا الكلام الذي صدر عن قلبى وقع فىالقلب من الامير فسأله الامير عن الإسلام والإيمان هنالك عرض الشيخ على الامير تخلى يقرب خان فى اعز الإسلام فى غيره وحماس فرق لهما قلب الامير حتى كاد ان يذوب كما يذوب الشمع فصور الشيخ الكفرة بصورة مروعة اقتنع معها بضلال معتقداته وفسادها . فقال ولكني إذا اعتنقت الإسلام الآن فلن يكون من السهل إن أهدى رعاياي فأمهلني قليلا فإذا أبلغك أني بويعت بالحكم عد إلى فرجع الشيخ إلى بلده ثم مرض ومات حيث وصى ابنه رشيد الدين أن يرجع إلى توغلوق تيمور خان ملك الترك في أترار وفاراب ليوفى بوعده بالإسلام . وبعد سنين قليلة نما إلى رشيد الدين أن توغلوق تربع عرش خطاي فسافر إليه ولم يكن أن يدخل إلى بلاطه فقصد إلى حيلة حتما سيوصله فاتخذ له مكانا بالقرب من قصر توغلوق فأطلق صوته إلى عنان السماء ليؤذن بالصلاة وذات صباح استيقظ توغلوق من نومه على صوت الأذان المدوي فاستدعاه إلى المثل بين يديه فقال له الأمر فرحب به وعزم أن يعلن إسلامه وعلى الملأ وقال بالأمر إلى وزيره فقال له الوزير ، أما أنا قد أسلمت خفية منذ مدة ولم أظهره فدعا إلى تجمع كبير في ظاهر المدينة فأعلن إسلامه ودعا قومه إليه فأمنوا .

وكان عددهم يعرف بعدد الخيام التي يسكنونها وكانت تحت سلطانه سبعمائة ألف خيمة فيكون أن أكثر من ثلاثة ملايين من الترك الشرق اعتنقوا الإسلام في يومه هذا . انتهى الكلام الإمام بتصرف واختصار .

وقد تولى توغلوق تيمور الحكم سنة 748 هـ وتوفى 768 هـ الموافق سنة 1315 م في الوقت الذي تولى ابن عمه قوبلاي خان موحد الصين وسلطان الترك والمغول الحكم في إمبراطوريته في العاصمة بكين . وبالمناسبة أن الصين كدولة استعمارية استفادت من إمبراطورية قوبلاي خان حيث أبقت كل من منشوريا ومنغوليا ومناطق الحدود الغربية تحت سيطرتها حتى الآن وبالرغم أن البر الصيني وموطنها الأصلي لا تزيد مساحتها عن ستة ملايين كيلومترا فقط وقد أعلنت ذلك وعن غير قصد نشرة رسمية في كتيب صغير السفارة الصينية الشعبية بالقاهرة وقالت في مقدمتها ، الصين بلاد شاسعة تبلغ مساحتها 6000000 كيلومتر مربع وتقع تجاه غربي المحيط الهادي من أراضي خصبة وهضاب عالية وأنهار كبيرة ولقد كانت موطن الشعب الصيني فند تركه معرفة في البعد ويذكر احتلال سنكيانج 1760 والنشرة هذا تحت عنوان ( تاريخ الصين ) .

جنكيز خان وجنكيزيون

وفي القرن الحادي عشر الميلادي وعندما ترعرعت وتوقدت كل دعائم القاراخانيين والغزنويين وانشغال السلجوقية مع الحواريين تحركت قبائل المغول من خلف جبال …… وكانت لهم خانات إمارات متفرقة . وكان والد جنكيز خان من نقباء قومه وكانت به إمارة صغيرة بالقرب من منطقة أوسون ياتور في وادي أورخون وتعرضت الإمارة الصغيرة لعصيان داخلي وعداء من جيرانها وانقرضت وتشققت أسرة جنكيز تيموجين ، هذا اسمه ابن بشوكي خان 1157 هـ ـ 1227 هـ وتشرد جنكيز خان وعاش حيوة المماليك وكالحياة تنبئ جنبا آخر تنبئ بالعزيمة والقهر شديد المراس متقلبا في مزاجه بحيث تراه هادئا حينا وثائرا حينا آخر وما قال شيئا إلا فعل ، ثم دعا بتأثر أبيه ثم طالبه بملكه وجمع أتباعه من بنى وطنه وأسس حكومة محلية ثم اتسعت رقعة بلاده واهتم بالتجارة والاقتصاد وكان من ميوله الاتجاه إلى الغرب بعكس أقوام الهون الذين يرون سهل الصين الداخلي ووادي النهر الأصفر الدنيا بأكمله وفي خطاه وقع من قبل حرس الحدود في آسيا الوسطى للخوارزميين على التجارة المغول من أتباع جنكيز خان أرسل الأخير مرسولا لخوارزم شاه بطلبه العدل في القضية . وخوارزم شاه أخذته العزة بالإثم وقتل المرسول فثار جنكيز خان ثائرته ، واعتلا الجبل اعتاد أن يتخلى بنفسه أياما عدة ثم ينزل منه بأردء شاقة أو قرارات خطيرة ، وهذه المرة نزل جنكيز خان وأعلن على الملأ قائلا إن كان له السماء واحدا يجب أن يكون ملك الأرض واحدا وهو جنكيز خان . اعتقد أن كلمة جنكيز لغة القهر أو القاهر وأخذ العدة والعتاد وجحافل من جيوشه الهادر ونزل إلى سهول آسيا جنوبا دك القلاع والحصون وداس بحوافر خيله البلاد والعباد وأجرى ونهبا وسلبا ولم يسلم من جبروته أحد وإلا حائطا قائما فيما بين حائط الصين إلى البحر الأسود ووصلت قدماه إلى أحد من خراسان غربا ثم اتجه إلى وادي السند يعبرها وقتل راجعا إلى بلخ ثم سمرقند وأكثر الدماء والتهديم وقع في مدينة بخارى وما جاورها من البلدان وله أربع أبناء وهم جوبي جان ، جفتنان خان ، أوكتاي خان ، تولي خان (27) .

وشاءت إرادة الله أن يولى وجهته إلى الشرق والصين فقسم ملكه إلى ثلاثة أقسام لأبنائه الثلاثة وقيل أربعا وأخذ ابنه تولي خان بصحبته أينما حل ، وارتحل ووصل إلى الجنوب من النهر الأصفر بمحاداة حائط الصين شرقا ومات في ناحية من شئ الأويغورية وقد أشار إلى ربوة فيها لتكون مرقده بعد وفاته ولكن أبنائه أخذوا جثته إلى جبال ( قراقوروم ) أحد فروع جبال ألتاي شرقا كان هناك عريقة ، ودفنوا فيها وأخفوا تحسبا لاعتداء على جثته ولم يزل خافيا حتى الآن .

وسلمت التركستان الشرقية من حجية جنكيز خان وذلك أن كثيرا من التركستانيين دخلوا في خدمة جنكيز خان في الأعمال الإدارية والكتابية وتنسيق شؤون الجيش وفي سجلات ديوانه الخاص . دامت دولة ابنه جغتاي خان في آسيا الوسطى ماوراء النهر لعدة قرون . منهم تيمورلنك وحفيده ظهير الدين بابور شاه مؤسس إمبراطورية مغول الهند التي دامت أكثر من أربعة قرون عبر ثلاثة وأربعين إمبراطورا ملكا . أشهرهم في كتب التاريخ سبعة عشرة ولهم في الهند لمسات بارزة ومن مبانيهم الأثرية تاج محل والحدائق معلقة في وادي كشجن ـ والمسجد البابوري الذي تعرض لهدم جماعة السيخ في العام الماضي بناه ظهير الدين بابور بماله الخاص وفي عهده . وقضت على الإمبراطورية المغولية ( شركة الهند الشرقية ) الخنجر المسموم للتاج البريطاني سنة 1842 م .

وقد مال الجنكيزيون إلى الخير ودفع كفارة ما فعله هولاكو في بغداد سنة 657 هـ الموافق سنة 1258 م ، أو كاد بإسلام بركة خان حفيد جنكيز خان الذي حارب هولاكو ودهره ، وبتناول الوفود مع السلطان بيبرس سنة 1261 م ، واهتم بنشر الإسلام في كل أرض وطئتها قدماه وكان تيمور وظهير الدين بابور شاه شديدي التدين وانتقد تيمور بالجبروت وسفك الدماء وبناء منارات من جماجم ضحاياه ولكن التحليل العسكري وفلسفة إيقاع الرعب في قلوب من يقاومه تبرر بعض هذه الانتهاكات .

سقوط إمبراطورية تيمور لنك وقيام الدولة السعيدية

سقطت أو انهارت إمبراطورية تيمور لنك التي أشغلت العالم في العقود السبعة الأخيرة من القرن الرابع العشر الميلادي ، انهارت بوفاته سنة 1405 م ولكن القرن الخامس عشر لم تكن أفضل من سابقه بالنسبة للتركستانيين حيث تفاقمت هناك مسألة تقسيم الإرث والاستيلاء عليها بالقوة والبرجوازية ثم أتى القرن السدس عشر حيث أطلت علينا أو قيض الله لنا الدولة السعيدية التي حكمت النصف الشرقي من تركستان الكبرى بدء من حائط الصين وانتهاء لمشارف سمرقند ودانت دولة السعيديين قرابة مائة وسبعين عاما . وكان من مقاصدها استعادة وادي كشمير وجزءا من هضبة تبت . . وكادت أن تنال قصدها حتى أن بعض الحملات العسكرية التي هناك كانت بقيادة أشهر ملوكهم السلطان سعيد خان الثاني الذي مات في إحدى تلال هضبة تبت متأثرا باستنشاق الهواء الفاسد الذي يتولد من تصادم المعاكسات الهوائية في أودية وشعاب جبال (كوئنلون)بامير اعتقد الهواء الخالي من أكسجين . وعرفت الدولة السعيدية بدولة المغول الشرقية تقابلها إمبراطورية مغول الهند . حتى أن المؤرخ القدير الضليع ملا موسى سايرامي يذكرها بدولة مغول الشرق . ولم تزل عروق ومجمعات في تركستان الشرقية مغولي الأصل ولهم مناطقهم الخاصة بهم .

وفي سنة 1679 م سقطت الدولة السعيدية وكان العهد عهد محمد أمين خان السعيدي حيث خانها متصوف ماكر عاش وترعرع في البلاط السعيدي من المقربين لسلاطينهم . ومن ثم دبر خطة لا طاعة الحكم السعيدي وإقامة دولة الصوفية مكانها وطلب مساعدة من أهل التبت البوذيين وكان سلطان سعيد خان الثاني في غزواته ضد هضبة التبت لجعل هذه المنطقة منطقة إسلامية ولذا شرخ المتصوف هداية الله إيشان مقاصد ولي نعمته الذي وجعله غريما يجب إزالته للبوذيين وقال أيضا ان الطقوس والمحاكات النفسية عند المتصوفين المسلمين تشبه لحد ما لإيماءات وإشارات وحركات المتعبدين البوذيين . هكذا بمساعدة البوذيين من أهل التبت والبوذيين المحليين آنذاك استطاع هداية الله إيشان إسقاط الدولة السعيدية في أواخر القرن السابع عشر وإقامة دولة المتصوفة الصعاليك دامت لأكثر من ثمانين عاما ثم انقسمت على نفسها وارتهلت ثم بدت دول وحكومات وملوك الطوائف في كل الشقين من تركستان . وكانت لمنطقة تركستان دولة النبلاء والأشراف عرفت بالتورانيين . التورة النبيل بالتاء وليست بالطاء كما يكتبها بعض المؤرخين .

وقد فند الدكتور محمد علي الباز بحثه القيم ونادر الوجود خدمات تركستان قديما إلى ساحات عدة وأتى بنتيجة بحثه الثمين هذا بأنه أقوام البدو وفي التركستان الشرقية بشدة بأسهم وبسالتهم أصبحوا عمادا جيوش الدول الإسلامية وما أن تمت لهم السيطرة على القوة العسكرية حتى صاروا أمراء وسلاطين وللدكتور محمد علي الباز الفاضل أياد بيضاء نقية نحو أمة الترك في تركستان الكبرى عبر كتابه ( المسلمون في الاتحاد السوفيتي ) في جزأين . ومحاضرته القيمة سنة 1408 هـ في اسطنبول وبحثه الثمين ( نظر لإسهام التركستان الشرقية في تاريخ الإسلام )

تركستان الكبرى وتقسيمها بين روسيا والصين

تركستان الكبرى وحدودها الدولية الآن تنحسر في مساحة تقدر بما يقرب من ستة ملايين كيلومترا مربعا . تنقسم إلى قسمين تركستان الشرقية وتركستان الغربية وكيف كان تقسيمها بين الدولتين العظيمتين ؟؟؟ بعد أن تكالبت عليها القوة الجائرة منذ أمد بعيد حيث هجمات الصين عليها تمتد إلى عدة مئات من السنين الخوالي . ولم تكن روسيا القيصرية أقل طمعا من الصين وكأنهما في سباق للنيل الأكبر مساحة ممكنة عن التاريخ ولكن مشغولية روسيا القيصرية في آفاق سيبيريا وإدراك دقائقها أحزنها لسنين عديدة من الوصول إلى مناطق خصبة واهلة بالسكان في آسيا الوسطى عندما استولت روسيا على مناطق جبال أورال وبلاد التتار سنة 1730 م بمنبت إلى بلاط التور التي كانت في نظير روسيا جرس الأنظار ضدها في دخولها إلى ماوراء النهر في فرصة مواتية قضت عليها من منطلق الشراسة والنهم ثم قدمت إلى قازاقستان ( الخوارزم ) قادمة من مرتفعات سيبيريا وإن خوارزم قازاقستان الآن تشكل مايقارب الثلث من مساحة تركستان بأجمعها حيث تقدر مساحتها لوحدها الآن بأكثر من مليونين وسبعمائة ألف كيلومتر مربع وإن طولها من حدود منغوليا شرقا إلى سواحل بحر قزوين تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر وكانت هناك في الغرب الشمالي إمارات قازاقية ومن أشهر مدنها آنذاك كاسان وجمكت بالغرب من صوفية طاشكند شمالا ، وأما البقية الباقية من سهول آسيا الوسطى التي عليها الآن أربع جمهوريات إسلامية : أذبكستان ، وتركمنستان ، وتاجيكستان ، وقرغزيا تشكل ما يقرب من مليون كيلومترا مربعا فقط . وقد استولت روسيا القيصرية على براري وسهول قازاقستان في حوالي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي . وكانت سهول فرغانة بما فيها بخارى وسهل فرغانة وقرغزيا وبلاد تاجيك وتركمان تحت حكم إمارات محلية مثل إمارة بخارى ، وجنوة ، وقوقند وكانت طاشكند وسمرقند . تحت إمرة أمراء البلاد من سليل النبلاء والأشراف غاطين في كر الملذات وأحضان القيان مشغولين بالتغني للتاريخ الماضي ولم تكن هذه الإمارات والسلاطين الحكام في مأمن عن بعضهم البعض وعن هجمات روسيا القيصرية ولم يأخذ الأمر بالجدية وبالاستعداد للتصدي على أعداء بلادهم بل بلغ عند بعضهم السفه مثل ما جاءه من يخبره بأن جنود قيصر دخلت كاسان وهي مدينة بعيدة عن طاشكند قال له ابن هذه المدينة وكم يبعد عما قال الرجل يبعد عنا بمسافة شهرين بالدواب فأجابه بكل سفه ، مالي حاجة في بلد تبعد عني بهذه المسافة فليأخذها قيصر (28) وذلك في النصف الأول من القرن التاسع عشر . ولم يأت سنة 1860 م إلا وقد داست روسيا القيصرية مدينة طاشكند وسمرقند في سهل فرغانة وبلاد تركمان وقرغزيا وهل الدولتان روسيا القيصرية والصين اتفقتا مسبقا بتقسيم تركستان الكبرى بينهما بثلثين روسيا للصين فكانت منطقة تركستان الكبرى من نصيب الصين تبلغ مسحتها لأكثر من مليونين كيلو مترا مربعا بينما استولت روسيا القيصرية بالإضافة إلى خوارزم قازاقستان بما يقرب من أربعة ملايين كيلو مترا مربعا من أخصب الأرضي الإسلامية بأنهارها الخمس وأحواضها المتعددة منها بحيرة أورال ونهري جيحون وسيحون وزرفشان وإرتيش الأخيرة تشكل شريان النقل الداخلي من الشرق إلى الغرب تحجز البواخب عبابها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلو مترا من منابعها من جبال آلتاي إلى مصبها في بحر قزوين وهناك لأكثر من عشرين نهرا بمختلف الأحجام والأبعاد .

وأما التركستان الشرقية تختلف كثيرا في المناخ بالنسبة للتركستان الغربية حيث أن الشرق أجدب أفقر وفيها صحارى وجبال والغرب أخصب وكلها سهول منبسطة ذات محصول وفير غير أن روسيا القيصرية زادت من طمعها وضحت إليها مناطق شاسعة تحص الشرق في السبعينات من القرن الماضي ثم أعادت ولاية عرلجافنط وابتعت لنفسها مدنا أهلة بالسكان ومنابع الحياة تقدر مساحتها بثلاثة مائة ألف كيلو مترا مربعا من خيرة الأراضي الخصبة ومن مدنها آلما آتا ويشكله وأوش وتوقماق وأتوبيش وباركت بالتتجي ودنارين وبين أحواضها بحيرة بالتاش والسؤل وقد ألمحنا بالموضوع في مقدمة هذه الكلمة . ونحن لا نحمل حق الجيرانيا وهم اخوة له نطلب ودهم بأي ثمن .

كانت التركستان الغربية تعيش منقسمة إلى عدة خانات وحكومات وإمارات كما أسلفنا وكذلك الحال في التركستان الشرقية فهناك خافية خفت تحت رئاسة عبد الرحمان خان غوجام وإمارة كوجار طورفان تحت قيادة الشيخ راشد الدين خان وإمارة كاشغر تحت قيادة صديق بك قرغز وخافية أولى خليطا من الحكام من مسلمي الصين والفينيقين والحنطين ، وغولجا وبها حكومة محلية تشمل كلا من ولايتي جوجك والثاني ، وكانت ولاية قمول تحت وصاية متصرفة إقطاعية أمثال منصور .. ثم منصور وانك في أوائل قرننا هذا ولم تكن لصينيين وجود يذكر الأمن أشخاص يديرونه محلات الربا والرهائن ويشتغل بعضهم بالفلاحة وأما الإدارات الحكومية تدار وكالة على أن الكوادر الصينية المتناثرة معرفة للإبادة من قبل الأهالي إذا شاءوا أو من بعض الحكام أمثال راشد الدين خان بدأ يثير القلاقل للهيمنة على ولاية كاشغر متحد صديق بك من إمارة خوقند فاستجاب لطلبه وأتى شيخ التصوف ولي خان تورة بمعية أمن صبة المحنك ولم يكن هذا الأثر إلا يعقوب بك .وكان معهما أربعمائة فارس وما هي إلا أيام قضى على صديق بك فاستغل ولي خان تورة بولاية كاشغر ثم لعب النار في يعقوب فدبر خطة لإرسال ولى بعمته ولي خان إلى الحج فتم لله ما أراد واستقل يعقوب بك في الحكم وذلك سنة 1871 م ، ثم قضى على إمارة ياركند وزج بأميره السجن ثم قتله ثم اتجه إلى حالة فتن وكان حاكمها الشيخ عبد الرحمان خان من الأفاضل الكرام وقال يعقوب بك اثبت لزيارتي والدي وإذا لم يقبلنى فقلت راجعا وحلف لصدق إخلاصه بإيمان غليظة وهكذا استجلبه إلى خيمته خارج المدينة وجرده من حرسه بمكر وخداع ثم اعتقله ودخل مدينة ختن وأعلن سقوط الإمارة وتوليه الحكم فيها وبعد أن استتب بها الأمر برجاله المخلصين قفل راجعا عرفيه كاشغر ثم تجهز إلى غزو ولاية كوجار وعلى حاكمه السيد راشد الدين خان وأجهزه وقضى عليه وأخذ أسيرا هو وأبنائه ثم اتجه إلى غزو مدينة أورومجي وانتصر بعد معارك دامية ثم اتجه إلى غولجا وقبل الصلح من أمرائها . فاتخذ مدينة كورلا عاصمة لملكه أو سوقا لجيشه حيث إن أورومجي وما جاورها من البلدان لم يستتب الأمن بعد أو لم ترضى لحكومته وذلك أن خليطا من الأجانب والصينيين قاموا عليه بثورات وانقلابات ولكنه صمد صمود الأبطال المغاوير وأسس دولته المسلمة الموحدة دامت حتى سنة 1884 م حيث قضى عليها الجنرال الصيني المخضرم ( زوزونك تانك ) وبدون معارك فاصلة وذلك إن زمرة من خلصاء النفاق من بطانة يعقوب بك . سمموه في عرينه . وقبل هذا الحادث الجلل الوقح خانه أحد غلمانه خمش صيني أمره لقافلة تحمل خزينة الدولة من مدينة كورلا إلى ولاية آقسو محملة على أربعين بغلة وعليها عشرة من الحراس ـ وأن الغلام عاشور خدعهم ونحى بها إلى أورومجي حيث سلمها للجنرال الصيني ( زوزونك تانك ) وقبل هذه الخيانة شبت نار هائلة إلى مستودعات الدولة مكدسة بالأغذية والأسلحة والعتاد الحربي بالقرب من مدينة كوجار ولم تنفع بها المحاولة المستمية لأخمادها حتى أتت على آخر قشة فيها دامت سبعة أيام وللأمير تفاصيل كثيرة يطول ذكرها . وسقطت تركستان الشرقية لقمة سائغة في يد الصين سنة 1884 م كما سقطت تركستان الغربية بأكملها في يد روسيا القيصرية في الستينات من القرن المنصرم وكان الصينيون قديما يطلقون كلمة ( منطقة الحدود الغربية ) على التركستان الشرقية فسماها الجنرال الصيني ( زوزونك تانك ) بـ ( شنجيانغ ) الأرض الجديدة منذ سنة 1884 م وبعد ستة عشر عاما من هذا الاحتلال البغيض قامت في الصين حكومة نظام جمهوري في سنة 1911 م دامت في هشاشتها سنين عديدة حتى أن الدكتور ( سون يات سين نفسه لم يدخل البكين إلا سنة 1925 م وبعد عدة شهور مات فيها وبعد موته بثلاثة سنوات تكونت حكومة الجمهورية تحت رئلسة ( جان كايشيك ) وفي هذه الفترة قامت ثورات عديدة في التركستان الشرقية ضد حكومة الصين ومن أبرزها ثورة تمور خلفة سنة 1913 م وأخمدت الثورة بحيلة ماكرة مدبرة ثم قامت نهضة أو صحوة المثقفين في البلاد في عرضها وطولها ، وقامت ثورتنا المباركة العامة سنة 1931 م بقيادة السيد الوجيه خوجا نياز حاجي من مدينة قمول الباسلة وشاطرتها الثورات المتزامن في كل ولاية من ولايات العشر وأعلنت ( جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية ) سنة 1933 م الموافق سنة 1354 هـ بقيادة خوجا نياز ورئاسة فضيلة الشيخ ثابت الكمالي ووزعت حقائب الوزارات لنخبة ممتازة من الوطنيين الأحرار في ثمانية عشر وزارة ولكن روسيا خافت على نفسها من شقيقاتنا جمهوريات الخمس ( الإسلامية ) المتآخمة لنا من الغرب وعملت دسائس وأعملت جواسيس لإطاحة الجمهورية الفتية بالفعل سقطت الجمهورية الإسلامية سنة 1934 م على يد قائد صيني عميل ماكر لروسيا ولحكومة الصين المركزية . باتخاذ سياسة مزدوجة حيث حكم البلاد بالحديد والنار وأنشأ السجون والمعتقلات وراح ضحية عهده ولمدة أقل من عشر سنوات ما يزيد عن ثلاثمائة ألف شخص من خيرة رجال الأمة أكثرهم من المثقفين والعلماء والأغنياء ورجال المال والاقتصاد . ومن جهة ثانية أنشأ مدارس ومستشفيات وعبد الطريق وفتح معاهد للحرفيين وازدهرت التجارة في عهده مع روسيا ( استيراد و تصدير ) وعندما أينعت ثمار دور العلم والمعرفة وتسلح الشباب ، الشباب المسلم بالعلوم والفنون خاف على نفسه وصادف ذلك بداية حرب الكون الثانية سنة 1938 م تعطلت المدارس والمعاهد والكليات بمنع الإمداد اللازم وتأخير رواتب المعلمين والمعلمات وبالتالي دفعهم إلى قارعة الطريق يستنجدون الناس أو ينصرفون إلى حرفة يدوية وجلس بعضهم على أبواب الدوائر الحكومية لكتابة العرائض والوثائق ومراسلات عادية . وقامت ثورة البطل عثمان باتور في شمال البلاد وكذلك استعد شباب الأمة وشيبانهم في ثلاثة ولايات في الشمال على الثورة وإقامة حكم محلي وذلك في أوائل سنة 1944 م الأمر الذي عجل الحاكم بالنزوح إلى داخل الصين والارتماء في أحضان ( جانكايشيك ) بعد أن شحن أطنان من الذهب والفضة وأرسلها وتولى في الصين وزارة الشؤون القروية ووزارة الأرياف . وفي سنة 1945 م تولت حكومة الثورة الإسلامية للولاية الثلاث الشمالية تحت قيادة ورئاسة الشيخ الفقيه علي خان تورة باسم ( جمهورية تركستان الشرقية ) ثم بدأ بالتناوش وإيقاظ الشباب في سائر الولايات السبع فلم تبق أمامها إلا المداهمة على العاصمة أورومجي . التي لم تكن لديها أقل من ستة عشر ألف جندي من مختلف الجنسيات يقابلها ثمانون ألف جندي الجمهوري الوطني منهم ثلاثون ألفا وصلوا على مشارف العاصمة و على بعد 110 كيلو مترا ، عندها استنجدت حكومة ( جانكايشيك ) بالزعماء الثلاثة المقيمين في داخل الصين وهم الدكنور مسعود صابري بايقوزي والسيد محمد أمين بوغرا والسيد عيسى يوسف البتكين أتت بهم الصين إلى العاصمة أورومجي لتهدئة الحال وأخذ زمام الأمور قبل أن تنفلت وكان بمعيتهم الجنرال ( جان بوجانك ) رقم اثنين في الجيش الصيني الذي تحت يده قيادة ثلاثة أقاليم شمالية منها منطقة تركستان الشرقية ( شنجيانغ ) وعندما أحست روسيا . . . الزعماء الثلاثة بزعماء الولايات الثلاث المتحررة في الشمال خطفت قائد الثورة وحاكم البلاد الفقيه الشيخ علي خان تورة إلى طاشكند بصورة غامضة وتولى رئاسة حكومة الثورة الشاب المحنك أحمد جان قاسمي وزملائه . فتشكلت في أورومجي حكومة الائتلاف بين الفئات الثلاث الصين ، والوطنيين الأحرار الزعماء الثلاث ، وأرباب حكومة الثورة للولايات الثلاث الشمالية ، و وقعوا على وثيقة الائتلاف الحكومي ذو إحدى عشرة مادة وتولى رئاسة الحكومة الجنرال ( يوجابك ) وتوزعت مقاعد الأعضاء وأختيرة أحمد جان قاسمي لرئاسة الحكومة مساعدا للرئيس جانك . وكان من ضمن مواد الوثيقة أن يكون المحافظة على الحدود والجندرمة من قبل الصين فاستفادة الصين من هذه الفرصة ودفعت إلى البلاد بمائة ألف جندي صيني وبالفعل توزعت إلى عشر ولايات الأمر الذي زاد في عدد الصينيين في البلاد مائة في المائة حتى بلغ عددهم فى البلاد إلى مائتين ألف صيني سنة 1946 م . وقد تلاحموا عبر عن جواسيسهم بضعاف النفوس والمحسوبين من أهل البلاد وعرقلوا تنفيذ بنود الاتفاق في سير أعمال البلاد الإدارية ثم تدخلوا في الانتخابات المحلية بإيعاز من أعضاء الحكومة الصينية وحاولوا أن يحولوا بين الزعماء الوطنيين والشعب في أثناء زياراتهم المتكررة لجميع مناطق البلاد ورموا بعضهم التهم الباطلة والأخلاقيات بطريق مزيفة لتلطيح سمعتهم ولأجل ذلك انسحب مساعد رئيس الحكومة السيد أحمد جان قاسمي من رئاسة الحكومة وقفل راجعا إلى الولايات الثلاث رئيسا لها كما كان . ثم جاء الدكتور مسعود صبري بايقوزي على الرئاسة بدلا من ( جانك ) لتهدئة الأوضاع السائدة والمتصاعدة إلى إعلان ثورة ضد الصينيين المهيمنين على السلطة وتولى السيد عيسى يوسف البتكين سكرتارية الحكومة والسيد محمد أمين بوغرا للإنشاء والتعمير ودام الدكتور مسعود في رئاسة الحكومة حتى شهر إبريل من سنة 1949 م حيث انتقلت الرئاسة إلى برهان شهيدي في الوقت الذي دكت حركة ماوذي دونك من شمال الصين الشرق حصون وقلاع جانكايشيك كومندان . الأمر الذي ازدادت دقات قلب اليسار المتطرف فرحا بذلك وبعد فشل عدة اجتماعات لأعضاء الحكومة لدراسة الموقف المتأزم تجاه اتخاذ القرار بعدم الاستلام لحركة ماوزي دونك مهما كلفهم ذلك وعندها . أعلن برهان شهيدي استسلام ( شنجانغ ) لحركة ماو دون قيد أو شرط ، فأخذ الزعماء عيسى يوسف البتكين والسيد محمد أمين بوغرا يسرع الخطى بالنزوح إلى الهند . في حين امتنع الدكتور مسعود صبري بايقوزي عن مغادرة البلاد وذلك في شهر آب أغسطس 1949 م وفي اليوم الثالث والعشرين من شهر أكتوبر استقبل برهان شهيدي وأعضاء حكومته الموالين له فلول القادمين من الجيش الأحمر في مدينة قمول المتآخمة للصين وكان قائد هذا الفيلق الفريق ( وانك جين ) بينما وصل الزعيمان إلى الهند برفقة المئات من الكوادر الحكومية والكتاب والصحفيين منهم الأستاذ عبد الرحيم أوتكور والسيد إبراهيم مطيعي وعبد العزيز جنكيزخان وقربان قوداي وفلاد قادري وعبد الستار دولت . أكثرهم بعائلاتهم ومعهم أسلحة شخصية تكفي لحمايتهم من كل سوء إذا لزم الأمر (29) .

تركستان الغربية

في روسيا قامت قيامة التركستانيين بحلول سنة 1910 م حيث فرضت عليهم روسيا القيصرية التجنيد الإجباري عن طل لأسرة ولو كانت الأسرة خالية من الأبناء فتسارع الأثرياء وذوي المناصب بشراء أبناء الأسر الفقيرة مقابل حفنة من المال ولكن الكثرة الكاثرة واجهوا الموقف مستضعفين وهكذا إذعنوا عليه صاغرين وغقدوا أبنائهم وذلك في حرب روسيا القيصرية مع اليابان في أقصى الشرق وعلى سواحل المحيط الهادي حتى سنة 1914 م حيث قامت حرب الكون الأولى وعقب الحرب انتصرت شرذمة الشيوعية الماركسية اللينينية في ثورتهم على روسيا القيصرية المريضة المتهالكة في أكتوبر سنة 1917 م ولم تزل إمارات خيوة وبخارى وقوقند قائمة تحت حكم نفسها بنفسها ولكن روسيا الجديدة ( الاتحاد السوفيتي ) قضى عليها جميعا عند مشارف سنة 1922 م ثم قضى على أكثر من سبعة وثلاثين فصيلة من فصائل الثوار الوطنيين قبل سنة 1928 م حيث أعلن إبطال أي اعتقاد ديني ولا ديانة كانت وفرض على الأمة مشروعه ( الكالخوز ) تعني ( نعمل جميعا ونأكل سويا ) وفي نفس السنة ألغى المحاكم الشرعية وهدم المساجد والمدارس ودور العبادات من أدنى البلاد إلى أقصاها وشموع في الإصلاح الزراعي وإلغاء صكوك الملكية بإعلانه أن الأرض ملك للدولة فلا يمكن التفريط فيها ثم ألغى الترابط الأسري ولاسيما سلطة الوالدين والأخوة على بعضهم البعض وكل الهويات يرجع إلى الدولة أو إلى الأب لينين حسب تعبيرهم أخزاهم الله وأغلق الحدود ضاربا ستار الحديدي بعزلة تامة عن العالم الخارجي وبانعدام الروحانيات والإلهيات في مستويات الشعب .

ونحن نرى نفس هذه الخطة الجهنمية في تركستان الشرقية منذ سنة 1949 م ولاسيما منذ سنة 1957 م حيث وضعت الصين الشعبية كل مثقلات النظام الماركسي البغيض على أمتنا المغلوبة على أمرها . وهناك اختلافات أيدلوجية بين الصين وروسيا وبموجبها تنجلي موقف النظامين من الشعبين الشقيقين الأمر الذي نعمل جهدنا لنبرز هذه الفوارق فيما يلي من إيضاح للساحتين المغايرتين .

مرئياتنا عن حاضر تركستان بشقيها الشرقي والغربي

قلنا فيما سبق أن الشعب التركستاني المسلم عان الأمرين بقعود من الزمن وأما الفوارق تبدأ من النظام الشيوعي المفروض عليهم في التركستان الغربية منذ خمسة وسبعين عاما وبالتحديد من سنة 1917 م وإن هذه السنين كفيلة بأن تغير الجذور قبل الفروع حيث لم يتبق هناك جذع واحد من العهد الأولى أي قبل أكتوبر سنة 1917 م حيث أنهم عاشوا مسخرين في الأغلب الأعم في ثلاثة محاور . الأول العمل في الحقول الزراعية والتعدين . والثاني الانضباط في السلك العسكري قهرا وجبرا . والثالث الخدمات العامة المبتذلة في مختلف الدوائر الحكومية وبدون استثناء كخدم وأعمال البناء والتشييد في الجسور والكبارى والطرق ووسائل النقل والورش والمصانع عسكرية والمدنية كآلة صماء جاهلة عمياء غير مبصرة مثل حكاية ضفدعة في قاع البئر . وفي المدة الأخيرة كنا في زيارة خاطفة لبعض الجمهوريات الإسلامية المستقلة في آسيا الوسطى نرى فيها البطالة المتفشية والجهل الضارب أصابه على الصغير والكبير والفقر المدقع اللهم إذا قنن أحدهم دخله على مصروفه يكاد يكفيه أو لا يكفيه رغم رخص الأسعار وأما العلم والمعارف مقصورة لفئات محدودة جدا ولا تتحمل الدولة الفتية أي مصرف تزيد عما كانت عليه الحال في العهد البائد وأن الاتحاد السوفيتي عبر تاريخه الطويل ترك شعب تركستان محروما من العلم والأدب والثقافة باستثناء بعض ما يسمى بالثقافة مجازا من موروث القوم من غناء أو طرب وبعض القصائد المتبقية البالية لا تمت بمصير الأمة بصلة وأن الشعب مدعو بكل فئاته إلى المجالس المحلية المعتادة الرتيبة المملكة وإلى السينماء والمسارح ليلا ونهارا ولم نرى كتابا واحدا أو نشرة قومية ذو ثقافة وعلم وبيان في جميع هذه الجمهوريات ولم تزل الإدارات الحكومية أو أصبحت في حاجة لمثقف أو متعلم أو متعلمة يسد فراغا من فراغات هائلة بجانب الفراغ الروحي من ديانة وعقيدة وعبادة . غير أن بعض الأوساط من أبناء الشعب ولاسيما المسنون منهم بدأوا يهتمون بدور العبادة من مساجد وديوانات شخصية يتكلم الواحد منهم من حيث يدري ولا يدري عن عبادة وعقيدة وعلم ، ولكن بشكل بطيء لا تأثير له ولا يغير شيئا من حياة أمتنا في المنظور القريب . وهناك بعض الأبنية ذات صلة بتاريخ البلاد وثقافتها القديمة كمدرسة أواوغ بك في بخارى وكوكلداش في طاشكند أعيدت بنائها أو رممت وأكملت المهدم منها اعتقد أنه كإحياء للتراث وليس كعودة للدين والعقيدة . بينما نرى ونسمع من كثير من كبار السن يرجون أن يبدأوا شبابهم وشاباتهم الرجوع إلى حظيرة الدين والعقيدة ولكن العمل ضعيف جدا جدا . والمبعوثون من الشبان والشابات إلى الدول الإسلامية للدراسة قليل جدا بالنسبة لبلد مترامية الأطراف يربو عدد سكانها أقصد سكان الجمهوريات الخمس عند خمسة وأربعين مليونا من المسلمين .

ورب سائل يسأل أن الاتحاد السوفيتي آخذ في حينها للاهتمام بالتعليم والتربية والحال هذه كيف تفسرون حالة المسلمين في آسيا الوسطى . نقول أن الاتحاد السوفيتي اهتم بالتعليم والتربية وبالدرجة الأولى لأبناء السلاب وفي حدود روسيا المسكوفية وأما جامعة طاشكند الحديثة . وكذلك عدة جامعات في أنحاء البلاد اتخذت للدعاية ولتعليم أبناء شعوب مبتعثة من خارج البلاد لبث تعاليم ماركس ولينين وستالين بجانب علوم وفنون مقننة وذلك خدمة بل عملا جادا الضرورة لترسيخ قواعد ومرتكزات الشيوعية العالمية وتدخل في هذه المجال والقصد بعض أبناء آسيا الوسطى بنين وبنات من أسر معلومة محدودة وحسب حاجة النظام لخدماتهم كواجهة من كفاءات وطنية فيبقى أبناء الشعب في معسكرات السخرة للعمل والإنتاج كأي آلة لا إرادة لها .

فالجمهوريات الخمس الإسلامية في حاجة إلى الكوادر الإدارية والأطباء والمدرسين وجيولوجيين والمحاسبين ورجال الاقتصاد والمخططين لمستقبل البلاد والعباد ولم تزل هذه المراكز مشغولة بالكوادر الروسية من دار رئاسة الجمهورية إلى كشك الوجبات الخفيفة واللغة الروسية أصبحت لغتهم المتعارف عليها وكأن لغة قومهم من اللغات الوافدة إليهم حتى في صالات الطعام في الفنادق والأسواق الحكومية متعددة الأدوار وبدون مبالغة الطفل يبدأ اللغة الروسية حياته من فم والدته إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في آخر حياته وأن أقواما وتجمعات شعبية في قازاقستان وقرغيزيا لم يعرفون شيئا عن لغة قومهم . وأما البطالة في البلاد أتت عن قفل روسيا مصانعها الحربية وتسريح العمال وسحب مهندسي هذه المؤسسات إلى روسيا وما أكثر هذه المصانع المقفولة المهجورة وضخامتها . وأما الفقر في البلاد بالدرجة الأولى من ضالة الأجور وانعدام العمل وقلة المشاريع المستقبلية . وانعدام المصانع للحاجات الضرورية اليومية لحياة الشعب من نسيج والأواني المنزلية والمفارش والملابس والمعلبات من الأطعمة والصابون وأدوات التجميل والعطورات وأوراق أو مناديل صحية وورق الطباعة وأدوات مدرسية ووسائل تعليمية والأجهزة الالكترونية حتى الصلصلة ليس لها مصنع في البلاد ولا أظن هناك مصنعا لابرة الخياطة . وشفرة الحلاقة . فطل هذه الضروريات اليومية مستوردة ـ إن وجدت ولم تزل حاجة الناس في الازدياد يوما عن يوم فعلى هذا تزداد الأسعار لسائر السلع الضرورية والأغذية ونرى في الأسواق جاكيتات سورية ومعلبات مصرية وصوابين عربية وساحيق لبنانية فرنسية وجزم صينية وفانلات داخلية سورية وتركية حتى رأيت برتقال نفرتيني المصرية بالكراتين . ولم نرى سوقا واحدا أو معرضا للمنتوجات المحلية إلا الأصواف والجلود والألبان ومشتقاته عارية ومعرضة لأي تلوث بيئي . والفواكه المحلية والخضروات وملابس تقليدية قديمة يأخذها الأجانب من الزوار .

حاضر التركستان الشرقية الدامية

وأما الحالة الحاضرة في التركستان الشرقية تختلف اختلافا كبيرا لا بالكم بل بالكيف سلبا وإيجابا أولا أن التعليم والتربية أوسع بحالا بالنسبة للجمهوريات الخمس الإسلامية غير أن الصين الشعبية تخلق العراقيل والأعذار بالنسبة للطالب أو الطالبة من المواطنين . ولعل أن البيئة كانت أكثر ميلا للعلم والمعرفة عن شقيقاتها في الاتحاد السوفيتي السابق نرى الرفاق من المثقفين والمثقفات بجانب الثقافة العامة المنتشرة بين فئات الشعب شيبا وشبانا بينما الشاب الأزبكي لا يعرف شيئا عن العالم الخارجي نسمع من أبناء تركستان الشرقية مجريات العالم أولا بأول . . كأنه يعيش في برلين أو نيويورك أو القاهرة ويسمى وحدة ويتكلمون عن أحوال بلدهم بالأثر الرجعي ويعطيك معلومات اضافية عن تاريخ آبائهم وماضي ديارهم وعن الحالة التي عاشوا عليها . وإذا تكلمت عن أي بقعة في العلم تجده واعيا ومدركا بأصول تلكم الديار النائية عنه . وقد تكلمت مع بعض الحجاج العائدين وكأني استرحت إليه أو صادف إن تكلمت عن بعض الوقائع العلمية من الفلسفة الاجتماعية فإذا الرجل أعلم مني في هذا الموضوع وكأنه درسه والذي عندي مجرد إلهام بسيط .

النهضة الثانية

ولقد ألف المثقفون والدارسون من الشباب والشابات وبعضهم كانوا من رجال العلم قبل سنة 1949 م ألفوا أكثر من ألف وخمسمائة كتاب وأصدروا مجلات علمية وأدبية ومن هذه المؤلفات ما هو في الدين والعقيدة في التفسير والسيرة وقد تفضل مقام رابطة العالم الإسلامي بالسعي والجهد لدى الجهات المختصة في إعادة طبع ترجمة معاني القران الكريم للأخ الفاضل محمد صالح مدير المعهد الإسلامي في مدينة أورومجي وقد تبين إن طبع التفسير أقصد ترجمة القران في بكين للمرة الأولى سنة 1986 م بمائة ألف نسخة والآن قد طبعها مجمع الملك فهد لطباعة القران الكريم منها خمسمائة ألف نسخة بالترجمة الأويغورية والترجمة من إنتاج الوقت الحاضر . وهناك كتب في تاريخ والأدب والطب واللغة بجانب إخراج أنباء هذه الأمة في تركستان الشرقية الكتابين القيمين ( قوتاتغو بيليك ) و ( ديوان لغات الترك ) بالترجمة الأويغورية ولأول مرة منذ أكثر من ألف عام حيث أنهما من مؤلفات القرن الحادي عشر من الميلاد وكتاب ( جواهر البخاري ) للإما القسطلاني ترجمة إلى اللغة الأيغورية الأستاذ الفاضل محمد صالح أيضا ، وصدر الكتاب بخطبة بليغة باللغة العربية ثم وضع ترجمة الإمام البخاري ثم ترجمة الإمام القسطلاني بالإشارة إلى الآيات القرآنية بالأرقام المعتادة . وكذلك كتاب ( نور اليقين ) للشيخ مجمد الخضري وفي الأدب القديم ( كليلة ودمنة ) وكتابي ( بوستان ) و ( كلستان ) للأديب الفارسي شيخ مصلح الدين الشيرازي المتوفى سنة . . . ؟ م ومئات الكتب في الأدب القديم والجديد لمشاهير أساطين الأدب والبيان في آسيا الوسطى ومن الفلسفة والموسيقا من كتاب الفارابي والسكاكي وكتاب ( رجال منسيون ) في التراجم وعشرات الكتب والنشرات في تاريخ تركستان ولو أنها تحتاج للدراسة والتمحيض وكتب النقد الذاتي مثل كتاب ( عقرب من المحراب ) و ( السبع عشر من رمضان ) لمؤلف جرجي زيدان و ( تاريخ أمنية ) و ( تاريخ حميدية ) لملا موسى سايرامي من الكتب القديمة في تاريخ تركستان الشرقية و ( ستوق بوغراخان ) وملحمات تاريخية ( وأثر لن يزول ) في الملاحم أيضا . هذا من حيث الثقفة والعلم والأدب وأما بالنسبة للدين والعقيدة نرى شعب تركستان يعض دينه وعقيدته بالنواجذ مواظبين لصلواتهم الخمس متمسكين بأصول الشريعة ولا سيما في الأحوال الشخصية حتى قسمة الميراث مخالفة للقوانين المرئية في البلاد .ومواضبتهم لصلاة الجمعة والجماعة وعدم تعاطيهم ماحرم من الأغذية وان اكثرهم لايشربون البيبسي ومشتقاته ومعلبات من الأطعمة والترابيط الاسري مرعية ومهابة ومحترمة وإن كثيرا من مشايخنا يميلون إلى تحكيم السنن بدلا من الفقه وبرغم الصعوبات وقلة المال فيهم يزداد عدد الحجاج بتركستان الشرقية بعد أخرى حتى أن هذه السنة أقصد الحج المنصرم سنة 1413 هـ يربو عدد حجاجنا عن أربعة آلاف حاج وحاجة من مختلف الأعمار بالمقارنة عن عدد الحجاج من جمهورية آسيا الوسطى حيث لم يبلغ عدد كل حجاجها عن ثلاثة آلاف حاج وحاجة برغم التساهيل المبذولة لهم هنا وهناك . فبينما عدد الحجاج الرسميين من تركستان الشرقية لا يزيد عن أربعمائة شخص وأن أكثر من ستة أضعاف هذا العدد الرسمي أتوا إلى الحج عبر سيبيريا وموسكو وتركيا والجمهوريات الخمس الإسلامية وإن جذوة الدين والعقيدة والقومية المتحررة آخذة فيهم كل مأخذ وهذه من جوانب الإيجاب فيهم وأما الجانب السلبي في حياتهم اليومية يأتي من زبانية الصين الشعبية بأنهم محرومون من الحقوق السياسية والعسكرية والتعليمية والعمل الحر . إلا بشروط التعجيز والتصريف وأنهم محرومون أيضا من حقوق سلامة البيئة حتميا حيث ما زالت الصين الشعبية ماضية في تجاربها النووية على أرض وشعب تركستان العزل فتسممت المحصولات الزراعية والحيوانات اللاحمة والفواكه وظهرت في المجتمع مختلف الأمراض غير موجودة في أسلافهم من تشوهات خلقية في المواليد وإجهاض قهري بدون أسباب وتقلبات الرحم والنزيف الداخلي في الشابات من النساء حيث أن الصين الشعبية عندما بدأت في تجاربها النووية في الستينات فجرت حتى الآن ثلاثة وثلاثين تفجيرا نوويا ذات قوة ألف وخمسمائة طن وقد أجرى من هذه التجارب اثنتا عشرة تفجيرا تحت الأرض وواحد وعشرون تفجيرا فوق الأرض وآخر تفجير لها سنة 1991 م في شهر أيلول راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف ضحية ما بين فقد الحياة والتشوهات وبتر الأعضاء والشلل النصفي وفقر الدم وزوغان الدماغ وهلوسة هستيرية وقيل أن الصين الشعبية تبطحت آلافا من السجناء الأتراك في أرض رملية قريبة من مكان التفجير لمعرفة ما يصيبهم من أمراض وآفات وكيفية مدى تحمل الإنسان لقدر معين من الإشعاع الذري حال وقوع الانفجار .

ثم هناك إجهاض قهري للفتيات حسب سياسة الولد الواحد للأسرة الواحدة وأن أكثر من سبعين مستشفى في عموم تركستان تجهض يوميا أكثر من أربعة آلاف امرأة مهما تكون حالتها الصحية والنفسية يسحبونها من بين أهلها ومن بين يدي زوجها وأمام أطفالها قهرا ، وللصين أساليب شتى في الإجهاض القهري تهذي لها جنين الإنسانية وهن اخوة لنا ولكم يا اخوة الإيمان (30) .

أن شبابنا وشاباتنا يتسكعون في الطرقات وعلى قارعة الشوارع العامة والخاصة من جراء حرمانها من حقوقها التعليمية وحقوق العمل وحقوق التعبير من المطالبة بها بينما أبناء المهاجرين الصينيين يملئون المدارس والمعاهد والكليات ومعاهد المهن الحرة وعلى أي مستوى كان في التعليم ، ومنذ عشرة سنوات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shahnar
مشرف عام
مشرف عام
shahnar


نقاط : 6310
السٌّمعَة : 19
تاريخ التسجيل : 18/09/2008
الموقع : golanturkmenlere.com

تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم   تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 3:59 am

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.golanturkmenlere.com
turk dunyasi
عضو خبير
عضو خبير
turk dunyasi


الجنس : ذكر نقاط : 5977
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 23/03/2009
العمر : 33

تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم   تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 2:05 pm

لا يسعني الا ان اشكرك .....قلمك مميز ما شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لمسه انوثه
عضو نشيط
عضو نشيط
لمسه انوثه


الجنس : انثى نقاط : 5120
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/10/2010
العمر : 37
الموقع : عمــــــksaــــــــــــــــري

تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم   تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها  واتخاذ الذئب شعارا لهم Emptyالجمعة ديسمبر 10, 2010 9:11 pm

شكرا لمجهودك الاكثر من رائع

أفدتــــــــنا


دمت لمحبيـــــــــــــك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تركستان الكبرى ماضيها وحاضرها واتخاذ الذئب شعارا لهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدولة التيمورية الكبرى
» الذئب عند الشيشان
» حفيد الذئب يتكلم
» ماذا تعرف عن الذئب
» اخيرا... هذه هي خارطة اقليم كردستان الكبرى..؟؟!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تركمان الجولان :: القسم التاريخي :: منتدى التاريخ التركي العام-
انتقل الى:  
©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع