أسطورة التكاثر
أسطورة التكاثر، توره يش دستانىتعود أسطورة التكاثر إلى عهد الأتراك الأيغور، وهم الأتراك الذين أعقبوا الأتراك الگوك تورك في حكم الإمبراطورية التركية، وهذه الأسطورة تشرح كيفية ظهور الأتراك الأيغور والأوغوز، وتعمل هذه الأسطورة على إظهار النسب الإلهي لهؤلاء الاتراك.
سيتضح لنا من القراءة الاولى لهذه الاسطورة مدى التقارب من ناحية الفكرة العامة بينها وبين أسطورة الذئب الأغبر (البوزقورت) ويتضح أيضاً في هذه الاسطورة وجود عنصرين هامين كثيراً ما نراهما في الأساطير التركية لدرجة أنهما أصبحا السمة العامة للأساطير التركية وهما:
1—النسب الإلهي
2—وجود الذئب الأغبر (البوزقورت)
مما لا شك فيه أن هذه الإسطورة تعتبر جزءاً من الأسطورة التركية الكبرى وهي امتدادٌ لإسطورة الخلق (ياراديليش دستانى) بل أن بعض المثيولوجيين اعتبروها أسطورة خلقٍ أخرى، لكن على نطاقٍ ضيق وفي حدودٍ جغرافية صغيرة
مختصر الأسطورة
كان لأحد الخاقانات الاتراك الهون فتاتان جميلتان، ولشدّة جمالهما كان الاتراك الهون يعتقدون بأن هاتين الفتاتين لا يمكن إلا للآلهة أن تتزوجهما، إضافة إلى أن تلك الفتاتين لم تُخلقا لتكونا زوجاتٍ للبشر، ولأنه (الخاقان) كان يعتقد مثلما يعتقد الشعب التركي، بدء البحث عن مكان ليسكن فيه ابنتاه شريطة أن يكون هذا المكان بعيداً عن البشر، وجد أخيراً ذلك المكان، لقد كان في أقصى شمال الإمبراطورية التركية، لقد كان مكاناً ينذر فيه عبور البشر، بل ربما لم ولن يعبره بشر قط، بنى في ذلك المكان برجاً عالياً أسكن في ذلك البرج كلتا ابنتاه ومن ثم بدء التوسل للإله كي يأتي الإله ويتزوج من إبنتاه، وبعد أن توسل وتضرع كثيراً للإله، استجاب الإله إليه، وجاء على صورة ذئبٍ أغبر وتزوج من ابنتي الخاقان
بعد أن تزوج ذلك الإله الهابط على صورة ذئبٍ أغبر من ابنتي الخاقان، أنجب من كلتيهما اولاداً كثيراً، فؤطلق على الاولاد الذين أتوا من إحدى بنات الخاقان اسم (دوقوز اوغوز) أي الاوغوز التسعة، فيما أطلق على الذين أتوا من الأخرى (اون أيغور) أي الأيغور العشرة، لقد كانت أصوات جميع هؤلاء الأولاد تشبه صوت الذئب، تكاثروا وبقوا ينقلون روح الذئب الأغبر إلى احفادهم