دكتور مظفر عضو جديد
الجنس : نقاط : 5770 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/04/2009
| موضوع: محمود الكاشغري و(ديوان لغات الترك) الخميس أبريل 15, 2010 10:36 pm | |
| الفيلسوف اللغوي الأويغورى محمود الكاشغري صاحب (ديوان لغات الترك) (1019-1134)
د.عبدالرحمن جمال الكاشغري
ولد محمود بن حسين الكاشغري فى سنة 1019م فى قرية أوفال التابعة لمدينة كاشغر فى أسرة ملكية. وتوفى فى سنة 1134م فى مدينة كاشغر. كان والد محمود الكاشغرى من أحفاد خاقان الدولة القاراخانية يوسف قادرخان. وجلس والده فترة من الزمن فى العرش فى إحدى الولايات التابعة للقاراخانية.
كانت أمه وتدعى رابية بنت خواجه سيف الدين ذات علم وثقافة، وكان لها الأثر الأكبر فى ابنها محمود الكاشغرى، وتنشئته تنشئة صالحة يفوق أقرانه. فيتعداهم حتى يصل إلي مصاف الفلاسفة ويصبح وحيدا في علمه وأدبه وفريدا في زمانه، وخلف تراثا لم يشهده الأتراك في كامل عصورهم علي مر التاريخ علي الإطلاق.
تعلم محمود الكاشغرى الإبتدائية والمعارف العليا فى كاشغر. مدينة كاشغر أحد المدن الذى اشتهرت بدار العلوم العالية فى آسيا الوسطى وما يجاورها من البلدان فى عهد الدولة القاراخانية. بدأت العلوم تزدهر فى الدولة القاراخانية بدءا من القرن الحادى عشر. وفى هذه العصر بحث ودرس الفنون الإجتماعية وعلوم الطبيعة على السواء فى المدن الكبرى مثل كاشغر وبلاساغون وبخارى وسمرقند وفاراب. فنشأ الفلاسفة والعلماء والمفكرون أمثال الفارابى ويوسف خاص حاجب ومحمد بن الكاشغرى وعمادالدين الكاشغرى وحسين خلف الكاشغرى وغيرهم. تعلم محمود الكاشغرى هناك اللغة العربية والفارسية وتاريخ الإسلام والفلسفة وعلوم أصول الدين.
ألف الكاشغرى موسوعته «ديوان لغات الترك» في مسقط رأسه، وأتمه في مدينة بغداد عام 1074م بعد دراسة وبحث لمدة 15 سنة كاملة فى وديان ومناطق الأتراك.
وليس من الغريب أن يسميه باسم عربي، وقد أطلق كاشغرى هذا الإسم. وذلك إن أمثاله من علماء الأتراك آنذاك كانوا يكتبون مؤلفاتهم باللغة العربية، والعربية لغة لها مكانتها في قلوب المسلمين قداسة لكون العربية لغة القرآن الكريم.
ومن هنا نبع اهتمام محمود الكاشغري بلغة قومه لأول مرة في تاريخ اللسان العربي ولكى تتعرف عليها الأمة العربية كلغة حية من لغات الشعوب الإسلامية.
وكان هدف العالم اللغوي الأويغورى التركي محمود الكاشغري من تأليف كتاب «ديوان لغات الترك» باللغة العربية تعليم العرب اللغة التركية وبناء جسور التواصل والتعاون بين الشعبين العريقين. وقال الكاشغرى:«لكي تستطيع أن تشرح للتركي مقصودك ولكي تستمليه ما من سبيل أمامك الا أن تعرف لغته وتخاطبه بها». فأصبح بذلك من أوائل بناة جسور التواصل بين اثنتين من أهم عناصر الحضارة الإسلامية العظيمة، ألا وهما العرب والترك.
إنما أراد الكاشغرى بخدمته هذه إبراز لغة الترك وتراثهم وحضارتهم عبر الأجيال المتعاقبة المتوارثة، وكذلك صلابة وشكيمة الأتراك فى مواطنهم الأصلى على تركستان.
«ديوان لغات الترك» عمل عظيم على جانب كبير من الأهمية من وجهة نظر تاريخ الحضارة التركية الإسلامية، إذ يعكس الكتاب حياة الترك الاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم ولهجاتهم، ويدل على تأثر كاتبه بالتقليد الإسلامي فى الكتابة بإيراد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
الكتاب موسوعة شاملة في اللغة والأدب والجغرافية والتاريخ ومصدر مهم في تراث الترك الثقافي والاجتماعي، وهو معجم ثنائي اللغه تركي-عربي يحتوي على 7500 كلمة تركية مشروحة باللغة العربية. وقد استخدم الكاشغري في كتابه هذا المنهج المقارن في دراسة اللغة مقارنة بين لغات الترك والعرب وذلك قبل 800 عام من ظهور علم اللغات المقارنة.
وبذلك يعتبر رائدا في هذا المجال. وأورد الكاشغري كلمات من مختلف لهجات اللغة التركية، وشواهد كثيرة في فنون الأدب الشعبي التركي من نثر أو شعر أو رجز أو عادات وتقاليد. ودوّن أيضا بعض القصص الأدبية والقصائد والأغاني والأمثال.
وفي الديوان 237 قصيدة و279 أمثال و20 حكاية شعبية. ولا يخلو الديوان من إشارات إلى مستجدات الحياة من زراعة وطب وملابس ومجوهرات وأشغال يدوية والموقع الجغرافي وطبيعة انتشار الأقوام التركية جغرافيا مع دراسة دياناتهم قبل الاسلام كالشامانية والطوطميه وغيرها مرفقا بها خريطة لأماكن انتشار القبائل التركية في المنطقة. ووَضع الكاشغرى وسط آسيا مركزا للأرض فى خريطته للعالم.
ولهذا يعتبر الكتاب مرجعا مهما لدراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الدولة القاراخانية. وقد اعتمد العرب والترك حتى الفرس فترة طويلة على هذا المعجم من حيث تعلم اللغة التركية ودراسة طبائعهم.
وبعد مائة وتسعين سنة من وفاته نسخ عالم دمشقي بخط يده كتاب ديوان لغات الترك، وهي النسخة المحفوظة حاليا في المكتبة الوطنية باسطنبول، وقد طبع لأول مرة في تركيا في مطبعة عامرة باسطنبول سنة1914 -1916 في ثلاثة مجلدات. وأفضل ترجمة مع الفهارس وصورة طبق الأصل له تم نشرها من قبل العالم اللغوى بسيم آتالاي في خمسة مجلدات بين الأعوام 1939-1943 في المجمع اللغوي التركي، ثم نشرت عدة ترجمات للكتاب وبحوث كثيرة عنه مع طبعة نسخة طبق الأصل من قبل الكثيرين من العلماء في روسيا وألمانيا وفرنسا والمجر. كما طبع ونشر كتاب «ديوان لغات الترك» الأصلي باللغة العربية. وفي عام 1960-نشر في الاتحاد السوفيتي «ديوان لغات الترك» بالأوزبكية، وفي عام 1981-نشر هذا المعجم باللغة الأويغورية بمجلداته الثلاث،وفي عام 2000-نشر هذا المعجم باللغة الصينية. وهكذا فإن «ديوان لغات الترك» ترجم إلى أكثر من عشر لغة من لغات العالم حتى الآن.
يعتبر كتاب «قوتادغوبيليك» و«ديوان لغات الترك» أول ثمرة للأدب الإسلامى التركى والذى أسهم فى إثراء الحضارة الإسلامية.
من الجدير بالذكر أن منظمة اليونسكو قد أعلنت سنة 2008م سنة العلامة محمود الكاشغرى.
| |
|
turk dunyasi عضو خبير
الجنس : نقاط : 6176 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 العمر : 33
| موضوع: رد: محمود الكاشغري و(ديوان لغات الترك) الأحد أبريل 18, 2010 12:50 am | |
| | |
|