حصار المسلمين العرب
كانت استانبول هدفا مقدسا منذ ان بدأت الفتوحات الاسلامية بالنسبة للمسلمين .فقد قام في البداية المسلمين العرب ومن بعدهم المسلمين الاتراك عبر مئات السنين بحملات كثيرة من اجل فتحها .وقام في بعض هذه الحملاات بمحاصرتها.وتأتي في باية الاسباب التي شجعت فتحها هو مدح الرسول محمد (ص) في احاديثه فتح القسطنطينية والقائمين على فتحها من قادة وجيش .
ان اولى الحملات الاسلامية التي قصدت فتح استانبول كانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان .حيث كانت الحملة البحرية التي قام بها والي بلاد الشام معاوية بن ابي سفيان اولى هذه الحملات .وقد كانت المعركة التي افنى فيها هذا الاسطول القوات البحرية البيزنطية عند سواحل "فينيكة" عام 655 ميلادية سببا لفتح الطرق البحرية امام المسلمين.
امام الحصار الاول الذي قام به المسلمين للمدينة كان عام 668 م في عهد معاوية حين كان خليفة للمسلمين .وقد قام هذا الجيش الذي تمركز امام منطقة قاضي كوي بحصار المدينة حتى ربيع عام 669 الا انه لم يستطع فتحها.اذ اضطر الجيش نتيجة فقده الكثير من افراد جيشة بسبب المرض الى الانسحاب والعودة .وقد استشهد في هذا الحصار حامل الراية ايام الرسول ابو ايوب الانصاري الذي شارك في هذا الحصار رغم تقدم سنه وقد دفن عندها تحت اسوار المدينة.وبعد ذلك وفي عام 673 م يبعث معاوية اسطولا بحريا جديدا من اجل حصار المدينة هذا الاسطول الذي يدخل بحر مرمرة عام 674 م يحاصر المدينة لمدة (7) سنوات متتالية الا انه لم يفلح بفتح المدينة.
وكذلك فان الحصار الذي يقوم به القائد مسلمة بن عبد الملك بين 7 و16 ايلول عام 717 ينتهي دون التوصل لفتح المدينة.وقد تعرض هذا الجيش امام اسوار المدينة لقساوة الظروف الجوية والجوع والمرض من ناحية وهجمات العصابات البلغارية من جهة اخرى مما افقد الجيش الكثير من قواته.ويذكر في بعض المراجع ان الامبراطور ليون الثالث و تنفيذا لطلب مسلمة بن عبد الملك حول احد الابنية في المدينة الى مسجد من اجل الاسرى المسلمين لممارسة عباداتهم فيها .كما يذكر ان الامبراطور اصطحب مسلمة وتجولا معا لمشاهدة المدينة .
ويتم الحصار العربي الاخير للمدينة في عام 781-782 من قبل الجيش الذي قاده هارون ابن الخليفة العباسي المهدي .حيث استطاع القائد هارون بهزم الجيش البيزنطي في ازميت وتقدم حتى منطقة اسكودار وحاصر المدينة.وفي نهاية الحصار تم توقيع اتفاقية مع بيزنطة وعاد.وسمي هارون بالرشيد بسبب هذه الحملة التي قام بها بعد ان اصبح خليفة للمسلمين .وقد قام المسلمين العرب بحملات اخرى لفتح المدينة الا انها لم تنتهي أي منها بالحصار .
الحصار العثماني للمدينة
انشغل الاتراك العثمانيين طول فترة القرن الرابع عشر(14) ببيزنطة واستانبول.حيث اصبحت مناطق كثيرة من مدينة استانبول الحالية داخل الاراضي العثمانية قبل محمد الفاتح بكثير .وقد تدخل العثمانيين خلال هذه الفترة حتى محمد الفاتح بالشؤون الداخلية لبيزنطة وكانو طرفا في النزاع على الحكم وقامو بالكثير من المناورات حول اسوار استانبول.
في عام 1340 يتقدم الجيش العثماني حتى اسوار المدينة الا ان الحملة لم تتحول الى حصار.ان الحملة التي قام بها السلطان مراد الاول ابتداءا من منطقة جطالجة تم ايقافها بواسطة الاتفاق الذي شكله العالم المسيحي ضدها.وكان اهم
واقوى حصار استهدف فتح المدينة هو الحصار الذي قام به السلطان يلديريم بيازيد .وعندها تراجع الجيش عن دخول المدينة بعد الاتفاقية التي ابرمت مع الامبراطول البيزنطي.
ونتيجة لهذه الاتفاقية اصبح للسلطان بيازيد بعد ذلك تأثيرا على السياسة الداخلية لاستانبول .فقد تم بناء حي من اجل الاتراك داخل استانبول وتم بناء جامع ومحكمة خاصة من اجل الاتراك.وكذلك كان له نفوذ في اختيار الامبراطور الذي سيجلس على العرش بما يتوافق مع مصلحة الدولة العثمانية .وقد كان هذا الوضع احد اهم الاسباب التي ساهمت بعد ذلك في فتح المدينة.وقد كان اخر محاولة فتح في عهد السلطان يلديريم بيازيد في الحصار الذي قام به عام 1400.ولكن الهجوم التتري بقيادة تيمورلنك حال دون انهاء العملية .
وكذلك لم يكتب النجاح للحصار الذي قام به موس شلبي ابن السلطان يلديريم بيازيد عام 1411 .حيث لجئ الامبراطور الذي تخوف من النجاحات العسكرية العثمانية الى محمد الشلبي في بورصة اخو موسى الشلبي لثني اخيه عن الحصار.وبعد ذلك في عهد السلطان محمد الشلبي تم تنفيذ عدة حملات لفتح المدينة ايضا.
وقد تم اجراء اخر حصار قبل الفتح في عهد السلطان مراد الثاني.وقد كان هذا الحصار الذي تم التحضير له فترة طويلة واستند الى استراتيجية سليمة اكثر ضراوة وقوة من سابقيه .حيث بدأ الحصار في 15 حزيران عام 1422 بقطع جميع الطرق التي تربط المدينة بمنطقة تاشرا بواسطة 10 الاف جندي.وكان لاشتراك الشيخ امير سلطان الذي كان من اصحاب السلطات المعنوية الكبيرة آنذاك مع المئات من الزاهدين تأثيرا كبيرا في زيادة حماس الجنود.ورغم ان المعركة التي اشترك فيها امير سلطان ايضا في 24 اب كانت قوية وضارية جدا الا انها لم تكفي لفتح المدينة.وقد فك هذا الحصار على اثر تمرد ولي العهد مصطفى اخو
السلطان مراد الثاني .وترك فتح المدينة بعدها لابن السلطان مراد .
فتح استانبول
كانت بيزنطة قد وصلت الى حلة لم تعد فيها تلك الامبراطورية القوية واصبحت محدودة بمدينة القسطنطينية .اذ لم تكن اراضيها تضم سوى بعض البلدات الصغيرة مثل فيزا وميسيروي اضافة لبرج سيليوري على سواحل بحر مرمرة المحاطة من كل الجهات بالعثمانيين .وسبب عدم ضم هذه البلدات الصغيرة الى السيطرة العثمانية لا يعود الى مقاومة هذه البلدات بل لعدم اعارة الاهمية لها اذ كان الهدف الرئيسي هو الحصول على مدينة القسطنطينية.اضافة الى ان سبب عدم نجاح حملات الحصار السابقة لم يكن ضعف الجيش بل كان المشاكل الداخلية للدولة.
ولم يكن قوة بيزنطة في هذه المرحلة تمتلك قوة امبراطورية وكان الامبراطور البيزنطي يطيع ما يطلب منه العثمانيين وكان يسدد بشكل منتظم كل عام الجزية للدولة العثمانية.ولم يكن امام العثمانيين امبراطورية بيزنطية بل اقليما تدفع لهم الجزية.وكانت القسطنطينية مركزا دينيا اكثر منها عاصمة لامبراطورية.ولكنها كانت القلعة القوية الاخيرة للمسيحيين امام الدين الاسلامي والقوات الاسلامية وكان عليها ان لا تسقط.ولهذا السبب كانت تنظم حملات صليبية جديدة بقيادة البابا من اجل حماية المدينة.
وكان اهم الاسباب التي جعلت بيزنطة تشعر بالعجز امام الهجمات العثمانية في هذه المرحلة هو انقسام العالم المسيحي في داخله الى اورثوزوكس وكاثوليك.ولهذا السبب لم تكن بيزنطة الارثوزوكسية تحصل على الدعم الكافي من اوربة الكاثوليكية.ومن اجل ازالة هذا الانقسام كان الامبراطور والباطريارك لا يوفرون جهدا حتى انهم وافقوا على كل طلبات الكنيسة الكاثوليكية عام 1439 في المؤتمر الذي جرى في فلورانسا.وكذلك خضعت كنيسة الروم الارثوزوكس للكنيسة الكاثوليكية.وبدأت بينهما مرحلة اتفاق جبري بين الكنيسة الاورثوزوكسية والكنيسة الكاثوليكية .وبذلك جمد الصراع الكاثوليكي الاورثوزوكسي الذي دام قرونا طويلة نتيجة الضغط العثماني.ولكن هذا الاتفاق لم يحظى على رضى الشعب في القسطنطينية وتعرض الاحتفال الرسمي في اياصوفيا بمناسبة هذا الاتفاق لمعارضة قوية من الشعب.اذ لم يكن يريد الشعب رؤية الاوربيين في القسطنطينية وكان يخاف ان يعيش عهدا لاتينيا آخرا.
وبنتيجة هذا الاتفاق في فلورانسا شكل جيشا صليبيا قويا استولى على منطقة روم ايلي عام 1443 و1444 الا ان انتصار العثمانيين في معركة فارنا عام 1444 قطع الطريق عليهم وحددت هذه المعركة بذلك قدر مدينة القسطنطينية بعد ذلك.ان فتح القسطينية بالنسبة للامبراطورية العثمانية الفتية التي سيطرت على الاناضول وروم ايلي كان امرا لا بد منه.وكان لا بد من ازالة هذا العنصر الغريب الواقع في قلب الامبراطورية.لان الربط الفعلي للاناضول بروم ايلي لم يكن ممكنا الا بفتح القسطنطينية.
بدأت التحضيرات لفتح القسطنطينية من قبل عام .فتم تصنيع المدافع الضخمة التي يحتاج اليها الجيش من اجل الحصار وتم انشاء حصن روميلي عام 1452 من اجل السيطرة على المضيق وتم تشكيل اسطول بحري قوي مؤلف من 16 سفينة حربية وتم زيادة عدد الجنود الى الضعف. وتم السيطرة على طرق المساعدات لمنع وصول الامدادات الى بيزنطة وتم الاتفاق مع الجنويزيين الذين يسيطرون على غلطة من اجل ضمان حيادهم اثناء المعركة .وشوهد طلائع الجيش العثماني امام اسوار المدينة في 2 نيسان عام 1453 وبذلك كان الحصار قد ابتدأ.
المخطط الزمني للفتح
6 نيسان عام 1453 تم تمركز وحدة السلطان محمد الفاتح امام مدينة القسطنطينية عند باب سات رومانوس (باب توب قابي حاليا) .وفي نفس اليوم تم محاصرة المدينة من الخليج الى مرمرة.
6-7 نيسان عام 1453 بدأ ت اول الطلقات المدفعية.وتم هدم قسما من السور قرب باب ادرنة قابي
9 نيسان عام 1453 بدأ سليمان بالطة اوغلو اول هجوم له من اجل الدخول الى الخليج.
9-10 نيسان عام 1453: تم السيطرة على بعض اقسام اسوار المضيق وتمت السيطرة على جزر البرنس من قبل سليمان بالطة اوغلو.
11 نيسان 1453 تم البدأ بدق الاسوار الكبيرة وتم فتح بعض الفتحات فيها الى ان وصل الهدم الى درجة كبيرة.
12 نيسان 1453 تم الهجوم على الاسطول البيزنطي الذي يحمي الخليج الا ان تفوق الاسطول البيزنطي على العثمانيين هنا اثر سلبا على الروح المعنوية العثمانيين. وعندها وبأمر من السلطان محمد الفاتح تم ضرب الاسطول البحري البيزنطي في بحر مرمرة بالمدافع وتم اغراق احد السفن.
ليلة 18 نيسان عام 1453 امر السلطان بتنفيذ الهجوم الاول الكبير الا ان هذا الهجوم تم صده من قبل البيزنطيين.
20نيسان عام 1453 حدثت معركة بين الاسطول البحري العثماني وبين السفن الحربية الاربعة التي تنقل السلاح والمؤونة لبيزنطة ثلاث منها للبابا وواحدة لبيزنطة قرب باب يني قابي .وهنا يأتي السلطان بنفسه الى الساحل ويأمر الباشا سليمان بالطة اوغلو بأن يغرق هذه السفن مهما كان الثمن .ورغم التفوق العددي للاسطول العثماني الا انه لم يستطع منع السفن البيزنطية التي كانت اكبر واعلى من متابعة سيرها وكان لذلك اثرا سلبيا ايضا على معنويات الجيش. حتى ان بعض الجنود بدأ بترك المعركة . وهنا يحاول الامبراطور البيزنطي استغلال الفرصة ويرسل بمبادرة سلام الى السلطان الا ان هذه المبادرة يتم رفضها بدعم من الصدر الاعظم خليل باشا الجاندرلي ويتم متابعة الحصار وضرب الاسوار بالمدافع.
وفي غمرة الشعور باليأس الذي كان قد سيطر على الجو تأتي رسالة تحمل بشرى الفتح الى السلطان محمد الفاتح من شيخه واستاذه الشيخ اق شمس الدين .وهنا نتيجة لهذا الدفع المعنوي قام محمد الفاتح بتكثيف الهجمات من جهة ومن جهة اخرى قدم اقتراحا ادهش الكل .كان على الاسطول البحري المرابط عند منطقة دولما بخشة ان ينزل على الخليج عبر البر. .......
22 نيسان عام 1453 :صعق مسيحيون بيزنطة في ساعات الصباح الاولى وهم يشاهدون في حالة من الدهشة والرعب عزيمة السلطان محمد الفاتح الغير قابلة للتصديق حين رؤوا السفن الحربية العثمانية على هضاب الخليج وهي تجر عبر البر.كانت هنالك اكثر من 70 سفينة تجر بواسطة الثيران فوق عجلات خشبية وقد تم ربطها بمئات السلاسل الحديدية وتأمين توازنها من القبل الجنود.ولم يمضي الكثير من الوقت حتى اصبحت السفن عند ما بعد الظهر في مياه الخليج.وكان لرؤية الاسطول العثماني داخل مياه الخليج بهذه الطريقة الغير متوقعة اثره السلبي الكبير على معنويات البيزنطيين .وعندها وبسبب انتقال قسم من الجيش البيزنطي للدفاع عن اسوار الخليج فقد ضعف الدفاع عن الاسوار البرية .
28نيسان عام 1453 :تم ايقاف عمليات حرق السفن داخل الخليج باستخدام نيران المدفعية .وتم بناء جسر ما بين ايوالي سراي وبين سوتلوجة استخدم من اجل قصف اسوار الخليج كما تم حصار جميع اسوار البحر .وتم ارسال رسالة الى الامبراطور بواسطة الجنويزيين بأن يسلم المدينة دون قيد او شرط وانه في حال قام بذلك فانه سيكون حرا في ان يذهب حيثما يشاء وان حياة الناس وممتلكاتهم سيكون محفوظا. ولكن الامبراطور يرفض هذا العرض.
7 ايار عام 1453 : يتم الهجوم على الاسوار القائمة على نهر بايرم باشا بواسطة 30 الف جندي ولكن الهجوي لا يأتي بنتيجة.
12 ايار عام 1453 : يتم صد الهجوم الكبير الذي جرى ما بين تكفور سراي وادرنة قابي.
16 ايار عام 1453 : يلتقي النفق الذي حفره العثمانيين امام باب ايري قابي مع النفق المقابل الذي حفره البيزنطيين وتجري معركة ضارية ما تحت الارض.وفي نفس اليوم يتم الهجوم على سلاسل الخليج الا انه لا يثمر الهجوم عن نتيجة ويتم تكرار الهجوم في اليوم التالي ولكن دون جدوى.
18 ايار 1453 يتم الهجوم على الاسوار في جهة توب قابي باستخدام برج خشبي متحرك وتستمر المعركة حتى المساء.يقوم البيزنطيين بحرق البرج الخشبي في الليل ويقومون بافراغ الخنادق التي ملؤوها .ويستمر في الايام التالية ضرب الاسوار بالمدفعية بشكل كثيف.
25 ايار عام 1453 : يرسل السلطان محمد الفاتح رسولا اسماعيل بيك بي اوغلو الاسفندياري الى لامبراطور ليعرض عليه ان يسلم المدينة لاخر مرة.ويمكن حسب هذا العرض للامبراطور ان يأخذ كل امواله وخزينته ويذهب بها اينما يريد كما يمكن لاي انسان من الشعب ان يأخذ امواله ويرحل ان رغب بذلك اما من سيبقى فسيحتفظ بكل ما يملك . ولكن يتم رد هذا العرض ايضا.
26 ايار عام 1453 : تنتشر شائعات بأنه في حال لم يفك الحصار فان المجر ستكون مضطرة لدخول الحرب لصالح بيزنطة كما ان الاسطول البحري الذي شكلته الدول الغربية قاربت على الوصول وعند ازدياد هذه الشائعات يطلب السلطان محمد الفاتح اجتماع المجلس الحربي .وفي هذا الاجتماع يطالب خليل باشا الجاندرلي الذي كان منذ البداية معارضا لهذا الحصار بفك الحصار فورا ولكن السلطان ومعه لالاسي زاغانوس باشا واستاذه الشيخ اق شمس الدين والملا غوراني والملا خسراو عارضو فك الحصار بشدة.وتم الاقرار بدوام الحصار واسند امر التحضير لذلك لزاغانوس باشا.
27 ايار عام 1453 :تم اعلان قرار الهجوم العام للجيش .
28 ايار 1453 : قضى الجيش يومه بالاستراحة والتحضير للهجوم الذي سيقوم به في اليوم الثاني . كان الصمت مطبقا على الجنود وكان انصار السلطان يلفون على الجنود ويحاولون رفع همتهم .اما في استانبول فقد نظم حفلا دينيا في ايا صوفيا طلب فيها الامبراطور من الجميع الدفاع عن المدينة . وقد كان هذا الحفل البيزنطي الاخير
29 ايار عام 1453 : ينتظم وحدات الجيش لتنفيذ الهجوم . حيث يصدر السلطان محمد الفاتح امر الهجوم عند الفجر.يتدافع الناس في القسطنطينية الى الكنائس عند رؤية الجيش العثماني يتخذ المواقع الهجومية.ويبدأ الجيش العثماني برا وبحرا الهجوم الكبير الاخير تحت اصوات التكبير وقرع الطبول .يقوم قوات البحرية بالهجوم الخفيف اولا ثم يبدأ الهجوم من قبل القوات البرية الاناضولية .وعند استشهاد ال300 جندي اناضولي الذين دخلو الى الداخل من الثغرات المتشكلة في الاسوار يبدأ الهجوم من قبل الجنود الانكشاريين الذين يبدؤون بمعركة ضارية وجها لوجه مع البيزنطنيين بعد اقتراب السلطان منهم وتشجيعه لهم .وهنا يستشهد الجندي التركي الاول حسن الاولوباتلي الذي يرفع العلم التركي على اسوار المدينة.وعند دخول الجيش الانكشاري الى الداخل من باب بلغراد قابي واحاطته للمقاومين عند باب ادرنة قابي ينكسر الدفاع البيزنطي .
ويقتل الامبراطور الذي يترك من قبل جنوده وحيدا اثناء القتال في الطرقات داخل المدينة.ويتم بعدها كسر الدفاع البيزنطي تماما نتيجة دخول الجيش العثماني من كل الاطراف .ويدخل السلطان محمد الفاتح عند الظهر من باب توب قابي الى المدينة.ويذهب مباشرة الى ايا صوفيا ويحولها الى جامع .وهكذا ينتهي عصر ليبدء عصر جديد .
نتائج الفتح
لفتح القسطنطينية نتائج هامة جدا على الصعيد التركي والاسلامي والعالمي غير مسار التاريخ . حتى ان بعض رجال التاريخ يعتبر فتح القسطنطينية نهاية العصور الوسطى .
بفتح القسطنطينية ثبت العثمانيين تفوقهم على الكثير من الباكاويات التركية التي كانت قائمة في الاناضول ولهذا السبب كان لفتح القسطنطينية اثرا كبيرا في تحقيق الوحدة التركية في الاناضول.ولم يكن لفتح القسطنطينية تأثيرا على تحقيق الوحدة التركية فحسب بل كان له دورا هاما في تصدر العثمانيين لمركز القيادة للامه الاسلامية كلها .وبهذا تتحول بيكاوية (مقاطعة يحكمها بيك) عثمانية الى دوله عالمية عظمى.
وقد اصبح الاسلام بعد الفتح بقيادة العثمانيين من اهم محركات السياسة العالمية .حيث اصبح للمسلمين دورا اساسيا في جميع الاحداث العالمية .
لقد حاولت المسيحية الاوربية على مدى ثلاثة عصور من اخراج المسلمين من الشرق الادنى بواسطة الحملات الصليبية التي قاموا بها وقد كانت استانبول بالنسبة لهذه الحملات بمثابة مخفر حدودي.وبعد فتح القسطنطينية كان على العالم المسيحي القبول بالسيادة الاسلامية على الشرق الادنى وعدم التفكير بالقيام بحملات اخرى من اجل انقاذ هذه المناطق .بل على العكس من ذلك فقد توسع الاسلام باتجاه داخل اوربة وكان الفتح نقطة البداية للتفوق الاسلامي على اوربة الذي كان سيدوم بعد ذلك سنينا طويلة.
واحد اهم نتائج فتح القسطنطينية على التاريخ العالمي هي تأثيره على حادثة رونيسانس .حيث هاجر الكثير من المفكرين والفنانين البيزنطين بعد الفتح الى روما مصطحبين معهم عددا كبيرا من المخطوطات القيمة .وقد لعب هؤلاء دورا هاما في العودة الى الثقافة اليونانية التقليدية وبعد فترة قصيرة بدأت نتيجة ذلك حركة الرونيسانس في اوربا.
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:46 pm من طرف baturay avsar