اتمنى من كل الاخوة التركمان قراءة هذه المقالة المختصرة جدا جدا جدا عن التاريخ التركي لانها تحتوي على
رؤوس اقلام يجب على كل تركماني ان يعرفها فهي تفيده عندما يتناقش مع احد ما عن تاريخه, و بعد قراءة رؤوس
الاقلام هذه يمكن لكل واحد فينا ان يتوسع و يتعمق اكثر في كل مرحلة تاريخية على حدة من خلال قراءة المراجع
وصفحات الانترنت الموثوقة ذات المصداقية.
لمحة مختصرة عن تاريخنا العظيم
ان الموطن التاريخي الاكثر قدما للاتراك كان في الشمال أي في سيبيريا, في المنطقة الممتدة بين نهري انغارا و
ينيسي و بين بحيرة بايقال. هناك امضى النسل التركي و قبل الميلاد بمئات السنين حياة القنص و الصيد.
و بعد ذلك بدأت الانفساخات و الهجرات التي كانت تتجه صوب الجنوب الى المنطقة المسماة بالقسم الغربي من مغولستان, هذا القسم كان يمتد شرقا الى الاطراف العليا من تولا و تنغليك و شمالا حتى بحيرة بايقال و غربا جبال التاي و في الجنوب يصل حتى صحراء غوبي .
الهون هم احدى اوائل المجموعات التركية المهاجرة التي نزلت الى السهول البعيدة و شكلوا امبراطورية عظيمة حكمت العالم و أخضعت جميع الامبراطوريات العظيمة في ذلك الوقت ( الصين و الفرس و البيزنطيين و الرومان), مؤسس هذه الامبراطورية هو تيومان خان و لكن مؤسسها الفعلي هو ابنه مته خان او أوغوز خان جد القبائل التركمانية الاربعة و العشرين. و من اشهر من تولوا حكمها القائد العظيم اتيلا.
و بعد زوال دولة الهون تولت قبائل السيان بي التركية الحكم و بعد ذلك استلم الاوار الحكم ثم جاء دور الغوك ترك , وفي عهدهم سكنت المنطقة قبائل تركية اخرى مثل الاوغوز التسعة و الايغور العشرة و ايكي اديز و و ازغيل طاردش و غيرها.
لاشك ان الفترة الاهم للتاريخ التركي في اسيا الوسطى هي فترة الغوك ترك. وهي اكبر امبراطورية اقامها الاتراك في اسيا الوسطى, فان كل المجموعات المنتمية للسلالة التركية تجمعت و لاخر مرة تحت راية هذه الدولة. و بنتيجة ذلك فان اسم ترك و خاصة في الشرق العربي الاوسط اكتسب معنى عاما على شكل اسم عموم الاقوام التي تتكلم اللغة التركية.
وقد استخدم الغوك ترك ابجدية قومية خاصة بهم و هذا شيء مهم حيث لم يكن لاسلاف الغوك ترك ابجدية يكتبون بها, فقد ترك الغوك ترك بهذه الابجدية و بلغتهم تذكارات و ذكريات جميلة. هذه التذكارات تعتبر اقدم و اغلى تراث و نصب للغة التركية و الادب التركي و التاريخ التركي و بمعناها الاوسع الثقافة التركية.
خلف الغوك ترك وراءهم الايغور و من المعلوم ان الايغور لهم موقع استثنائي في التاريخ التركي من النواحي التاريخية و الثقافية. فمثلا هم الذين جلبوا الحياة المدنية و تعمير المدن و تطويرها للعالم التركي.
يقول السفير الصيني وانغ ين تي الذي زار بلاد الايغور في عام 982م " لا يوجد في هذه البلاد شعب فقير . يقدم اعانة فورية للذين لا يملكون اغذية كافية, والناس هنا اعمارهم طويلة وكل الناس ايضا ياكلون اللحم".
ثم جاء بعد الايغور القرغيز.
اما بالنسبة للاوغوز المتشكل من تسعة قبائل فهؤلاء لعبوا دورا تاريخيا هاما على مستوى العالم. هذا الدور لا يمكن مقارنته بنشاطات أي قوم تركي اخر, و يمكن القول بان هؤلاء هم الذينن اسسو الامبراطورية السلجوقية و العثمانية. و من جهة اخرى فان الاوغوز هم القوم التركي الوحيد الذي تمكن من الحفاظ على وجوده القومي و ذكرياته التاريخية و كبريائه بعد الاستيلاء المغولي , بل انهم حملوا شرف صفة الممثلين الوحيدين للعالم التركي في هذه الفترة.
و من المعروف ان الدين الاسلامي الذي بدا بالانتشار اعتبارا من القرن العاشر بين الاوغوز بواسطة التجار المسلمين و اصبح في القرن الحادي عشر دين الاكثرية الساحقة من الاوغوز و نتيجة لذلك و اعتبارا من القرن الحادي عشر اعطي الاوغوز اسم تركمان بمعنى ترك- ايمان.
ان ظهور الاتراك- الاوغوز في العالم الاسلامي في الواقع كان حادثا سعيدا بالنسبة لهذا العالم.
اذ كان هذا العالم و في هذه الفترة بالذات في وضع غير قادر للدفاع عن نفسه امام الامبراطورية البيزنطية, حيث و صل الضعف من الناحية المعنوية, لدرجة ان كتيبة من الاوغوز مؤلفة من ثلاثة الى اربعة الاف فارس تمكنت بمفردها و بكل سهولة بالسيطرة على اجزاء هامة من فلسطين و سورية.
على ان البيزنطيين الذين كانوا قد اخرجوا المسلمين من شرقي و جنوبي الاناضول و اعادوا احتلال انطاكية و اورفا و اللاذقية و ادخلوا حلب تحت وصايتهم, بالاضافة لكل هذا كان ينتظر من البيزنطيين و في كل لحظة ان يجلبوا كارثة مروعة و كبيرة على العالم الاسلامي بسيطرتهم على سورية و مصر. اذ ان تجميع العنصر العربي لامكانياته و توحيد كلمته لمجابهة هذا الخطر المستمر لم يكن ممكنا الا بظهور قائد تاريخي فذ يجمعهم و يوحد كلمتهم للوقوف امام الهجمة البيزنطية. ومن هذا المنطلق فان العالم الاسلامي وجد ضالته في الاتراك الاوغوز كمدافعين اقوياء و حماة اشداء عن ارض الاسلام .
في الحقيقة ان ظهور هذا العنصر المسلم الجديد في العالم الاسلامي و عدم انحصار مهمته عند حدود ابعاد شبح الخطر البيزنطي عن الاراضي الاسلامية فحسب بل نجح و بجدارة ايضا بفتح الاناضول التي حاول العرب فتحها مرارا و جعل البيزنطيين في وضع لم يتمكنوا فيه بعد ذلك من تشكيل خطر على العالم الاسلامي.
استمر الاوغوز الاتراك في تطبيق انظمة المؤسسات العائدة لتشكيلات الدولة و تقاليدهم التي كانوا يتبعونها في موطنهم الاصلي و التي جلبوها معهم من وطنهم الام, و بدأوا تطبيقها في العالم الاسلامي ايضا.
اذ ان سلاطين السلاجقة و اتابكتهم كانوا يقدمون لابناء البلاد و الجنود مآدب و ولائم نهب كما لو انهم في سهول و مرتفعات اسيا الوسطى , كانوا يرتدون ازياء اسيا الوسطى , يأكلون طعامها و يتبعون تقاليد لمآتم صعبة الشروط و التي كانت تجعل المسلمين من سكان البلاد المحليين في حيرة و تعجب شديدين.
ان الاناضول التي كانت عصية على العرب بالرغم من حملاتهم المتكررة و بجيوش جرارة و بقيادة خلفاء بني امية و بني العباس احيانا, كانت مفتوحة بمصراعيها للفاتحين السلاجقة التركمان و ذلك خلال 8-10 سنوات بعد معركة ملاذكرد عام 1071م, و عليه فقد امتلأت الاناضول من اقصاها الى اقصاها بمجموعات الاوغوز التركية . و ان احد المؤرخين الايرانيين الذي كان معاصرا لتلك المرحلة تحدث عن نزاهة امراء و سلاطين السلاجقة بعد انسحابهم من مسرح التاريخ قائلا: " كل السلالات و الطبقات الحاكمة الاسلامية- بمن فيهم الامويين و العباسيين- اقترنت اسماؤهم و اختلطت ببعض العيوب باستثناء السلالة الحاكمة السلجوقية كانت منزهة من تلك العيوب اذ عرفوا بنظافة اليد و صفاء الضمير بل كانوا حكاما ذووا سريرة نقية مؤمنين حق الايمان و هم يعتبرون نموذجا يحتذى بهم للسلاطين و الامراء".
وقد قامت بعد ذلك امارات و دول تركية عديدة منها امارة الاتابكة الزنكيين التي واصلت قتال البيزنطيين و حمت بلاد الشام منهم و من اهم ابطال هذه المرحلة البطل نور الدين الزنكي رحمه الله الذي قام بتوحيد بلاد الشام و مصر في جبهة واحدة لقتال البيزنطيين و امضى حياته كلها في الجهاد و عبادة الله.
وكانت هناك ايضا دولة المماليك البحرية التركمانية التي امتد نفوذها على مصر و بلاد الشام و الحجاز و اليمن
ومن اشهر قادتهم شجرة الدر و عز الدين ايبك و قطز و بيبرس و قلاوون وعندما اسقط المغول الخلافة العباسية و اقتحموا بغداد و تابعوا سيرهم حتى دمشق فاقتحموها ايضا و اصبحت مصر الهدف التالي , جمع المماليك التركمان انفسهم في جيش واحد قوي بقيادة السلطان المظفرقطز و الظاهر بيبرس و لاقوا جيش المغول في عين جالوت في معركة انتصر فيها الابطال التركمان على اعظم قوة بالعالم في ذلك الوقت و بعدها تفرق المغول و دخل الكثير منهم في دين الاسلام.
وكانت هناك امارات تركية عديدة ايضا مثل الغزنوية و الطولونية و الخروف الابيض و الخروف الاسود وغيرها.
واخيرا جاءت السلالة العثمانية ذات الاصل الاوغوزي التركماني و التي بقيت تدافع عن الاسلام 600 عام متواصلة, وفي عهدهم تم فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي كان بشارة الرسول (ص) الذي قال: " لتفتحن القسطنطينية, نعم الامير اميرها (محمد الفاتح) و نعم الجيش ذاك الجيش ( الاتراك)". وقد اعتبر المؤرخون فتح القسطنطينية نهاية للعصور الوسطى و بداية للعصور الحديثة.
فيا اخي التركماني , بعد كل هذه الاعمال العظيمة التي قام بها اجدادك الذين حكموا العالم قبل الاسلام و بعده و كان التاريخ لعبة في ايديهم, لماذا تتنكر لاصلك و قوميتك وعرقك و تدعي الانتماء الى قومية اخرى.
ارجو من كل واحد فينا ان يراجع افكاره و يحكم عقله و يتعمق في تاريخه ليعلم ان قوميته هي من اعرق القوميات الموجودة في العالم.
أيا قومي.. يا أوغوز..أبعد ... طرقا.. لم نرحل اليها...
يا أوغوز.. أيا قومي.. أهناك... اوطان لم نعش عليها..
Turk irki sagolsun
Yasasin turan eli
Ne mutlu turkum diyeni