سورية وتركيا نحو المزيد من العلاقات الأخوية

بقلم هشام شعباني

دمشق تلك المدينة التي كان لها حضورها المتميز أبان الحكم العثماني، من التكية السليمانية التي بناها المشرع الكبير السلطان سليمان القانوني، إلى سوق الحميدية (نسبة إلى السلطانين عبد الحميد الأول وعبد الحميد الثاني) إلى سوق مدحت باشا التجاري (نسبة إلى المصلح العثماني مدحت باشا الذي حكم دمشق في أواخر القرن التاسع عشر وقضى حبيساً في المدينة المنورة) إلى قبور الطيارين العثمانيين الذين قضوا دفاعاً عن فلسطين والذين يرقدون إلى جانب قبر صلاح الدين الأيوبي، إلى مطبخ دمشق التركي، وإلى أكلة “اليالانجي” (المحشي الكاذب) هذا عدا على أن الكثير من العائلات السورية لا تزال تفتخر إلى يومنا هذا بنسبها التركي الأصيل. كذلك لا تستطيع أنقرة أن تتنكر لإرثها الإسلامي الكبير، فالتاريخ يعرف مدى دفاع الأتراك وبسالتهم للذود عن هذا الدين الحنيف في العصر العباسي وأبان الحروب الصليبية وفي العصر العثماني، والمواقف التركية اليوم من الأحداث في فلسطين المحتلة ولبنان والجولان السوري ما هو إلا إمتداد للتاريخ التركي المشرف

وبغية توطيد هذه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والجارين سورية وتركيا فقد انعقد في دمشق يوم الأربعاء 23-12-2009 الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي السوري التركي العالي المستوى برئاسة رئيسي مجلسي الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري والتركي رجب طيب أردوغان ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن السيد عطري قوله إن اجتماع اليوم "جاء تتويجاً طيباً للعلاقات المتميزة بين البلدين، واستجابة للصلات والوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تربط شعبيهما." وأضاف السيد عطري قائلا: "يُعدُّ الاجتماع، بمنطلقاته وأهدافه، مرتكزا مهما لبناء شراكة عميقة الجذور ترسخ التنسيق والتكامل بين البلدين".

سورية وتركيا نحو المزيد من العلاقات الأخوية 49984758cf42da21e7e43df8922afffc2755203

من جهته، قال السيد أردوغان إن الاجتماع الأول للمجلس المذكور "هو يوم تاريخي في العلاقات بين البلدين اللذين يتقاسمان تاريخا وثقافة وقيما مشتركة، ولهذا السبب نرى سورية بلدا شقيقا وصديقا". وأضاف السيد أردوغان قائلا: "لقد حققت تركيا وسورية خطوات متقدمة ستعززها الاتفاقيات التي سيتم توقيعها اليوم".
وقد رافق السيد أردوغان خلال الزيارة وفد وزاري يتألف من وزراء الخارجية والعدل والداخلية والصحة والنقل والزراعة وشؤون الريف والبيئة والغابات والطاقة والموارد الطبيعية إضافة إلى وزيري دولة.
يُذكر أنه كان قد أُعلن عن تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى تركيا في 16 أيلول الماضي وتضمن إعلان التأسيس تشكيل مجلس أعلى على مستوى القيادات السياسية وآخر على مستوى الوزراء في كلا البلدين.

bilgiler için teşekkürler

» رئيسا أرمينيا وتركيا يمضيان قدما في دبلوماسية كرة القدم
» العلاقات الطيبة تزيد الإنتاج في العمل
» بديهيات سورية
» التركمان في سورية
» مواقع الكترونية سورية