ذِكْرى مذبحة "سربرتشينا" التي راحَ ضحيتها الآلاف من مسلمي البوسْنة..العبرة
كاتب الموضوع
رسالة
سلطان الحافظ عضو نشيط
الجنس : نقاط : 5174 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 10/07/2011 العمر : 30 الموقع : www.yahoo.com
موضوع: ذِكْرى مذبحة "سربرتشينا" التي راحَ ضحيتها الآلاف من مسلمي البوسْنة..العبرة الخميس مارس 15, 2012 7:19 pm
نَشَرَ مَوْقعُ إذاعة هولندا العالمي الإلكتروني مقالاً حولَ ذِكْرى مذبحة "سربرتشينا" التي راحَ ضحيتها الآلاف من مسلمي البوسْنة على أيدي القوات الصِّرْبيَّة، يقول فيه: تجتمع عشراتُ الآلاف يَوْمَ الأحد[1] في ذِكْرى مذبحة "سربرتشينا" الواقعة عام 1995، التي راحَ ضحيتها ثمانيةُ آلاف مسلم بُوسني على أيدي صرب البوسْنة؛ حيث دُفِنَ 775 شهيدًا تمَّ التعرُّف عليهم قريبًا. تلك المذبحة التي تُعَدُّ أبشعَ الأعمال الوحشيَّة، التي وقعتْ على الأراضي الأوروبيَّة منذ الحرب العالمية الثانية، التي تُعَدُّ الصفحةَ الأكثر سوادًا في أحداث العنفِ، التي اندلعتْ بسقوط يوغسلافيا في التسعينيَّات. ومن المتوقَّع أن يُلقِي رئيس الوزراء التُّرْكي "رجب طيب أردوجان" وآخرون كلمةً أثناءَ إقامة مراسم ذِكْرى المذبحة الإجراميَّة، عقب دَفْنِ الضحايا الذين تَمَّ التعرُّف عليهم مؤخَّرًا، والذين من بينهم صَبِيَّان يبلغان 14 عامًا؛ حيث سيتمُّ دَفْنُهما بجوار 3,749 شهيدًا تَمَّ دفنُهم سابقًا بمقبرة "بوتوكاري".
وستقومُ "راميزا جوديتش" التي تبلغ من العمر 57 عامًا بدفْنِ ابْنها "مهرودين"، الذي لم يبلغِ السابعةَ عَشْرَةَ حين سَقَطَ شهيدًا، سيجاور زوجَها وابْنًا آخرَ لها في تلك المقْبرة الكبيرة بقُرْب قرية "سربرتشينا".
وبحزنٍ وأَسًى قالتْ لوكالة الأنباء الفرنسيَّة: "كيف يُمكن أن أَنْسى؟ كيف يمكن أنْ أسامحَ؟ أفكِّر فيهم يوميًّا، أتساءَل: هل يشعرون بجوعٍ أو عَطَش؟ أذهب إلى فِراشي بالألمِ، وأسْتيقظُ من نومي بالحُزْن". هذا وقد سَقَطَ قرابة 8000 رجلٍ وصَبِيٍّ مسلمٍ شهيدًا، عَقِبَ سقوط مقاطعة "سربرتشينا" المصنَّفة على أنَّها منطقة آمنة تابعة للأمم المتحدة على أيدي القوات الصربيَّة في الحادي عشر من يوليو 1995. وفي خطابٍ ألقاه رئيسُ الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" حولَ المذبحة، أكَّد أنَّ تلك المذبحة يجبُ ألا تُنسى، قائلاً: "إنَّ هذه جريمة ألْحقتِ العارَ بأوروبا"، وقال أيضًا: "نحن نطالبُ بألا نَنْسى الماضي، وأن نبذلَ كلَّ ما في وُسعنا لضمان عدم تَكْرار هذه الجريمة الوحشيَّة البَشِعة". إنَّ هذه المذبحة قد وَصَفَتْها مَحْكمةُ جرائمِ الحرب التابعة للأمم المتحدة، ومَحْكمة العدْل الدوليَّة - بالإبادة الجماعيَّة؛ حيث تفرَّدتْ تلك الجريمة الوحشيَّة من حلقات الصِّراع العِرْقي المندلع عقب أحداث انْفِصَال صربيا، والبلدان الأخرى عن الكيان اليوغسلافي بذلك الوصْف. إنَّ شُهداءَ تلك المذبحة قد تَعرَّضوا لإطلاق النار والدَّفْن الجماعي، ثُمَّ تَمَّ إعادةُ دَفْنِهم في أكثر من سبعين مَوْطنًا في مساعٍ لسترِ دليل الجريمة؛ كما أنَّ العِظام التي تَمَّ فحصُها عقب استخراجِها من قِبَل خُبراء الطبِّ الشرعي قد تَمَّ دفنُها بمقبرة "بوتوكاري" عقب التعرُّف عليها من خلال تحليل الحِمْض النووي. وبالرغم من التعرُّف على 6500 شهيدٍ، من بينهم شهداء وُجِدَتْ آثارُ رُفَاتِهم بأكثر من موقع، لا يزال الكثيرُ من الأُسَر يُعَلِّقون إقامةَ مراسم الدَّفْن على إيجاد بقيَّة رُفَات أقاربهم. وأما "هاتيدزا محمد وفيتش" 68 عامًا، فقد قامتِ اليوم بدفْن زوجِها وابنيها قائلة: "قد انتظرتُ عودتَهم أحياءً، لم أستطعْ تصديقَ ارتكابِ مثْل هذه الجريمة، ولكنَّ أملي اليومَ قد ماتَ، لم يكنْ فقط أبنائي، ولكنَّ آلافًا من الناس قد قُتلوا؛ تَعَمَّدوا ألاَّ يبقَى أحدٌ من المسلمين حيًّا بهذه المنطقة، أتَمَنَّى ألا تَمُرَّ أيُّ أُمٍّ أخرى بمثْل هذه الظروف".
هذا وقد شاركَ في مراسم الذِّكْرى جميعُ رؤساء دول يوغسلافيا السابقة، بما في ذلك الرئيس الصربي "بوريس تاديتش"، الذي تسبَّبَ حضورُه في ألَمٍ بالنسبة لكثيرٍ مِن الناجين، الذين يرون أنَّ "راتكو ملاديتش" رئيس قوات صرب البوسْنة لفترة الحرب الهارب، الذي اتَّهمتْه مَحْكمة مُجْرمي الحرب التابعة للأمم المتحدة بارتكاب تلك الإبادة الجماعيًّة - مُخْتَفٍ في صربيا. وتعليقًا على حضوره، قالتْ "هاتيدزا محمد وفيتش": "كان عليه أن يستحيِيَ من الحضور إلى "بوتوكاري"، طالما أنَّه لم يُلْقِ القبضَ على أكثرِ مُجرمي الحرب المطلوبين: راتكو مالديتش، وجوران هادزيتش". وبالرغم من أنَّ "بلْجراد" قد ظلَّت أعوامًا تُنْكِرُ هذا القدْرَ من إراقة الدماء، إلاَّ أنَّ مارس الماضي قد شَهِدَ قيام البرلمان الصربي اتِّباعًا لمبادرة "تاديش" المؤيِّد للموقف الأوروبي بتمرير إعلانِ استنكار لتلك المذبحةِ، والاعتذار للشُّهداء وأُسَرهم. وأما "رادوفان كارادزيتش" القائد السياسي والعقْل المدبِّر لتلك الحملةِ الصربيَّة للتطهير العِرْقي، ومذبحة "سربرتشينا"، فقد تَمَّ اعتقالُه "ببلجراد" عام 2008، ولا يزال يُحاكَمُ بتُهْمَة ارتكاب جرائمِ حربٍ أثناء فترة يوغسلافيا السابقة أمامَ المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة "بلاهَاي".