للشعر التركماني في سورية صلة بحياة الناس, ومبادئهم وقيمهم وأحاسيسهم الذاتية بين الحزن و الألم و الفرح
وهو شعر ذو سمة شعبية من حيث لغته وأسلوبه ونفسه القصير يقوم على رباعيات, فالقصيدة تتألف من عدد من الرباعيات, وغالباً ما تكون المورية الشعرية رباعية واحدة ويتألف كل شطر من سبعة مقاطع هجائية يتوزع نبر الجملة فيها بين 3+4 أو 4+3 ونظام القافية متنوع, فالرباعية الأولى تتألف من توزيع معين للقافية على نمط آ-آ-ب-آ, فالقافيتان الأولى والثانية متشابهة, والثالثة مختلفة, والرابعة تشابه الأولى والثانية
والرباعيات الأخرى,تتألف كل واحدة من ثلاث قوافِ متشابهة, وتعود القافة الرابعة كالقافية الأولى بمثابة لازمة موسيقية تنبئ بنهاية الرباعية وهذا النمط من الرباعيات الشعرية هو شكل من أشكال الشعر الشعبي التركي يسمى لدى النقاد (ماني) Mani
يتألف كل شطر من سبعة مقاطع ويعود هذا النمط إلى تاريخ موغلٍ في القدم , حافظ التركمان على توزيعه ونظامه الشعري عبر قرون متتالية ويمتد إلى أكثر من ألفي عام في سهوب آسيا الوسطى الموطن الأول للأتراك.
نماذج من الرباعيات الشعرية التركمانية في سورية:
şu dağlar ulu dağlar
Atrafı suylu dağlar
Ben derdimi söylersem
Taşlar topraklar ağlar
Su gelir merdin merdin
suy değil benim derdim
Deniz mürekkep olsa
Yazılmaz benim derdim
ومعناها بالعربية
يالهذه الجبال الشاهقة العالية
وجنباتها مليئة بينابيع الماء
لو أردت أن أبوح بهمومي وأحزاني
لبكت الحجارة وذرّات الثرى تألماً
يجري الماء دفّاقاً منثالاً
ليس الماء غايتي وهمي
لو كان البحر بأسره مداداً
لما أستطاع أن يدون أحزاني
مختارات شعرية لشعراء تركمان في سورية
الشاعر محمود أمين آغا :
من تركمان محافظة اللاذقية ويعمل مدرسا لمادة اللغة العربية في ثانوية جول جمال, له كتابان,
الأول مجموعة شعرية من تأليفه باسم ( نبضات تركمانية )
والثاني كتاب عن تاريخ الشعر التركي باسم ( مختارات من الأدب التركي )
نموذج من شعره:
Lazkiye Dağları
Lazkiye dağları
Denizle mutlu yaşar
Türkmenlerin kalpleri
Arap hissiyle coşar
Nice güzel gökyüzü
Damlalar barış saçar
Keşke sevgi kuşları
Karanlıkları açar
Sevinç kurar evleri
Kinlikse bütün kaçar
الترجمة :
جبال اللاذقية
تعيش مع البحر في سعادة
وقلوب التركمان
تجيش بمشاعر العرب
ما أجمل أن تنثر السماء
قطرات من المحبة
وليت طيور الحب
تخترق دياجير الظلام
حيث تعمر المنازل في سعادة
وتتقشع الأحقاد كلها
الشاعر كوجك ملاّ محمد (و:1869-ت:1982م)
شاعر تركماني من محافظة حلب
أشعاره بين سباعيات وثمانيات
مصادره: القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وفلسفته تقوم على التصوف والزهد والورع والتسامح والطهارة والصفاء والطيبة مع البشر ومع الأنعام
من شعره:
Bu geceler bu gündüzler
Bu ay güneş bu yıldızlar
kulak duyar görür gözler
Acep bildinmi kimden bu
Ne semanın göklerin bekası var
Ne tepe olağların bakası var
Ne deniz deryanın bakası var
Cümlenin ahiri sonu zevaldır
ومعناها بالعربية
انظر إلى حال الأيام والليالي
إلى القمر, والشمس, وهذه النجوم
الأذن تسمع, والعين تبصر
تساءل: مَنْ أوجد كل هذا
لا السماء ستدوم في علوها وبنيانها
ولا التلال والجبال ستبقى في رواسيها
ولا البحار والمحيطات ستظل في أماكنها
فمصير ذلك كله زوالٌ وفناء
محرم شيخ إبراهيم
من مواليد قرية العيسوية/ محافظة اللاذقية
خريج صف خاص, ثم ليسانس(إجازة) في اللغة العربية
يعمل حالياً مديراً في إعدادية العيسوية
له عدد من القصائد باللغة العربية على نمط البحور الخليلية, وقصائد على النمط الحر, ويكتب الشعر بالتركية, وله مساهمات في الترجمة, ومن أهم أعماله(الأبرار والأشرار) وهي مجموعة قصص من التركية قيد الطباعة
من شعره:
Çocukluğuma
Götürün beni çocukluğuma
Götürün beni mutluluğuma
Bıktım artık dünya kederinden
Götürün beni çocukluğuma
kalbim çırpınyor deniz dalgası
Dağlar dev okyanus parçası
Gönlümde dert pıçağın yarası
Götürün beni çocukluğuma
Hiç durmadan akar gözyaşlarım
Büküldü belim ağardı saçlarım
Meydan da hazır mezar taşlarım
Götürün beni çocukluğuma
Orda umutlara bürünürdüm
Neşelik feyzine gömülürdüm
Ferah'tan kuş gibi görünürdüm
Götürün beni çocukluğuma
Güller, kelebeklere yatardım
yıldızları deşirip taç yapardım
Anam koynuna kendim atardım
Götürün beni çocukluğuma
Geçti, gilti o güzel günlerim
O çağ'da yeşerdi sevgi hislerim
O anıları anıp inlerim
Götürün beni çocukluğuma
ومعناها بالعربية
إلى طفولتي
خذوني إلى مرابع طفولتي
خذوني إلى مهد سعادتي
كم سئمت أكدار الدنيا
خذوني إلى مرابع طفولتي
يجيش فلبي بأمواج الحزن المتلاطمة
وكأنه خِضمٌ عظيم يمور بالأضطراب
مِدْيةُ الحزن تترك أثلاماً وجروحاً في فؤادي
خذوني إلى دنيا طفولتي
تسيل دموعي رقراقةً دون أنقطاع
حيث احدودب ظهري, وغزا الشيب رأسي
وها هي حجارة قبري متناثرة00تنتظر أجلي
خذوني إلى مسرح طفولتي
في مدارج طفولتي كنت أتدثر بالأمنيات
وأرفلُ وأسرح في مغاني البهجة والسرور
وأطير من الفرح كالبلبل في أجواء السماء
خذوني إلى مغاني طفولتي
أذكر إذ ألهو وأغفوا بين أسراب الفراش والورد
وأقطف النجوم لأصنع منها تاجاً لألاءً
وأرتمي بجنون في أحضان أمي الرؤوم
خذوني إلى أحضان طفولتي
ها قد ولت تلك الأيام السعيدة
التي أنيعت فيها أحاسيس الحبّ والوداد
كلما استرجعت تلك الذكريات أجهشتُ بالبكاء
خذوني إلى مهد طفولتي
محمد مولود فاقي
من مواليد حلب التركمان سنة 1950م
مارس مهنة التعليم, زاول الأدب, وكتب أشعاراً ومقالات في جرائد الوحدة وتشرين ترجم من التركية إلى العربية أكثر من ثلاثين رواية ومجموعة شعرية
من أهم أعماله المترجمة (العاصفة المعدنية,ودنيا واحدة لعاشقين)
كتب بالتركية قصائد عديدة على نمط الشعر الحر,لامس بساطة الحياة الريفية البعيدة عن التملق, وتغنى بجمال الطبيعة ودفء القيم الأنسانية الأصيلة الصافية
Bir zamanlar
في زمن بعيد
في زمن بعيد كانت مواقدنا تتأجج
وتنفث دخانها يميناً ويساراً
في زمن بعيد, قبل خمسين أو ستين سنة
كانت قريتنا, حقولنا تنشر المحبة والسلام
وتشع الشمس متلألئة
حيث نحصل على مائنا من الآبار
ونؤمّن خبزنا من التنور
وفي كل حقلٍ وبستان تطل وردة كالأميرات
تذيع العطر والأريج في المحيط
قبل زمن, وإذ تمد النجوم خيوطها الفضية
تحاكيها آمالنا النابعة من أعماقنا
ترفرف في الأفاق, وتنفجر عيوناً عيوناً
والمحبة باقاتٍ باقاتٍ, تتوج ذر النباتات وهامات الناس
والدم يسري بدفءٍ داخل الشرايين
قبل زمن00حين كانت رائحة أمي تختلط بعبق التارب
حينذاك يتحول الشعور الدقيق في داخلي إلى كيان كبير
سيصبح عالياً كالجبال
هذا الشعور المرهف يحيط بإلانسانية كلها
ويمتد, ويتسع كالأمنيات
في ذلك الزمن لم يكن البشر يضمرون الأحقاد
ويكتمون الضغينة
كانوا يكنون لبعضهم مشاعر الحبّ, والأحترام , والتوقير