أوراقٌ تركمانية
التوقيت لدى الأتراك:
كان للأتراك قبل الإسلام نظام خاصٌ بهم لحساب الشهور والأعوام، يختلف بمنطقه عن حسابنا للسنين هذه الأيام، وعَملت في هذه المقالة على شرح هذا النظام ببساطة، آملاً من الله العلي القدير أن يكتب لي ولمجلتكم مجلة ايشيق التركمانية الغراء التوفيق والنجاح.
أخذت الترك أسماء إثني عشر صنفاً من الحيوان ووسمت بها إثنتي عشرة سنة، فيؤخذ حساب الولادة والتواريخ في الحروب وغيرها بدوران تلك السنين.
وأصل ذلك أن ملكاً من ملوك الترك احتاج إلى معرفة حربٍ مضت قبله بسنين فغلطوا في تلك السنة التي وقعت فيها الحرب، فشاور قومه في ذلك وقال: كما غلطنا نحن في هذا التاريخ سيغلط من بعدنا كذلك، فنحن الآن نسمي الإثنتي عشرة سنة على عدد الشهور وعدد بروج السماء حتى يؤخذ الحساب بعده بدورانها ويكون ذِكراً مخلداً، فقالوا: كما ترى، فخرج يصطاد وأمر بأن يضطروا الوحوش إلى وادي (إيلا) وهو ماءٌ عظيم، فصادوا وألجأوا الوحوش إلى الماء فعبر الماء إثناعشر صنفاً منها، فوضع اسم كل عابر منها على سنة، وأولها (سيجغان) وهي الفأرة، وكانت أولى عابر فؤخذ رأس السنين منها فيستعمل مضافاً بهذا الاسم فيقال (سيجغان يلي) أي سنة الفأر ، ثم بعدها(أود يلي) أي سنة البقر ، ثم بعدها (بارس يلي) أي سنة الفهد، ثم (تاوشغان يلي) أي سنة الأرنب، ثم بعدها (ناﮒ يلي) أي سنة التمساح ، ثم بعدها (يلان يلي) أي سنة الحية، ثم بعدها(يوند يلي) أي سنة الفرس، ثم بعدها(قوي يلي)أي سنة الغنم، ثم بعدها (بيتشين يلي) اي سنة القرد، ثم بعدها سنة الدجاج (تقاغو يلي)، ثم بعدها(إيت يلي) أي سنة الكلب، ثم بعدها سنة الخنزير(تونكيزيلي) فإذا بلغتَ إلى تونكيزهذه يُستأنف الحساب من سيجغان وهي الفأرة والسنة التي كتب بها كتب ديوان لغات الترك لمحمود الكاشغري كانت في محرم سنة 466 الموافق لـ 1074 م وكانت سنة الحية وقتها داخلة، والترك تقول في كل سنة منها حكمة يتفألون بها فتقول إذا كانت (أود يلي) أي سنة البقر تكثر فيها الحروب لما أن في البقر نطاح وإذا دخلت سنة الدجاج يكثر فيها الطعام ولكن يقع بين الناس التشويش لما ان طعام الدجاج الحب ، وإذا دخلت سنة التمساح (ناﮒ يلي) يكون الأمطار والخصب لأن مسكنه الماء وإذا دخلت سنة الخنزير (تونكيزيلي) يكثر فيها البرد والثلج والفتن وكذلك تقول الترك في كل سنة شيئاً، وكل سنة من هذه السنوات تقسم على أربعة فصول، لكل ثلاثة أشهر منها اسم يعرف بها مضي السنة، مثل لما يقال لابتداء الربيع بعد النيروز (أوغلاق آي) أي شهر الجدي ثم بعده (ئولوغ أوغلاق آي) أي شهر الجدي الكبير لأنه يكبر في الشهر الثاني ثم بعده (ئولوغ آي) أي الشهر الكبير لأنه يكون سرة الصيف فيكثر اللبن وتبدوا كل نعمة كانت في الأنعام والارض، أما الفصل الرابع فلم يذكره محمود الكاشغري في كتابه ديوان لغات الترك وذلك لقة استخدامه.
دمشق – 27/12/2006
بقلم الباحث هشام شعباني
المصدر: كتاب ديوان لغات الترك للشيخ محمود بن الحسين بن محمد الكاشغري
نقلاً عن مجلة إيشيق التركمانية