رئيسا أرمينيا وتركيا يمضيان قدما في دبلوماسية كرة القدم
بورصة (تركيا) (رويترز) - جلس رئيسا تركيا وارمينيا جنبا الى جنب لمشاهدة مباراة في كرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم يوم الاربعاء في استعراض للوحدة يهدف الى المساعدة في تبديد المعارضة لاتفاق باعادة فتح حدودهما واستئناف العلاقات.
وصافح الرئيس التركي عبدالله جول الرئيس الارمني سيرج سركسيان وسط تصفيق في الاستاد المزدحم وهو مشهد لم يكن ممكنا منذ سنوات قليلة لشعبين انقسما على مدى قرن من العداء الذي يعود الى مقتل الارمن في الحرب العالمية الاولى.
واطلقت من المدرجات حمائم بيضاء.
وقال جول في محادثات بين الوفدين قبل بدء المباراة "اننا لانكتب التاريخ..بل نصنع التاريخ".
ولوح المشجعون المحليون بالاف الاعلام التركية بلونيها الابيض والاحمر في الاستاد وهم يهتفون "تركيا..تركيا" بينما لوحت مجموعة صغيرة من الارمن بعلم بلادها في احد الاركان.
ويتهم الارمن الاتراك بالابادة الجماعية في عام 1915. وتعترف تركيا بان العديد من الارمن قتلوا ولكنها تصر على ان اتراكا عثمانيين قتلوا ايضا باعداد كبيرة في قتال ضار.
واصبح جول اول رئيس تركي يزور يريفان العام الماضي لحضور مباراة الذهاب بين منتخبي البلدين فيما وصف "بدبلوماسية كرة القدم". ووقعت الدولتان اتفاق سلام هام يوم السبت.
ويمكن ان يساعد الاتفاق الذي مازال يواجه تحديات على استقرار جنوب القوقاز وتخفيف العزلة الجغرافية لارمينيا الفقيرة.
غير ان الاتفاق يعارضه بشدة القوميون في الدولتين وايضا اذربيجان حليفة تركيا والدولة المنتجة للغاز والنفط. ويتعين اقرار الاتفاق من قبل برلماني الدولتين.
وقال سايات تيكر وهو طالب مولود في ارمينيا ويعيش في تركيا لرويترز في حافلة في طريقها الى المباراة في مدينة بورصة "اليوم هو يوم تاريخي حقيقة وانا اردت ان اكون هنا". واضاف "توقيع الاتفاق هام للغاية لانه مازال هناك الكثير من التحيز ضد الارمن في تركيا."
ونظمت مجموعة من عشرات القوميين الاتراك احتجاجا في بورصة ضد اتفاق السلام ورفعوا لافتة كتب عليها "اتفاق الخيانة غير مقبول".
وهتف المحتجون الذي كانوا يلوحون بالاعلام التركية والاذربيجانية "نحن لم نرتكب الابادة الجماعية بل دافعنا عن وطننا" وايضا "شعب اذربيجان ليس وحده".
ولاتعد هناك فرصة لاي من الفريقين للتأهل للنهائيات ولكن الامن غير المسبوق للمباراة يؤكد المخاطر. ولا احد يريد ان يوفر ذرائع لمعارضة التطبيع الارميني- التركي.
ولم يحضر المباراة في الاستاد الذي يصل عدد مقاعده الى 18600 سوى من وجهت اليهم الدعوة والكثير من الضيوف هم من طلبة اكاديمية الشرطة. ونشر في الاستاد نحو 1500 شرطي.
وراقب قناصة من القوات الخاصة الحشد من سطح الاستاد وراحوا يفحصون المدرجات بالنظارات المكبرة.
ووقع عراك خارج الاستاد بين الشرطة ومجموعة من المشجعين الاتراك الذين لم تكن لديهم تذاكر مما دفع الشرطة الى اطلاق غاز الفلفل عليهم.
وتعطي المبارة في مدينة بورصة للرئيسين فرصة لمناقشة القضايا الشائكة التي لم يتم حلها بما فيها الاراضي المتنازع عليها بين اذربيجان وارمينيا والرأي الشعبي الذي ادت اتهامات الابادة الجماعية الى استقطابه.
ويواجه الرئيس الارميني سيرج سركسيان ضغطا من القوميين في أرمينيا وخاصة من أرمن الشتات لكي لا يكون هناك تعامل مع أنقرة قبل أن تعترف تركيا بالابادة الجماعية.
ونقلت وكالة انباء الاناصول التركية عن سركسيان قوله في المحادثات بين الوفدين " اننا نفعل شيئا طيبا..اننا نتخذ خطوات نعتقد انها صحيحة".
ويمكن ان يؤدي اقرار الاتفاق الى تخفيف محنة ارمينيا الاقتصادية ويقوي مساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الاتفاق سيقدم الى البرلمان في الاسبوع المقبل ولكن الكثير من المراقبين يشكون انه سيكون هناك اقرار قبل تحقيق تقدم بشأن الاراضي المتنازع عليها بما فيها اقليم ناجورنو قرة باغ لارضاء اذربيجان.
وقطعت تركيا علاقاتها بارمينيا كما اغلقت حدودها معها في عام 1993 بسبب انتفاضة في الاقليم من قبل الارمن العرقيين الذين سيطروا ايضا على مساحة من اراضي اذربيجان حول الاقليم.
وانتهى القتال في قرة باغ بوقف لاطلاق النار في عام 1994 بعد مقتل 30 الفا. وهناك مفاوضات تجرى من اجل تسوية نهائية.
من الكسندرا هدسون