لقد اقام اجدادنا خلال عام 200-600 ق.م حضارة دخلت التاريخ العالم باسم حضارة (جيتون وآنو) في حدود تركمنستان ، وبنوا حضارة متطورة رفيعة المستوى ثقافيا في ذلك الزمن ،).
مــن نحــن ؟!
جاء في كتاب جامع الدول: ((التركمان صنف من الترك خرجوا من بلاد تركستان فجاءوا الى خراسان قديما، ثم تفرقوا في البلاد وهم قبائل شتى لكل قبيلة عشائر وبطون وأفخاذ لاتحصى ولكل واحدة منها اسم مخصوص متعارف فيما بينهم)).(تاريخ التركمان، صـ30، أ.شاكر صابر ضابط).
وفي كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض و السقوط: ((في منطقة ما وراء النهر و التي نسميها اليوم تركمنستان والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقا الى بحر الخزر (قزوين) غربا، ومن السهول السيبيرية شمالا الى شبه القارة الهندية وفارس جنوبا،
استوطنت عشائر الغز (اوغوز) وقبائلها الكبرى تلك المناطق وعرفوا بالترك او الأتراك)).(الدولة العثمانية..، صـ23، د.علي محمد الصلابي).
ويقول المستشرق بارتولد: ((إن مؤسسو اكبر إمبراطوريتين تركيتين خرج من هؤلاء التركمان وهي الإمبراطورية السلجوقية و الإمبراطورية العثمانية)) .(تاريخ الترك في أسيا الوسطى، صـ346، بارتولد، ترجمة احمد العبد).
قصة إسلامنا
في عام 22هـ/642م تحركت الجيوش الإسلامية إلى بلاد الباب لفتحها وكانت تلك الأراضي يسكنها الأتراك،وهناك التقى قائد الجيش الإسلامي عبد الرحمن بن ربيعة بملك الترك شهر براز،فطلب من عبد الرحمن الصلح،واظهر استعداده للمشاركة في الجيش الإسلامي لمحاربة الأرمن،فأرسله عبد الرحمن إلى القائد العام سراقة بن عمرو وقد قام الملك شهر براز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك،وكتب للخليفة عمر بن الخطابt يعلمه بالأمر، فوافق على ما فعل وعلى ذلك عقد الصلح،ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال،بل سار الجميع الى بلاد الارمن لفتحها ونشر الاسلام فيها.(تاريخ الامم و الملوك،صـ256ج3،محمد بن جرير الطبري).
ماذا تعني (تركمان)؟!
كلمة تركمان مركبة من كلمتين (تورك و إيمان) كما يشير إلى ذلك العالم المفسر ابن كثير ومحمد سري و من المؤلفين الأتراك حسين حسام الدين.
بشارة نبوية
جاء في مسند الامام احمد ان النبيe قال: ((لتفتحن القسطنطينية فلنعم الامير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش)).
ولغرض نيل هذا الشرف و البشارة النبوية تسابق الخلفاء منذ عهد الصحابة لهذا الفتح، حتى بعث الله من جنوده الصادقين وأوليائه الصالحين الخليفة محمد الفاتح(رحمه الله) وجيشه، فكان لهم هذا الشرف الرفيع عندما كان شابا في الخامسة و العشرين من عمره.
يقول العالم المفكر ابن خلدون: ( بلغت الخلافة حدا من الضعف بحيث انها كانت على وشك الانهيار وفي وضع لم تكن قادرة فيه على الدفاع عن نفسها ضد هجمات الاعداء، ومن كرم الله ولطفه ، اذ ارسل سلاطين اشداء للدفاع عن دين الله ، فقد كان هؤلاء السلاطين من الامراء الترك الذين اعتنقوا الاسلام على شكل جماعات كبيرة.
فاحيوا شرع الله في الارض واعاقوا تمزق وحدة الامة الاسلامية ، ونجحوا في اعادة الخلافة و ادارتها.(ياشباب..صـ9، .. مصدر سابق ).
حين يعترف العدو
كان الفيلسوف المعروف جان جاك روسو يضرب الامثال باخلاق و صفات الاتراك ويحث الشعب الفرنسي للإقتداء بهم ، فيقول: (( لماذا يكون الاتراك بوجه عام متصفين بالانسانية ، في حين لم نتصف بها نحن؟! ويكونون اكثر اكراما للضيف منا ؟! لانهم يرون عظمة الافراد وسعادتهم زائلة كالظل. ويميلون الى معاونة المصابين بالكوارث لانهم يفكرون دائما باحتمال اصابتهم بنفس العواقب غدا .(كتاب اميل ، صـ237، النسخة التركية).
أخي التركماني
يجب ان تعلم اننا ننتسب الى اولئك المسلمين العظام و القادة الفاتحين من امثال السلطان السلجوقي (الب ارسلان) الذي حارب الروم في معركة (ملاذ كرت) بجيش قوامه (50) الف وكان تعداد جيش الروم (600) الف وكان النصر حليفه بأذن الله.
وانت سليل آق سنقر البرسقي وابنه عمادالدين زنكي وحفيده نورالدين محمود الذين وحدوا البلاد الاسلامية إبان الغزو الصليبي وانتصروا عليهم في صولات وغزوات سطرها التاريخ بمداد من الذهب، وهل دخلت مدينة الموصل وزرت جامعها المشهور بجامع الحدباء او الجامع النوري ، وهل سألت يوما نفسك من بنى هذا الجامع الشامخ ، انه احد اجدادك نورالدين محمود (سادس الخلفاء الراشدين) كما يصفه معظم العلماء لعدله و اخلاقه الحميدة .
وهل سمعت اخي التركماني بـ ( مودود بن التونتكين) القائد التركماني العظيم الذي قاد حملات الدفاع عن العراق انطلاقا من الموصل لتحرير فلسطين من الغزاة في القرن السادس الهجري ، ليعيد التاريخ نفسه و يقود الحملة قائد تركماني اخر اسمه (عمر علي) سنة 1948.
وانت ايضا ايتها الاخت التركمانية حفيدة السلطانة كولنار زوجة السلطان قطز قاهر التتار ، التي جاهدت مع زوجها في معركة عين جالوت حتى نالت شرف بالشهادة .
انك اخي التركماني حفيد هؤلاء العظام الذي يفخر كل انسان في العالم ان ينتسب اليهم فهم بين مجاهد وغاز وشهيد وضعوا مصلحة الاسلام و الوطن نصب اعينهم ومضوا الى طريقهم ليبنوا المجد الشامخ لأمتنا الاسلامية .