وجدي عضو مبتدئ
نقاط : 5588 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: السلاجقة، أصولهم وسلاطينهم الأحد يناير 18, 2009 11:41 am | |
| السلاجقة، أصولهم وسلاطينهم
المبحث الأول
أصولهم ومواطنهم وبداية ظهورهم ينحدر السلاجقة من قبيلة «قنق» التركمانية، وتمثل مع ثلاث وعشرين قبيلة أخرى مجموعة القبائل التركمانية المعروفة بـ «الغز» ([1]) وفي منطقة ما وراء النهر والتي نسميها اليوم «تركستان» والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً، ومن السهول السيبيرية شمالاً إلى شبه القارة الهندية وفارس جنوباً، استوطنت عشائر الغز ([2]) وقبائلها الكبرى تلك المناطق وعرفوا بالترك أو الأتراك ([3]), ثم تحركت هذه القبائل في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي بالانتقال من موطنها الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة، وذكر المؤرخون مجموعة من الأسباب التي أسهمت في هجرتهم، فالبعض يرى أن ذلك بسبب عوامل اقتصادية؛ فالجدب الشديد وكثرة النسل، جعلت هذه القبائل تضيق ذرعاً بمواطنها الأصلية، فهاجرت بحثاً عن الكلأ والمراعي والعيش الرغيد ([4])، والبعض الآخر يعزو تلك الهجرات لأسباب سياسية، حيث تعرضت تلك القبائل لضغوط كبيرة من قبائل أخرى فاضطرت إلى ترك أراضيها ([5])، بحثاً عن نعمة الأمن والاستقرار, وذهب إلى هذا الرأي الدكتور عبد اللطيف عبد الله بن دهيش([6])، واضطرت تلك القبائل المهاجرة أن تتجه غرباً، ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان([7])، فأصبحوا بالقرب من الأراضي الإسلامية التي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21هـ - 641م ([8]). أولاً: اتصال الأتراك بالعالم الإسلامي:
في عام 22هـ - 642م تحركت الجيوش الإسلامية إلى بلاد الباب لفتحها, وكانت تلك الأراضي يسكنها الأتراك، وهناك التقى قائد الجيش الإسلامي عبد الرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبد الرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الإسلامي لمحاربة الأرمن، فأرسله عبد الرحمن إلى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهربراز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمه بالأمر، فوافق على ما فعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع إلى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الإسلام فيها([9])، وتقدمت الجيوش الإسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الإسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الإسلامية في تلك البلدان, وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الإسلامية، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والأقاليم ومنهم الأتراك، فتم الاتصال بالشعوب الإسلامية واعتنق الأتراك الإسلام، وانضموا إلى صفوف المجاهدين لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله ([10]).
وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم فتح بلاد طبرستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31هـ ونزلوا بلاد ما وراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الإسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين ([11])، وواصلت الجيوش الإسلامية تقدمها في تلك الأقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان t، وتوغلت تلك الجيوش المظفرة حتى وصلت سمرقند، وما إن ظهر عهد الدولة الراشدية الإسلامية حتى صارت بلاد ما وراء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الإسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة([12])، وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين, وشرعوا في تولي المناصب القيادية والإدارية في الدولة، فكان منهم الجند والقادة والكتّاب، وقد التزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب، ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي، وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شئون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف إلى تقليص النفوذ الفارسي، الذي كانت له اليد المطلقة في إدارة الدولة العباسية منُذ عهد الخليفة المأمون([13])، وقد تسبب اهتمام المعتصم بالأتراك في نقمة الناس عليه، فأسس مدينة جديدة هي (سامراء)، تبعد عن بغداد حوالي 125كم وسكنها هو وجنده وأنصاره، وهكذا بدأ الأتراك منُذ ذلك التاريخ في الظهور في أدوار مهمة على مسرح التاريخ الإسلامي حتى أسسوا لهم دولة إسلامية كبيرة كانت على صلة قوية بخلفاء الدولة العباسية عرفت بالدولة السلجوقية ([14]).
[/b]
([1]) أخبار الدولة السلجوقية، ص 2، 3، نظام الوزارة للزهراني، ص 31.
([2]) تاريخ الترك في آسيا الوسطى، ترجمة أحمد العيد، ص 106الدولة العثمانية، ص 23.
([3]) أخبار الأمراء والملوك السلجوقية، تحقيق د.محمد نور الدين، ص 2-4.
([4]) كتاب السلوك، أحمد المقريزي ج 1 قسم 1، ص 3. (5) قيام الدولة العثمانية، ص 8.
([6]) الكامل في التاريخ (8/22).
(7) نهاوند، شوقي أبو خليل، ص 55-70
([8]) للتوسع في أصولهم انظر: الخلافة العباسية السقوط والانهيار، فاروق عمر فوزي، تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، محمد سهيل طقوس، العصر العباسي، د. خالد عزام.
([9]) تاريخ الأمم والملوك للطبري (3/256، 257).
([10]) الدولة العثمانية والشرق العربي، محمد أنيس، ص 12 ،13.
([11]) فتوح البلدان للبلاذري، ص 405 - 409. (4) الدولة العثمانية للصَّلاَّبي، ص 25.
([13]،2) قيام الدولة العثمانية، ص 12. | |
|
baturay avsar عضو خبير
الجنس : نقاط : 5512 السٌّمعَة : -12 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 العمر : 46 الموقع : دمشق
| موضوع: رد: السلاجقة، أصولهم وسلاطينهم الأربعاء أكتوبر 27, 2010 6:18 pm | |
| Yazınızı ve yararlı bilgiler için teşekkürler | |
|